2025/11/16 | 0 | 285
بيني وبين المعتزلة والأشاعرة
الخلاف الذي وقع بين الأشاعرة والمعتزلة في عهد المأمون العباسي كان خلافاً بين العقل والنقل بين الجبر والتخيير وبين خلق الله للأفعال أواختيارها ...
إن بين الخلافين بون شاسع حيث أن ذلك يعني خلافاً عقائديا لأنه يمس بالدرجة الأولى ( الصفات)
و قدجدت نفسي في خلاف مع الفرقتين فلست مع هؤلاء ولا مع أولئك، والسبب في ذلك أوضحه في الأسطر التالية :-
خلافي مع المعتزلة في قولهم بأن الإنسان مخير، و خلافي مع أهل الحديث في معتقدهم بأن الإنسان مسير ( جبر) ....
إن سبب خلافي في ذلك هو اعتقادي بأن (حجة الله على عباده هو العقل ولا غيره حجة بعد كتاب الله ) و العقل هوالحاكم على معتقدات و أفعال صاحبه وأقواله ... أن يكون العقل مسيراً عند الأشاعرة فالتسيير يعني تعطيل لقدرات العقل، بحيث يكون العقل في هذه الحالة متلقياً لأوامر تكون واجبة التنفيذ لأنها أوامر إلاهية....
وبموجب تعطل العقل فإنه لا يكون قادراً على التحسين والتقبيح ولا على التمييز بين الحق والباطل ، وهذا خلاف وظيفة العقل بل ضد العقل وضد عدالة الله سبحانه وتعالى...
إن العقل يدرك بأن الله لايمكن أن يكون قد سيَّر العقل وكتب( جبر) عليه فعل الخير و الشر في آنٍ معاً، و إنه هو الذي خلق أعمال العباد وكتبها عليهم وأمرهم تنفيذها وبالتالي يحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة إن من خير أثابهم وإن من شر عاقبهم....
السؤال هنا؟
كيف يكون ذلك من الله سبحانه وهو قد سيَْر العقل بأمره، وهو الخالق لتلك الأعمال وهو الذي كتب على هذا الإنسان أن يرتكبها مع سابق علمه بأنه سيفعلها ....
أما التخيير فهو اعتقادٌ ان الله خيَّر الإنسان ما رسم له وكتب له ( خيرٌ أو شر) ولا ثالث لهما...
في هذه الحالة يكون خيار العقل محدود بين اثنين وهذا منافي لعدل الله لسابق علمه ان الإنسان مفطور على حب الشهوات والملذات وارتكاب المعاصي والخطيئات و الكبائر والصغائر من الذنوب .....
إذن التخيير هنا لا يستحق ثواباً لفضيلة ولا عقاباً لرذيلة، حيث أن التخيير بين طريقين هو أمر إلاهي!!
السؤال هنا؟
كيف يعاقب الله سبحانه من عصى وأخطأ على عمل كتبه الله عليه؟
ثم كيف يِثيب الله سبحانه من أحسن عملاً كتبه الله عليه؟؟؟
ألأسئلة تلك تستدعي طرح السؤال التالي؟
أين تكون عدالة الله في الحالتين إن لم يكن للعقل رأي ولا قدرة على التحسين والتقبيح؟؟؟
ولماذا خلق الله العقل في الإنسان؟؟؟؟
ولماذا قام بتعطيله في حالة التسيير وفي حالة التخيير؟
إن اعتقادي بأن الله سبحانه وتعالى وتطبيقاً لعدله فقد خلق العقل بعد أن أوضح له طرق الخير في أوامره وطرق الشر في نواهيه وكل ذلك موضح في القرآن الكريم ....
ذلك يعني أنه سبحانه وتعالى منح العقل الحرية الكاملة في إطلاق قدراته التي على سلم هرمها القدرة على التمييز بين الخير والشر بين الفضيلة والرذيلة وبين الحق والباطل..... بعد كل ذلك حمَْل الله العقل كامل المسئوليات كما أعطاه جميع الصلاحيات...
وأخيراً فمن عدل الله سبحانه وتعالى أنه يُحاسب الناس على قدر عقولهم وهذا من تمام عدله..
والآيات الكريمات قطعية الدلالة على أن الله قد منح العقل كل قدرات التحسين والتقبيح...
سورة آل عمران، الآية 182:"ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ".
في سورة الأنفال، الآية 51:"ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ".
في سورة الحج، الآية 10:"ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ...
صدق الله العلي العظيم..
جديد الموقع
- 2025-12-06 الماكدونالدزية: عندما يصبح افتتاح مطعم برغر حدثاً يغيّر حياة الملايين
- 2025-12-06 الكلية التقنية للبنات بالأحساء تنفّذ محاضرة توعوية حول الوقاية من التدخين والمخدرات
- 2025-12-06 افراح حمدين و العمران بالهفوف
- 2025-12-06 المعيوف يُبحر في عوالم أبي العلاء المعرّي
- 2025-12-06 المسابقات الثقافية وتنمية العقل مسابقة أقرأ نموذجًا
- 2025-12-06 بر حي الملك فهد يختتم برنامج روزنة الحرفيين
- 2025-12-06 افراح المصطفى و العيسى بالهفوف
- 2025-12-06 كيف تنمي الشخصية الأخلاقية في طفلك
- 2025-12-06 أدب السؤال
- 2025-12-05 أمسية أدبية تُخلّد إرث الراحلة الأديبة سهام الخليفة