2022/02/14 | 0 | 4276
النقد الشعري يتوهج في ملتقى شعراء الأحساء
• تقرير | رجاء البو علي • الصور | عبدالمنعم الحجاب
" من باب الكتابة الأدبية ألج إلى الحديث عن الشعر كطريقة للمعرفة، حيث الشعر في أسمى تجلياته يقود للمعرفة الذاتية التي هي بالمقابل معرفة لكينونته وكينونة هذا الوجود المهيب" بهذه القيمة الاستثنائية للشعر، قدم الشاعر عدنان المناوس ورقةً نقديةً مستفيضة في أمسية نقدية نوعية أقامها ملتقى شعراء الأحساء مساء الجمعة الموافق 11 نوفمبر 2022 بمقهى الصحن الأزرق بالأحساء.
في البداية، استهل الأستاذ الشاعر إبراهيم الحاجي بمقدمةٍ جزلةٍ مثيرة للانتباه حول القيمة الشعرية لديوان " نافذة من عناق" للشاعر محمود المؤمن، حيث ألقى الشاعر مقطوعاتٍ شعرية تأرجحت بين العاطفية والموضوعية، فجاءت قصيدة " ربابة" بنغمة عاطفية موغلة في الذاتية عندما يقول:
هاتِي الربابةَ يا جهاتُ
فعسى تسيرنا الحُداةُ
فلقد مللنا الصبرَ
واغتالت سكينتنا الفلاةُ
كيف استحل الخوفُ إقدامي
ولملمني الشتاتُ؟
هذه بحور الشعرِ
نافذة تطلُّ بها الحياةُ
وفي الموضوعية:
لا تُجامل
كُن صريحًا في محاكاتكَ للواقعِ
كُن شخصًا عِصاميًا وسر نحو التكاملْ
لا تُجامل
واتخذ عزلتك المُلقاة في الجب لِحافًا
واستعر من يوسفيات الهوى مسحةَ تقديسٍ
فهذه الشفةُ الذبلى إلى الألوانِ
تدعوكَ لكي تقضي ارتشافا
بعد ذلك، شارك الدكتور يونس البدر بورقة نقدية قيمة عنونها بـ " تجليات الحب في ديوان نافذة من عناق" حيث نسب التقاطات الشاعر الجمالية إلى منهج الشعراء والفنانين وصناع الجمال الإنساني في كل العصور وفي مختلف الأمكنة. واعتبر قول الشاعر:
بالحب نفتح للعشاق نافذة
من العناق لكي نصطاد أقمارًا
للاستماع اضغط هنا - للقراءة اضغط هنا
هو افتتاح لنافذة تأملية عميقة تذكره بالفنان الذي يرتقي قمم الجمال المكسوة بالصنوبر والمغلفة بالآفاق المخملية والعنبر، مُطاردًا أحلامه، حالمًا باصطياد القمر، فقد عبرت نازك الملائكة عن هذه الصورة الجمالية. واعتبر أن التجربة الشعرية في هذا الديوان، تراوحت بين أشكال ومدارات الحب البعيدة، وجسدت سر التمازج في المخلوقات الكونية في اتصال بالأشياء وانفصال عن الأنا.
وجاءت ورقة الشاعر المناوس مستفيضة حول ارتباط الشعر بالفلسفة، مُشيرًا - لبعض الآراء – التي تذهب لكون الشعر يسبق الفلسفة في سبر أغوار الوجود سعيا لكشف الحجاب عن معانيه الغامضة، وذكر في هذا السياق سببين: الأول: أسبقية الشعر على الفلسفة في قراءتها للكون والطبيعة والحدث التاريخي والأسطوري كما في ملحمة "جلجامش" بالعراق والتي عمرها حوالي 2000 سنة قبل الميلاد، وملحمة "أقهات " في سوريا التي تمتد إلى 1500 سنة قبل الميلاد، كذلك ملحمتي هوميروس الشهيرتين "الإلياذة و الأوديسة" اللتين كُتبتا في "القرن الثامن قبل الميلاد"، وأخيرا الملاحم الهندية الثلاثة "المهاباراتا" وعمرها يتراوح مابين 200 إلى 400 سنة قبل الميلاد, و ملحمة "رامايانا" المؤلفة من 24 ألف بيت شعري و "وبوراتاس" التي عمّر تأليفها إلى سنة 1000 ميلادية.).
