2021/01/17 | 0 | 2540
رضيع يقرأ
( رضيع يقرأ ) ليس عنوانا لجذب القراء فقط ، بل نظرية يتحدث عنها خبراء في التربية يدعمونها ببعض الدراسات والمقصود بها بالطبع القراءة للرضيع . ومن أبرز من قام بدراسة حول هذا الموضوع الكاتبة الدكتورة دانا ساسكايند ( Dana Suskind ) التي أسست مبادرة سميت ( مبادرة الثلاثين مليون كلمة ) وهي تديرها في جامعة شيكاغو . وأوردت ساسكايند تفاصيل هذه المبادرة في كتاب ألفته تحت عنوان ( ثلاثون مليون كلمة : بناء مخ طفل ) . وتقول الكاتبة - وهي بروفسور في جراحة وطب الأطفال - إن الفكرة بدأها باحثان في العام 1995م وجدا أن هناك فجوة في أعداد الكلمات التي يتعلمها بعض الأطفال عن آخرين تبلغ 30 مليون كلمة وذلك عندما يبدؤون في مشوار الدراسة في عمر أربع سنوات . واستنتجا بأن أصل هذه الفجوة هو مدد المحادثات التي يجريها الآباء مع أطفالهم منذ فترة الرضاعة .
ولأن ساسكايند تعمل في الجراحة وفي زراعة القواقع في آذان الأطفال ضعيفي السمع ، فقد وجدت نفسها مجبرة على تأسيس هذه المبادرة لأنها لاحظت الفوارق في مستويات الاستجابة لتعلم الكلمات بين هؤلاء الأطفال ، حيث ربطته بتجاوب الآباء مع نصائح إطالة مدة الحوار مع أطفالهم ، مستنتجة بأن هذا ينطبق أيضا على جميع الأطفال الرضع . ولذلك فقد نقلت ساسكايند خبرتها العلمية والعملية في جراحة الأطفال إلى الجانب الاجتماعي في اكتساب الأطفال للكلمات الجديدة .
وقامت هذه الطبيبة - التي حصلت على عدد من الجوائز في الولايات المتحدة - بوضع منهج لهذه المبادرة يقوم على أساس دور الآباء والأمهات ومقدار ما يمكن أن يؤثروا به في مستقبل أبناءهم وذلك بشيء واحد وهو التحدث معهم والقراءة لهم . ويتحدث موقع psychologytoday عن الأثر الذي تركه دخول الآباء في هذا البرنامج وتقدم وعيهم حول أهمية القراءة للرضع والأطفال .
وتقول ساسكايند في كتابها : إنه لو أن الآباء أدركوا أن أي كلمة يتلفظون بها لأطفالهم ليست مجرد كلمة بل بمثابة طوبة لبناء مخ الطفل ولتنشئته نشأة مستقرة فإننا قد نحصل على عالم مختلف .
وحسب بعض جوانب الدراسة فإن استماع الطفل للأحاديث يؤثر بشكل كبير على الطريقة التي تبنى بها شبكات الأعصاب المترابطة والمعنية بالجانب اللغوي في المخ . وتقول الطبيبة النفسانية في جامعة ستانفورد ( آن فيرنالد ) : ( إن سرعة العمليات الذهنية للطفل تتشكل مع زيادة تعرضه الكبير للكلام . فمع مزيد من التعرف على كلمات جديدة فإن هؤلاء الأطفال سوف ينتبهون أكثر خلال إصغائهم إلى أي حديث إلى الكلمة التالية في أي جملة كونهم قد فهموا الكلمات المتقدمة مسبقا . وبهذا فإن هؤلاء الأطفال يخرجون بمحصلة أفضل من القراءة مستقبلا ) . وبكلمة أخرى فإن حصيلتهم اللغوية ستكون أكبر مع الوقت وسوف يساهم ذلك في تقوية الذاكرة لديهم وتنمي قدراتهم المنطقية . وتعتبر القراءة لهم أفضل طريقة لتعريضهم لسماع اللغة . كما أن القراءة على نحو متناسق ومكرر وبقافية معينة يجعل شبكة الأعصاب لديهم أكثر استعدادا وتقبلا للقراءة .
جديد الموقع
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية
- 2024-05-05 مثقفون وأعيان يرصدون العطاء الأدبي للبابطين
- 2024-05-05 قصيدة (مطية الغياب)
- 2024-05-05 افراح الغزال و الدخيل في رويال الملكية بالاحساء
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء