2021/06/28 | 0 | 3543
عروس المطر
رواية عروس المطر لبثينة العيسى تدور عن توأم هما أسامة وأسماء خرجا على وجه الدنيا بصفات متناقضة فسامي أخذ الصفات الجيدة وأسماء نقيضها ويكون الطرح من وجهة نظر أسماء الساخطة على الحياة التي جعلتها دميمة وجعلت توأمها وسيما وتتبرم أسماء بالحياة بطريقة غير مبررة وتعترف بدورها أن سخطها لا يحلق بأجنحة حقيقية ولا يحط على أرض صلبة تغرم أسماء بمعلمتها حصة وتراها مثالا حيا للكمال ولأنها فارغة خاوية من الداخل تحاول البحث عن شيء تشغل به نفسها وتعبر به عن كينونتها فتقرر كتابة كتاب عن تلك المعلمة التي صارت مهوسة بها فتفاتحها بالموضوع وترحب حصة بالفكرة بل وتقوم بكتابة بعض الأوراق عن حياتها الأمر الذي يغيض أسماء من الداخل فهي تريد أن يكون الكتاب بصياغتها لكن المعلمة تفاجئها بكتابات رائعة متقنة تعترف أسماء في قرارة نفسها أنها لن تتمكن من كتابة ما هو أفضل من ذلك.
وهذا ما حدث بعد شهرين حينما قرأت حصة ما كتبت أسماء عنها فما كان منها إلا أن انفجرت في وجهها معربة عن استيائها عما خطت يدها من نص اعتبرتها كنصها الذي كتبته ولكنه نسخة مشوهة منه فقامت تسب وتشتم مظهرة لأسماء الوجه الذي لم تره منها.
توأمان نشآ في بيئة متفككة فالأب متزوج أربع نسوة ولأسماء ثلاث زوجات أب ودزينة من الإخوة والأخوات.
تجد أسماء العنوسة ماردا جبارا يقف أمام الباب يمنعها من الولوج للداخل وتحاول زوجة أبيها توفير عريس لها وحثها على الخروج إلى المجتمع لكن شيئا مجهولا يمنعها.
غرابة العلاقة بأخيها كانت بمثابة كسر للرتابة فرغم المحاولات القيمة التي يبذلها أسامة في إسعاد شقيقته وروح المشاغبة التي يبثها في المنزل والتي تظهر حبا وانسجاما أخويا مثاليا إلا أن الأمر ليس كذلك من قبلها فهي بركان خامد يخبئ حمما مدمرة.
النهاية كانت صدمة جميلة ونقلة نوعية في سير دفة الرواية نهاية من شأنها أن تجعلك تصمت وتفكر بالذي حدث وتتساءل هل تلاعبت بك الكاتبة طوال الوقت؟ فلا يوجد أسامة توأم لأسماء ولا شيء وكل ذلك مجرد عالم بديل خلقته أسماء لحياتها وعاشت فكرة وجود توأم لها وصدقتها حتى عادت أمها من السفر وأعادتها للواقع.
لا شك أن للكاتبة أسلوب مميز في السرد تأخذك من ساعدك وتذهب بك إلى رحلة شيقة من السرد السلس العذب الذي يعرب عن طابع خاص يشير إلى الكاتبة.
الرواية جميلة رغم القصر فلا يوجد شيء يقال أكثر مما قيل ولا تحتاج الفكرة إلى زيادة في النص فجاءت ملمومة مركزة لم تتفرع ولم تتشعب.
جديد الموقع
- 2025-01-02 القراءة وتراكم المعرفة
- 2025-01-02 خصلة من شعر...
- 2025-01-02 لماذا اكتناز الكتب؟
- 2025-01-02 خبرات عالمية لتطوير الرعاية التمريضية في تجمع الرياض الصحي الأول
- 2025-01-02 قوافي الشعراء تغازل "الإبل" بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي
- 2025-01-02 معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري يقيم محاضرة لمنسوبي الدفاع المدني ومديري إدارات التوجيه والإرشاد الفكري
- 2025-01-02 سعادة وكيل محافظة الأحساء يرعى حفل مدارس أكاديمية الكفاح بمناسبة حصولها على جائزة الأحساء للتميز 2024
- 2025-01-02 فجر السبت ذروة شهب الرباعيات 2025
- 2025-01-01 مجموعة عصبونات في جذع الدماغ مسؤولة عن الشهية للملح
- 2025-01-01 فن الكراهية