و السبب الثاني: هو إيمان هذه الفئة من الكتّاب بأن الذهن ليس كافيا للسعي وراء الحقيقة، وهذا ذكره العبقري كولن ولسون في كتابه (اللامنتمي).
وقد تطرق المناوس عن العلاقة التفاعلية بين الذاتية والموضوعية، مُعتبرًا بأن الطابعُ العام لقصائد الديوانِ قريبة من الموضوعية" أكثر من "الذاتية", أي قريب من العالمِ الواقعيِّ المتمثلِ في مجمل الأحداثِ المفصلية والمناسبات المهمةِ التي تستفز أحاسيس الشاعر، ليصهرُ هذه الموضوعية في أتون ذاتيته فتخرج ممتلئة بالرؤى الشعرية والموسيقى كقصيدتيهِ في "الوطن" وقصيدتِه في "فلسطين" و"المتنبي" وقصائده الثلاثِ في رحيل أبيهِ، ورأى أن هذه الشواهد توضحُ طبيعةَ الشاعرِ الانفعاليةِ اتجاه العالمِ الخارجيِ كما يشيرُ إلى ذلك قولهُ صراحةً في قصيدة (وهج انفعالي) : (حيث المدائح و المراثي.. الغر من وهج انفعالي). للاستماع اضغط هنا - للقراءة اضغط هنا
وفي سياق مداخلته الثرية، خاطب الدكتور ناصر النزر الشاعر المؤمن قائلا: "من قرأ شعرك فكأنه نظر إليك" وهذا يعني الاتفاق على قرب الشعر من روح الشاعر.للاستماع اضغط هنا
وتواردت مداخلات الشعراء والشاعرات شعرًا ونثرًا، حيث ألقى الشاعر محمد البردويل ثلاثة نصوص شعرية (للاستماع اضغط هنا)، وألقت الشاعرة تهاني الصبيح قصيدة رائعة عن الأحساء (للاستماع اضغط هنا)، وشاركت الشاعرة حوراء الهميلي بنصٍ شعري بديع (للاستماع اضغط هنا). وتلتها فصائد من الشاعر مرتضى الشهاب( للاستماع اضغط هنا ) كذلك احتفى الشاعر الأستاذ ناجي حرابة بالشاعر محمود قائلًا: " إن محمود فتح نافذة للإبداع، وصار اليوم يفتتحُ سمواتٍ من الإبداع"(للاستماع اضغط هنا)، وعلّق الشاعر الناقد هاني الحسن بأن: "محمود أبدع في شعر التفعيلة وتميز به بصورة جلية، حيث يبدو فيها صوته النقي الخالص" (للاستماع اضغط هنا).
وفي الختام، كرّمَ الشاعر المهندس ناصر الوسمي رئيس ملتقى شعراء الأحساء كل المشاركين وسط أجواء احتفالية تقديرية والتقاط للصور التذكارية.
جديد الموقع
- 2024-12-03 الحضور الأدبي في فكر الأديب
- 2024-12-03 إيلون ماسك والقراءة
- 2024-12-03 قراءة في كتاب (مزاج الكتابة، الكتابةمفهوما، ومزالق، ومقومات)
- 2024-12-02 بر الفيصلية وحي الملك فهد ومسجد الإمام الصادق في رحلة بحرية.
- 2024-12-02 كيف يتعامل الأطفال مع الشائعات وماذا نستفيد من ذلك؟
- 2024-12-02 حُب الحسا أجنني إلى كل مسؤولٍ رسميٍ، وناشطٍ اجتماعيٍ وتفاعلي بالتأثير..
- 2024-11-30 ثلاثة يجب الحذر منها
- 2024-11-30 "جمع من شيعتنا ومحبينا".. إيمان وأُنس
- 2024-11-30 هل نبحر نحو الهلاك؟
- 2024-11-30 إلى أمين الأحساء مع التحية سعادة المهندس: عصام الملا (سلمه الله)