2025/11/09 | 0 | 189
العقل والنفس؟
صراع بينهما مستمر لا يهدأ ولن يهدأ!!!
إنها دواخل الإنسان التي تتصارع.... إنها السنن الكونية التي لا تتغير ولا تتبدل..... هل نحسب أن دواخل الإنسان هي مرآة حقيقية لسر الوجود أم هي مرآة حقيقية ( لصراع الموجود)؟؟؟
من العقل أولاً وإلى النفس ثانياً لنقف على ذاك الصراع؟؟؟؟
العقل هو مركز القدرات الإدراكية على التحسين والتقبيح و الإستشعار و الإستيعاب والفهم والسيطرة والتحكم وهو كذلك المركز الرئيس للضبط والربط والقبول والرفض وهو كذلك المنتج للإبداع والإبتكار والخيال والتخيل والناهي والآمر.....
أما نفس الإنسان فهي ضد العقل بالكلية حيث أنها تُمثل الضعف والميل للشهوات والرغبات والعواطف وما يتعلق بها والمشاعر وما يتعلق بها والسوانح والشوارد وهذه هي النفس الأمارة بالسوء لانفصالها عن العقل انفصالاً تاماً، بل إنها تجعل العقل ليكون لاعقل ...
السؤال هنا؟
لماذا الصراع بين العقل والنفس؟
ولماذا ديمومة الصراع بين الإثنين؟
ومن هو الذي يتحكم في الآخر، ولمن تكون الغلبة؟
عندما نُعرف العقل بأنه العضلة التي تتكون من مجموعات القدرات الضابطة للأقوال والأعمال، والرابطة بين الإنسان والعالم الخارجي، والمنتجة لكل تفكير، والمديرة لكل تصرف والمدبرة لشئون الحاضر و المخططة للمستقبل....
وعندما نعرف النفس تعريفاً منطقياً مختصراً فنقول إنها مرتبطة بحاستين في الإنسان.... البصر والسمع و إن النفس هي ( مركز الشهوة)
وتنقسم إلى ثلاثة أنفس كما ذُكرت في القرآن الكريم...
المطمئنة / وهي الهادئة القانعة التي لاتقلق ولا تضطرب ....
اللوامة / وهي التي تتشارك مع العقل تشاركاً مباشراً في طرح الأسئلة التي تبدأ ب ( لماذا) حصل هذا أو ذاك القول أو هذا أو ذاك من السلوك؟؟
إن طرح لماذا بعد اللوم؟ يحصل العتاب بين الطرفين وربما تحصل مُشادة عنيفة بينهما....
إذن نستطيع بعد ذلك أن نطلق على النفس اللوامة ( الضمير الحي) على اعتبار أن هناك (ضمير ميت) وقد نُطلق على صاحبه ( الأناني) أو ما يُسميه علماء النفس ( النرجسي )
عادة ما يحصل هذا اللوم وهذا العتاب في حالة صدور القبح من القول أو العمل وبالتالي يحصل الجدل بينهما بطرح لماذا؟؟؟؟
وهذا لايمكن أن يكون في حالة اطمئنان النفس حيث يكون الإطمئنان فقط في حالة صدور الحَسَن من القول أو العمل أو السلوك...
أما الإجابة على لماذا ديمومة الصراع بينهما؟
فذلك نتيجة تعلق العقل بمنظومة الأخلاق السامية التي بطبعها ترفض كل قبيح لايقره العقل ولا يُقره المجتمع ( الشاذ من القول والسلوك)
وكذلك تعلق العقل وارتباطه بتعاليم وأحكام الدين من الحلال والحرام إن كان متديناً.... من ذلك تكون الأخلاق والدين من الروادع العقلية الحاكمة على تفكير العقل بالكلية والرادعة له بالمجمل....
أما من يتحكم في الآخر ومن الذي سينتصر؟؟؟؟
إنني أعتقد أن ذلك الصراع بين العقل والنفس لا بد أن يصل إلى مرحلة اتخاذ القرار!!!!
ذلك القرار يُتخذ على أسس منطقية أولها......
التدين والتربية والتعليم والبيئة والعقل المُدرك لنتائج الصراع وأثره على الإنسان نفسه سلباً أو إيجاباً....
باختصار شديد فإن العقل الواعي الحكيم يستطيع أن يُسيطر على النفس ويكبح رغباتها إن كانت شاذةً أو منحرفةً أو حتى لامصالح فيها....
أما العقل اللاواعي فإنه لايعرف للحكمة طريقاً فهو بالتأكيد لايستطيع التمييز بين الحسن والقبيح وبناء عليه فإن النفس اللوامة تكون معدومة في هذه الحالة....
وفي حالة انعدامها ينعدم الصراع بين العقل والنفس حيث يكون هذا الإنسان بلا عقل واعي ولا نفس لوامة بل بضمير ميت.....
جديد الموقع
- 2025-11-16 على ثلاث ركائز الثَّرَاءُ التُّرَاثِيُّ في نصوص شعراء شباب عكاظ .
- 2025-11-16 افراح البطيان والبحراني بالهفوف
- 2025-11-16 الاستشارية الدكتورة سارة الريفي : نسب الشفاء من سرطان الثدي قد تصل إلى 99% عند التشخيص المبكر
- 2025-11-16 القراءة في رواية متعب وأمشي
- 2025-11-16 القراءة في كتاب تقنيات الخيال العلمي
- 2025-11-16 بيني وبين المعتزلة والأشاعرة
- 2025-11-16 الملا يدشن مشروع كساء بمركز بر حي الملك فهد
- 2025-11-16 الدوبامين يجعل الناس أطول صبرًا وأقل اندفاعيةً وأقوى على مقاومة الإغراءات الآنية
- 2025-11-15 الحربي هنأ القيادة على الإنجاز المشرف يعانق فضية التضامن الإسلامي
- 2025-11-15 جنا معشي تتألق بالذهبية في SGiE 2025 بنظام ذكي لمعالجة المياه الرمادية