2025/09/09 | 0 | 722
(لا فعْلَ أمرٍ موجود)
لقد فاتَ صاحبَ قُلْ ولا تَقلْ ما فاتَهُ
لكنَّهُ لمْ يَفتْ صاحبَ دراسات في الفعل
قال لا تُسمِّ الطلبَ فعْلَ أمر
فهو طلبُ إحداثِ فِعلٍ لمْ يُنجَزْ بَعْد
وهو ما دلَّ على حَدَثٍ وما اقترنَ بزمان
هكذا هو رأيُ صاحبِ القولِ الخالصِ صاحبِ الخُلاصات
يُقدِّمُ لكَ العلْمَ بلا حشوٍ بلا غموضٍ بلا تعْمِية
فالحشوُ ديدنُ المتطفِّلين على العِلْم
والغموضُ آلةُ المُتحلِّينَ بالعمقِ المُمَسرحِ الموهوم
بهِ وبالتعميةِ تُغطَّى المَطالِبُ الضحلة
بهما يُنظَرُ إلى العاجزينَ عن العمقِ نظرَ الظمآنِ إلى السراب
نظرَ طُلابِ الشِّعْرِ الضائعينَ إلى الغموضِ إلى التعمية
نظرَ مقترِفِ النصِّ المُعَمَّى إلى نفْسِه
يُغطِّي فقْرَهُ الإبداعيَّ بغموضٍ مُقرفٍ غيرِ مُنتِج
بتعميةٍ تقريريَّةٍ جوفاء
فالغموضُ والتعميةُ يندرجانِ تحت الخطابيَّةِ تحت التقريريَّة
هما منهما بالضبط
غايةُ الأمرِ أنَّهما نوعا فصْلٍ ينتميانِ إلى جنسِهما
وهيهاتَ أن ينتميا إلى ملامحِ النصِّ الإبداعيِّ الفذ
هيهاتَ، هيهاتَ العقيق
يبقى الطلبُ طلباً وإنْ أُدرِجَ تحت الفعل
وإنْ قيلَ لكَ هو فِعْلُ أمر
فالفعلُ ذو حدثٍ ذو زمان
ولا فعْلَ يُجرَّدُ منهما
كالتعميةِ والغموضِ المجرَّدينِ في النصِّ منهما
مِنْ حدَثٍ مُؤثِّرٍ ومِنْ زمنٍ زاهٍ نابضٍ بالحياة
قلتُ لكَ هيهاتَ العقيقُ، هيهات
هيهاتَ أن يتلبَّسَ فعْلُ أمرٍ بالوجود
حتى إذا قيلَ إنَّ لهُ رائحةَ فعْلٍ
حتى إذا رُتِّبَ لهُ شيءٌ مِنْ إثبات.
