الهُوية و الهَويه

عندما يُختار أيَّ موضوع من المواضيع (سواءً كان موضوعاً اجتماعياً أو اقتصادياً أو غير ذلك... أظن أنه من الواجب علينا ابتداءً أن نختار له عنواناً ونحدد معناه لغةً ونحدد عناصره وأهدافه المرجوة، وكذلك اسلوب وطريقة تراتبية العناصر إن اقتضى الأمر لذلك.
كذلك يجب بعد استنتاج نتائج الموضوع أن نستشف المعنى الكلي لهذا الموضوع الذي يجب أن نخلص منه بنتائج إيجابية يُستفاد منها على المديين القريب منها والبعيد وتأثير تلك الإيجابيات على المتلقين، أما إن كان الموضوع ليس من الأهمية بمكان وليس له فائدة تعود على المتلقين، فسيكون ذلك أقرب إلى الترك ....
بعد هذه المقدمة طرحت على نفسي مناقشة موضوع ( الهُويه) و ( الهَويه) وأحسب انه من المواضيع التي لفتت انتباهي وحازت على اهتمامي، لكي نفرق بين ( الهوية بضم الهاء) و (الهوية بفتح الهاء) ....
الهُوية من الضمير (هو) وللتعريف أكثر فإنها تعني السمة أو الميزة للفرد الذي ينفرد بها ويختص، وبالتالي يُعرفُ بها.
والهَوية معناها لغةً (البئر العميقة) بفتخ الهاء لا بضمها
وهي دلالة على الأعماق التي يَُتَعرف فيها على حقيقة كنه الأشياء..
إن علماء النفس وعلماء الإجتماع صار لهم باعاً طويلاً في سبر غور معنى الهُوية تفكيكاً وتحليلاً حيث خلصوا إلى تقسيمها إلى قسمين :-
أولاً/ هُوية شخصية وهي التي تُصدرها الحكومات لمواطنيهابغية التعرف عليهم، وتحمل رقم سجله المدني وتاريخ ولادته وصورة شخصية صاحبها و سماته التي يُعرف بها ( العلامات الفارقة) ومكان ولادته....
أما المعنى الآخر من معنى ( هُويه) فهي السمات العامة التي يوصف بها الفرد وصفاً لايتعلق به كجسم... حيث أهم تلك السمات..
الإنتماء المكاني (المنشأ) والإنتماء العقدي ( الدين) والإنتماء العرقي ( أصل المنشأ)...
وعندما نناقش (السمات العامة) يجب أن نقف على معنى كلمة (وطن)
باختصار شديد لمعنى الوطن فإنه بمثابة الأم، لأنه الحاضنة الأولى والأخيرة، وهو من يُشعر بالأمن والأمان والاستقرار... إذا هو محل الإنتماء، حيث كلُّ فرد ينتمى إلى وطنه و وطن آبائه وأجداده وهو من يحملز( هُوية) ذلك الوطن...
الإنتماء العقدي....وهو الدين الذي يعتقده ويؤمن به إيماناً مطلقاً...
الإنتماء العرقي ويعني ذلك.... الأمة التي تولد منها والقومية واللغة التي يتكلمها...
ولذلك قُسمت الجغرافيا تقسيماً أممياً....
وعلي سبيل المثال... الجغرافيا العربية التي يسكنها العرب..
الجغرافيا الأوربية ويسكنها الأوروبيون...
الجغرافيا الصينية ويسكنها الصينيون... وغير ذلك الكثير...
وأخيراً وباختصار شديد فإن الهُوية تعني الوطن والمواطن هو من يحمل هُوية وطنه..