الوقت بين اللاء والنعم

ربما يكون الوقت بينهما جزءاً من الثانيه أو أقل، وكذلك اتخاذ قرار أو عدم اتخاذ القرار ربما يكون كذلك وربما لا يكون... علماً أن ( لا) وأن (نعم) تندرج من ضمن القرارات العقلية...
يترتب على تلك الملاحظتين الأسئلة التاليه:-
متى نقول لا؟
ومتى نقول نعم؟
ماهي علاقة العقل ب (لا) وماهي علاقته ب (نعم)
ومتى نتخذ القرار؟
ومتى لا نتخذ ذلك القرار أو نتخذه؟
ما هو دور العقل في اتخاذ القرار أو عدم اتخاذه؟
كل هذه الأسئلة تحتاج إلى أجوبة....
الإجابة على متى؟
إن عقل الإنسان بجميع قدراته المتعددة وأنماط تفكيره قد تتشارك في قول ( لا) أو في قول (نعم) وذلك في كثير من المواقف التي يكون معظمها مرتبطاً بالمفاجآت أو باللامتوقع والأمثلة على تلك اللحظات كثيرة...
مثال ذلك ما يحصل أثناء قيادة السيارة، حيث من الممكن ومن غير المتوقع أن تتفاجأ بموقف مربك قد تتعرض فيه لحادث يُشكل خطراً على حياتك... في تلك الجزء من الثانية تكون ( لا ونعم) ماثلتين أمام عينيك، وفي تلك الجزء من الثانية تُغير مسارك بسبب توجيه عقلي لا إرادي لكي تتجنب الأخطار المُحتملة...
إذن علاقة العقل مع الموقف كانت دون تفكير مسبق، والسبب في ذلك أن الموقف لم يكن في الحسبان ولم يكن متوقعاً.. أما العقل في تلك الجزء من الثانية ارتبط بنمط تفكير أحادي فرضه الموقف اللحظي أثناء الإنبهار والدهشة والخوف وهذا بمُقتضى الحال يُسمى.. قرار...
أعود إلى الجزء الثاني... وهو اتخاذ القرار!!!
أبدأ بتعريف القرار لغةً... ومعناه ( عزَم وصمَّم) على أمرٍ... وقرّر غير ( قرَّ) التي تأتي بمعنى ( ثبَت ) والقرار هنا لا يُتخذ إلا بعد تفكر وتأمل وحسابات دقيقة واعية لما سينتج بعد اتخاذ ذلك القرار، أي ليس ردة فعل مفاجئ كما في المثال ،..
أما القرار اللحظي فيكون في الغالب حاسماً دون مشورة أو تشاور.... يُطلق عليه في هذه الحالة ( قرار فردي) وعادة تكون مثل تلك القرارات صادرة من رجال الأعمال والمديرون التنفيذيون سواء في دوائر رسمية أو شركات أو في مؤسسات فردية أي ليست آنية ولا لحظية ...
السؤال هنا كيف يتعامل العقل في تلك الحالتين؟
إن الإدراك هو أحد قدرات (عقل العقل وليس العقل) ، والسبب في ذلك أن كثيراً من العقول ينقصها الإدراك...
والإدراك هو القدرة على اكتشاف غير الظاهر وغير المرئي.... إذاً فإن الإدراك حاسة ضميرية متفوقة لعقل متفكر متفوق..
يتميز بذلك كما ذكرت... المدراء التنفيذيون الذين يحققون نجاحات كبيرة في شركاتهم أو مؤسساتهم وهم من يتخذون تلك القرارات..
إذن بعد هذا السرد يتضح لنا أن القرارات تنقسم إلى قسمين!!!!

قرارات لحظية تصدر نتيجة ردة فعل قد تكون عنيفة أو قد لاتكون...
أما الأخرى فتصدر نتيجة مصالح لتحقيق أهداف مرسومة وهذه ليست لحظية، وإنما تصدر بعد دراسة وتفكير...