2025/08/05 | 0 | 339
العقل الناضج..
لا شك أن العقل الكامل الذي يتكون في عمر النضج ( تمام الإستواء) حتى يكون بكامل قواه وقدراته على الوعي والإدراك والإستيعاب والتحليل والتفكيك والإستنتاج ويكون كذلك قادراً ومقتدراً على استخدام جميع قدراته التي بها يستطيع أن يُميز الحَسن من القبيح والحق الذي يراه حقاً والباطل الذي يراه باطلاً في كل أفعاله وأقواله وسلوكياته و وعيه وإدراكه لما يتعلمه ويتلقاه من تحصيله الدراسي أو من قراءاته و من تجاربه الحياتيه طوال حقبة سنين عمره طال أو قصُر...
إذ بكل ذلك قد وصل إلى مرحلة نضج العقل الذي يستطيع به خلق أنماط تفكيرٍ مغاير ومختلف عن تفكير المجتمع الذي لم يصل إلى تلك المرحلة من النضج العقلي، بغض النظر عن العمر الزمني لكل فرد من أفراده...
وبالتالي فإن هؤلاء استطاعوا بما ملكوا من قدرات عقلية ناضجة تمييز الحسن من القبيح حتى من الآخرين المختلفين معهم في التفكير وأنماطه ، سواءً كانوا يعيشون معهم أو من البعيدين المشابهين لمجتمعهم .
إن هؤلاء الأفراد الذين يصلون لتلك المرحلة من النضج العقلي بمستوى علمي وثقافي و وعي متقدم فإنهم يُعدون نواة فاعلة وركائز ينظُر إليها كل من يريد أن يتحرر من الجهل والتخلف...
وهؤلاء هم من يحتاجهم المجتمع حاجة ماسة لانتشاله مما هو فيه من جهل وعدم إدراك للتطورات العلمية والفكرية..
إن أي مجموعة من هؤلاء المتقدمين الناضجين لابد إلا أن يكون لهم تأثير كبير على مجتمعاتهم إذ هم يحاولون جهدهم أن يرفعوا من وعي تلك المجتمعات المتخلفة الجاهلة إلى مستويات يحققون بها الكثير من الرفعة والتقدم في جميع المجالات العلمية والتقنية والإنسانية وحتى العقائدية.
إن أولئك تميزوا بأنهم يرفضون كل أو بعض ما يعتقده مجتمعهم والمجتمعات المماثلة الذين يعتقدون أن مايمارسونه من أساطير وخرافات وما يسمونها طقوساً هي الحق ،..
إن كل تلك الممارسات تعمل على تجهيل الناس، حيث تزيد الجاهل جهلاً و المتخلف تخلفاً لأنهم يعتقدونها اعتقاداً إيمانياً...
إن السبب في ذلك الإعتقاد كله جزمهم أنه يصدر ممن يثقون بهم ويظنون أنهم الأعلم والأفضل والأورع والأقرب إلى الله وأن كل ما يقال إنما هو يستند على رواياتٍ ليس لها أو لبعضها صلة البته بكتاب الله الكريم ولا برسوله ذي الخلق العظيم صل الله عليه وآله وسلم ولا بالعقل الذي يُميز الحسن من القبيح ..
إن تلك مصيبة مؤلمة ومرض دائم أُصبنا به، ولا أظن أن علاجه سيكون بسيطاً إلا بتظافر جهود تلك العقول التي أشرت إليها في مقدمة مقالي هذا..
وأخيراً
أذكر القارئ الكريم بالرواية المنسوبة لإمامنا الصادق علية وعلى آباءه وبنيه السلام..
( ما أتاكم منا اعرضوه على كتاب الله فإن وافق وإلا ألقوا به عرض الحائط)
جديد الموقع
- 2025-11-16 على ثلاث ركائز الثَّرَاءُ التُّرَاثِيُّ في نصوص شعراء شباب عكاظ .
- 2025-11-16 افراح البطيان والبحراني بالهفوف
- 2025-11-16 الاستشارية الدكتورة سارة الريفي : نسب الشفاء من سرطان الثدي قد تصل إلى 99% عند التشخيص المبكر
- 2025-11-16 القراءة في رواية متعب وأمشي
- 2025-11-16 القراءة في كتاب تقنيات الخيال العلمي
- 2025-11-16 بيني وبين المعتزلة والأشاعرة
- 2025-11-16 الملا يدشن مشروع كساء بمركز بر حي الملك فهد
- 2025-11-16 الدوبامين يجعل الناس أطول صبرًا وأقل اندفاعيةً وأقوى على مقاومة الإغراءات الآنية
- 2025-11-15 الحربي هنأ القيادة على الإنجاز المشرف يعانق فضية التضامن الإسلامي
- 2025-11-15 جنا معشي تتألق بالذهبية في SGiE 2025 بنظام ذكي لمعالجة المياه الرمادية