2025/08/26 | 0 | 659
(نَصُّكَ الأجدُّ يُغادِرُ قبْلَك)
كأنَّ الليالي غيرُ الليالي
وكأنَّ الأيامَ غيرُ الأيام
حتى كأنَّكَ في لا منطقيَّتِكَ التي تتلبَّسُ بها لستَ أنت
وكأنَّ وقتَكَ لا ماهيَّةَ لهُ تتعلَّقُ بالوجود
وكأنَّكَ مُتحيِّزٌ فيما هو غيرُ ممكن
حتى إنَّ الممكنَ قبلَ وجوبِهِ لغيرِهِ أجلى منك
أجلى منكَ وهو فكرةٌ تسبحُ في وجودِها الذهني
أنتَ كالنصِّ الأجدِّ حينَ تراهُ ولا ترى سواه
تتَّحدانِ في تعيّناتكما غيرِ المتعيِّنة
تتلذّذانِ في شيئيَّتكما الاعتبارية
لا تنظرانِ أبعدَ ممَّا أنتما فيه
فاهنأْ بنصِّكَ الأجدِّ وليهنأْ هو بك
لا مكان لكما في الخارجِ لا مكان
إلا فيما هو مُتعيّنٌ في نظريكما فيكما
ولا زمانَ يمنحُ مكانَكما الوهجَ لا زمان
فابقيا وتسلَّيا ما شئتما
فرحى المنيةِ تطحنُ مَنْ يتسلَّى ومَنْ لا يتسلَّى
تطحنُكَ أنتَ مُنشِئَ نصِّكَ الأجد
وتطحنُ نصَّكَ الأجدَّ أيضاً
غيرَ أنَّ نصَّكَ يغادرُ قبلَكَ قبلَك
وهو كابنِكَ تكرهُ أن تبقى قليلاً بعدَه
تعاني مِنَ الفراقِ لكنَّكَ مغادر
فلا بقاءَ لكَ أبداً كنصِّكَ الأجَد.
