
2025/10/15 | 0 | 42
عندما نمارس التعصب؟
ربما يكون العُجب والميل بداية للتعصب بكل أنواعه، والذي يعني الإنحياز الشديد المفرط إلى رأي أو فكر أو أي من المبادئ أو المذاهب والمعتقدات دون إعمال العقل الذي بدوره يُحسن الحسن ويُقبح القبيح وقد أُطلق عليه ( الحمية الجاهلية) ...إذن بعد هذا التعريف المُختصر فإن التعصب لا علاقة له بعلم عالم ولا بجهل جاهل ولا بمجتمع مُتحضر ولا بمُجتمع متخلف وليس أدل على ذلك ماحدث في بداية القرن الثالث الهجري وذلك بين الأشاعرة والمعتزلة فيما سُمي ( محنة خلق القرآن) في عهد المأمون العباسي.... ذلك يعني أن المُتعصب يحمل نقيضين لا ثالث لهما...
عُجب مُفرط و حقد شديد...
و التعصب يعني الإفراط في العُجب اللا معقول لشخص ما أو لعدة شخوص دون النظر في أي تصرف سلبي يتصرف به ذلك الذي وقع عليه الحب المُفرط ..
وقد وصف الإمام الشافعي ( رحمه الله) حالة التعصب شعراً حيث قال...
وعين الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلة
ولكن عين السخط تبدي المعايبا..
و المتعصب يمر بحالة من اللاوعي حيث إنه لايدرك ما يُدرك في حالة الوعي حين الدفاع عن ذلك المبدأ أو صاحبه، وربما تتحول حالة اللاوعي إلى حالة من الجنون نتيجة الغضب الذي يمر به المتعصب حيث يفقد التفكير السليم حتى في النتائج التي ربما يتعرض لها نتيجةَ تلك الحالة .. إن تلك حالة نفسية صعبة نتيجة الحسد و الحقد الشديدين على كل من يُخالفه في رأيه أو مبدئه أو معتقده..
إن المجتمعات مرت بتلك الحالة من التعصب وذلك من بدء الخليقة حتى أيامنا هذه...
فعلى سبيل المثال... ما وقع قبل الإسلام من حروب كحرب ( داحس والغبراء) حيث اشتهر ذلك المجتمع بالتعصب القبلي والتعصب (العقدي) للآلهة إذ لكل قبيلة( إله) معلقاً على سطح الكعبة وأشهرهم ( هبل، يعوق، نسرا، اللات، العزا) وغيرهم الكثير..
والعصبية والتعصب مازالتا مستمرتين حتى يومنا هذا، وهي لم تختلف عن سابقاتها إلا من التعصب القبلي الذي أظنه انتهى من مجتمعاتنا على الأغلب...
إن المؤسف أن المجتمع الواحد الذي تفشى فيه التعصب لم يلتفت إلى عواقبه السيئة المدمرة للفرد وللجماعة على أقل التقدير، وما يُحدثه من فتن تُسبب عداوات وأحقاداً وتشرذماً لا نهاية لهم....
السؤال هنا؟
هل من قليل من الوعي يقينا من شرور التعصب؟
أعتقد أن المجتمع المتجانس يستطيع أن يُعيد وعيه أو بعضه بالنظر إلى ثلاث عوامل...
١/ رابطة الجغرافيا( الوطن)
٢/ رابطة الترابط الأسري
٣/ رابطة المصالح المشتركه...
ثم هناك عامل مهم آخر يجب أن نقف عنده وقوف المستفسرين؟
هل من نتعصب لأجله يستحق أن نكون بسببه في تلك الحالات؟
وهل من نتعصب لأجله هو من قدم خدمات جليلة لمجتمعه وبذل وأعطى وساهم في رفعة ورقي المجتمع ببناء الصروح العلمية والصحية والتعليمية والخدمات الإجتماعية بحيث نتعصب ضد من وقف ضده؟
وهل من نتعصب لأجله هو من التقى والزهد والورع الذي عصمه من الذنوب والخطئيات و لديه من العلم الذي استفاد منه أتباعِه ومريدوه ومجتمعه؟؟
وهل هو من المصلحين الذين يخافون يوم الحساب؟؟
إذا هناك جانبان للتعصب..
١/ تعصب مذموم يؤدي إلى الفتن ويسبب الأحقاد و التخلف.
٢/ تعصب محمود وهو الدفاع عن الفضيلة والعدالة من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل.
لنا الخيار بعد ذلك!!!!
جديد الموقع
- 2025-10-15 د.صبري زيادة استشاري جراحة العظام بمستشفيات الحمادي: تأثير التدخين والشيشة كثيرة متعددة على عظام الجسم
- 2025-10-15 فرع هيئة الصحفيين السعوديين بجازان ينفذ ورشة عمل "السرد القصصي في العمل الإعلامي"
- 2025-10-15 مدينة الملك عبدالله الطبية تنجح في استئصال ورم متقدم متعدد ممتد لمريض سبعيني في عملية جراحية معقدة
- 2025-10-15 (استفتِ قلبَك)
- 2025-10-15 كيف ينظر العماني للقراءة؟
- 2025-10-15 لماذا نتذكر بعض اللحظات التي مرت في حياتنا وننسى غيرها؟
- 2025-10-14 الموت نعمة
- 2025-10-14 قراءة في ديوان ملمس الظل
- 2025-10-14 تطبيق "سعودي" لمكافحة الاحتيال الإلكتروني
- 2025-10-14 سمو محافظ الأحساء يستقبل محافظ "منشآت"