2025/11/15 | 0 | 105
ما الذي يمنع الإنسان العربي من التطور؟
يتغير العالم من حولنا بسرعة مذهلة، ومازال العقل الانساني يبتكر ويغامر ويعيد صياغة الحياة كل يوم. لكن عندنا نحن العرب فما زلنا نجادل التاريخ أكثر مما نصنعه، ونعيش في مساحة تخصنا نحن فقط، بين ما كنا عليه وما نريد أن نكونه.
ويري كثيرون ان الذي يمنع الانسان العربي من التطور، ان العقل العربي في أغلب بيئاته التعليمية والاجتماعية، يربى على التلقي الى التساؤل.
يطلب من الطفل أن يحفظ، الى أن يفهم. ومن الطالب أن يكرر، الى أن يعيد التفكير. ومن العامل أن يطيع، الى أن يبتكر..
بينما في مقابل ذلك تنفق الأمم المتقدمة ثرواتها على بناء منظومة السؤال، لأنها تعلم أن كل إجابة عظيمة تبدأ بجرأة طفل سأل:” لماذا؟ “.
كما يري هؤلاء اننا لا نستلهم الماضي، بل نبني حوله الأسوار، نراه كمالا لا يمس، بينما هو في الحقيقة تجربة بشرية قابلة للمراجعة.
تقديس التاريخ حول ذاكرتنا إلى سجن ذهني، نقيس الحاضر بمقاييس الذين سبقونا، ونستمد شرعية أفكارنا من أزمنة لم تعد تعرفنا.
الأمم التي نهضت لم تنس تاريخها، لكنها استخدمته كوقود، لا كقيد. فالماضي الذي لا يتحول إلى طاقة للمستقبل، يتحول إلى أغلال تعيق التطور. وقيل إن العرب لديهم وفرة في” القول“، وندرة في” الفعل“. نجيد الحديث عن النهضة، والتنمية، والعدالة، لكننا لا نبني مؤسسات قادرة على تنفيذ تلك الأفكار. نبدأ بالمهرجانات وننتهي باليأس.
في اليابان مثال، لم يتحدثوا عن النهضة بقدر ما عملوا لها، وفي سنغافورة لم يرفعوا شعارات، بل بنوا نظاما إداريا لا يعرف الارتجال، وماليزيا تقدمت وتطورت عندما قاد زعيمها د محمد مهاتير التحول الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي في البلاد، ضمن رؤية أعلن أهدافها ورسالتها، فأصبحت من النمور الآسيوية.
هناك عدة عوامل قد تُعيق تطور الإنسان العربي، منها.. ضعف النظام التعليمي في بعض الدول حيث يؤثر على تنمية المهارات والمعرفة. الفقر والبطالة تؤديان إلى صعوبة الحصول على الفرص الاقتصادية والتعليمية الجيدة. الحروب والاضطرابات السياسية تؤثر سلبًا على التنمية العامة وتؤدي إلى عدم الاستقرار. بعض العادات والتقاليد قد تعيق الابتكار والتغيير.. نقص الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة قد يحول دون تطور الإنسان في مجالات متعددة.. الفجوات بين الجنسين في التعليم والعمل تؤثر على مشاركة النساء في التنمية.. البحوث والتطوير.. نقص الاستثمار في البحث والابتكار يؤدي إلى تراجع التنافسية الاقتصادية..
تجمع هذه العوامل تشكل تحديات جسيمة، لكنها ليست مستحيلة التغلب عليها. ويمكن التغلب على الكثير منها من خلال تعزيز التعليم، وتحسين الاقتصاد، وتعزيز الحوار السياسي والمجتمعي.
إن الخوف هو أكثر ما يعوق تطور الإنسان العربي. الخوف من الخطأ، من الجديد، من المجتمع، من السؤال. الخوف يجعلنا نختار الصمت بدل المحاولة، والتبرير بدل الفعل.
الامم المتقدمة لم تكن أقل خوفا، لكنها كانت أكثر شجاعة في مواجهته. أما نحن، فنخاف حتى من الذين لا يخافون. وهكذا نصبح أسرى ثقافة الحذر، حيث لا يتقدم أحد، ولا يجرؤ أحد على كسر النمط.
ما زلنا نعيش انقساما بين العقل والايمان، وبين الروح والمادة، وطبعا بين الاصالة والمعاصرة. فما بين الإفراط والتفريط ضاعت المسافة الوسطى التي يصنع فيها التوازن..
يقف الإنسان العربي وحيدا أمام أزمات تتجاوز قدرته. حيث لا مشروعا وطنيا واضحا، ولا رؤية عربية موحدة. بينما تعمل الامم المتقدمة جاهدة في بناء الوعي الجمعي الذي يحرك الافراد في اتجاه واحد، نحو فكرة كبرى تتجاوز الذات.
الانسان العربي. يحمل في داخله كل بذور النهضة والتطور لكنه ما زال يخاف أن يزرعها.
وحين يتصالح مع السؤال، ويحرر نفسه من القيود التي صنعها بيديه، سيكتشف أن الطريق إلى المستقبل لم يكن يوما مغلقا، بل ينتظر أن نخطو إليه بشجاعة.
جديد الموقع
- 2025-11-15 الحربي هنأ القيادة على الإنجاز المشرف يعانق فضية التضامن الإسلامي
- 2025-11-15 جنا معشي تتألق بالذهبية في SGiE 2025 بنظام ذكي لمعالجة المياه الرمادية
- 2025-11-15 ٥ مواهب قدساوية ضمن قائمة أخضر الشابات تحت ٢٠ عام
- 2025-11-15 في جازان.. علماء وخبراء دوليين ورؤساء شركات كبرى لمناقشة مستقبل صناعة الكيمياء وتقنيات المختبرات
- 2025-11-15 بشراكة مع جامعة جازان.. انطلاق المؤتمر والمعرض الدولي لـ "LabTech" تحت شعار "الابتكار في تقنيات المختبرات" الاثنين المقبل
- 2025-11-15 قوافي يحتفي بصاحب العقد المضيء
- 2025-11-15 افراح العبود والصباح تهانينا
- 2025-11-15 أفراح الملفي والحميدي تهانينا
- 2025-11-15 القراءة ومتلازمة ستندال
- 2025-11-13 عناوين روايات تتحول إلى مصطلحات شائعة