2025/01/02 | 0 | 67
لماذا اكتناز الكتب؟
تبدو ظاهرة تضخم المكتبات الشخصية واكتناز الكتب إيجابية عند البعض؛ لكونها تعكس محبة للكتب والقراءة، وتشير إلى احتمال كبير لقراءتها. وحتى لو لم تُقرَأ فإن مجرد وجودها في أي مكان أمر جميل يفوق ما يحصل من تجميع وملاحقة التفاهات في عالم اليوم.
ومما يُنقل في تاريخ العرب أن المستنصر بالله "جمع من الكتب ما لا يحد ولا يوصف كثرة ونفاسة، حتى قيل: إنها كانت أربعمئة ألف مجلد، وأنهم لما نقلوها أقاموا ستة أشهر في نقلها" (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني، ص395). و"أن عدة الفهارس التي فيها تسمية الكتب أربع وأربعون فهرسة، في كل فهرسة عشرون ورقة، ليس فيها إلا ذكر الدواوين فقط" (المصدر نفسه، ص394). لكن جاء من بعده من أخرج كتب الفلسفة منها وكتب الأوائل وحرقها، ثم بعد مدة نهبت كتب كثيرة منها.
وتكمن المشكلة في أن عدد الكتب في جميع دول العالم وبجميع اللغات يزيد على 120 مليون عنوان كتاب، في حين أن عمر الإنسان محدود، ولا يمكنه إلا قراءة نسبة ضئيلة جدًّا من هذه الكتب. أما المشكلة الأخرى فهي الرغبة في تملك الكتب والاحتفاظ بها رغم الانتهاء من قراءتها وانتفاء الحاجة إليها مستقبلًا.
أتَفَهم أن يحتفظ القارئ بأي كتاب لأنه قد يحتاج إليه مستقبلًا؛ إما لإعادة قراءته أو للاستفادة من بعض مواده مراجعَ للكتابة مستقبلًا، لكن مجرد بقائه على الرفوف أو حبيس كراتين التخزين هو إهدار لثروة وحرمان آخرين من الاستفادة منها. والأنكى من ذلك ما قد يحصل لهذه الكتب حينما يرحل مالكها عن هذا العالم ثم يتولى الورثة التصرف بها حين يعرضونها للبيع بالوزن بغض النظر عن قيمتها الفعلية.
ولذلك فإنه من الجدير بأصحاب الكتب إحسان التصرف فيما يملكونه منها، وذلك إما بتوزيعها على آخرين، أو مبادلتها بأخرى، أو حتى بيعها والاستفادة من قيمتها، إما بشراء كتب أخرى أو حتى أمور أخرى أكثر فائدة، وهو أجدى بكثير من الإبقاء عليها وتجميدها دون فائدة، وهو ما يحصل غالبًا للمكتبات الشخصية.
وما أقسى قول خليل صويلح عن الكتب الزائدة عن الحاجة: "ألا ينبغي تنظيف المكتبة من هذه الطحالب والبثور ووحيدات الخلية؟!" (تباريح القراءة، ص 32).
إنه لأمر محزن للغاية أن تتكرر قصة بقاء مئات بل آلاف الكتب على الرفوف دون أن يستفيد منها أحد، لا مشتريها ولا وارثها، حتى تتلف ولا يبقى لها أثر، وقد يكون أقصى استفادة منها هو إعادة تدويرها كأوراق تالفة إن كانت ذات حظ كبير ولم تُرْمَ في القمامة حتى تدفن تحت الأرض أو تضرم فيها النيران مع الأوساخ وبقايا الأكل. فهل كان هذا هو ما ينتظره مشتروها؟
جديد الموقع
- 2025-01-04 الحياة والأمل
- 2025-01-04 لن تحتاج إلى..
- 2025-01-04 قراءة في غرق في المجاز
- 2025-01-04 قراءة في قبلة تسرق الحزن
- 2025-01-04 انخراط أولياء الأمور في تعليم أطفالهم يلعب دورًا رئيسًا في تحصيلهم الدراسي
- 2025-01-04 تصبَّر تكن أكثر سعادة وبأفضل صحة
- 2025-01-04 عقد قران المهندس علي بن أمير الشهاب بالهفوف
- 2025-01-04 يحيى العبداللطيف بين الابتسامة والكلمة سفورٌ ومغزى
- 2025-01-03 عقد قران الشاب المهندس رضوان البحراني تهانينا
- 2025-01-02 القراءة وتراكم المعرفة