شعر وأدب واندية ادبيه
2019/12/15 | 0 | 4175
الممسكُ بعُرى السماءِ
( احمد اللويم )
(في رثاء العلامة السيد محمد علي العلي (قدس سره الشريف))
الــمـجـدُ يـصـنـعُـهُ الـفـتـى لا الــجـاهُ
مــا اسـتمسكَتْ بـعُرَى الـسماءِ يـداهُ
مـــا اجــتـاز لـلـعـلياءِ صــعـبَ رِهـانِـهِ
وأَنــــاهُ تــكــدحُ فــــي رِهـــانِ أَنـــاهُ
مـــا كـــان مـثـلَ (مـحـمد) إذ أثـمـرت
خُــضْــرًا بــجـرفِ الـمـسـتحيلِ مــنـاهُ
يــا مــوتُ مـا لـكَ قـد خـتلتَ لـروحِه؟
هـــلا انـتـظـرتَ لــكـي يُــتـمَّ عَــطـاهُ
أرأيـــــتَ مـجـتـمـعًـا بَــكــاهُ ؟ لأنَّــــهُ
كـــحــلٌ لـعـيـنـيـه فـــخــافَ عَــمَــاهُ
يـابـنَ الـهـواشمِ إن رحـلْـتَ فـلم تـزلْ
تــتــلــوكَ والآيـــــاتِ ثـــــمَّ شـــفــاهُ
وتــعــيـدُ نَــصَّــكَ أعــيــنٌ مـبـحـوحـةٌ
مــــن فـــرطِ مـــا دمـــعٌ بــهـنَّ تَـــلَاهُ
مــاذا؟ وقــد عــضَّ الـقـضاءُ عـلى يـدٍ
فـــبــرى أنــامَـلـهـا فــمــا أقــســاه،
وفــتًــى تــوضَــأَت الـحـيـاةُ بـصـمـتِهِ
وإذا تُــصــلــي فـــالإمـــامُ صــــــداهُ
نـقـشَتْ لــه الأحـسـاءُ فــي تـاريخِها
ذِكْــــرًا يـقـيـسُ بـــه الـخـلـودُ مَـــداهُ
رأت (ابــنَ هـاشـمَ) شـاهـرًا قـنـديلهُ
والـلـيلُ يـشـحذُ فــي الـفـجاجِ دُجــاه
ومـشتْ عـلى اسمِ (اللهِ) خلفَ ظلالهِ
وتــعــلــقَـتْ خــطــواتُـهـا بــخــطــاه
فــــإذا بــهــا تَــــرِدُ الــصـبـاحَ مـبـلـلا
بـــنــدى وضـــــوءٍ قـــطَّــرَتْ يُــمـنـاه
حـيـث الـمـساءُ مـضى وفـي أهـدابِهِ
ومـــضٌ تـشـظَّى مــن سِــراجِ دُعــاهُ
وشــفـيـفُ دمــــعٍ رقـرقـتْـهُ نـجـومُـهُ
والـــبــدرُ يــمــسـحُ دمــعَـهـا كُــمَّــاهُ
قـد كـان يـبكي الـسبطَ حـتى ينحني
دمــــــعٌ بـجـفـنـيـه تـــخــورُ قُـــــواهُ،
أَسَـــرَ الـقـلـوبَ ولـــم تـكـنْ أصـفـادُهُ
إلا خـــــلائــــقَ زانَــــهُــــنَّ نــــقــــاهُ
لــتــواضـعٍ رتــعَــتْ قــلــوبٌ حــولَــهُ
ولــهـيـبـةٍ أغـــضَــتْ هــنــاك جــبــاهُ
يــــا مـطـلـقًا لـلـحـبِّ ألـــفَ حـمـامـةٍ
بــيــضــاءَ رجــــــعُ هــديـلِـهـا تـــيَّــاهُ
ومـبـلـسمًا جُـــرْحَ الــخـلافِ بـحـكـمةٍ
حــتــى اسـتـعـادتْ بُــرْءَهـا أَحْــسـاهُ
أجــريـتَ فـــي (الأحـسـاءِ) إنـسـانيةً
كـعـيـونـهـا عَـــذُبْــتْ بِـــهِــنَّ مِـــيــاهُ
إن كــنـتُ أحـلـمُ ب (الـنـبيِّ) سـجـيةً
قـــلْ لـــي فــمـا بـيـديـكَ رفَّ لِـــواهُ؟
لا (أنــبـيـاءَ) تــجـيءُ بــعـدَ (مـحـمـدٍ)
لــكــنْ يــجــيءُ بـصـنـعـهم أشــبــاهُ
شــفُّــوا فـكـدْنـا أن نـــرى إلـهـامَـهُم
مـــن فَـــرطِ طُـهـرِهـمُ يَـشـفُّ سـنـاهُ
يـتـجـلـبـبـون بـــــزيِّ (إبــراهــيـمَ) أو
(مـوسـى) تُـسـبِّحُ فـي يـديه عَـصَاهُ،
يـــا (سـيـدَ الـنـخلِ) الـمـعاهدِ جــذرَهُ
ألا تــــخــــون جــــــــذورَه أفــــيــــاهُ
ألا يُـــــرى شــيـصًـا جَــنــاهُ يــعـافـه
جــوعــى فــلاكــوا مُـسْـغِـبِين ثـــراهُ
في (الحوزةِ) استنطقْتَ صمتَ حجارةٍ
فــــــإذا الــحــجـارةُ كــلُّــهـا أفـــــواهُ
ولــكَـم بــهـا مـــن مـشـعـلٍ أوقــدتَـهُ
فــأضـاءَ فــي الـمـحرابِ زيــتُ هُــداهُ
كــالـوردِ قـــد عَــمَّـدْتَ مــنـه عـبـيـرَهُ
بــشـذاكَ حــتـى اعــتـدَّ فـيـه شــذاهُ
فــي (الـحوزةِ) ابـتدرَ الـطموحُ مـناديًا
أيـــن الـضـمـينُ؟ فـكـنتَ رجــعَ نِــداهُ
أيـقـونـةُ الـعـلـم الــتـي عـــن رؤيـــةٍ
(لـــلـــهِ) سَــــــكَّ مــثـالَـهـا فـــبــراهُ
أهــداهُ (لـلأحـساءِ) قــوسَ صـعـودِها
حــتــى بــــه بــلـغـتْ تــخـومَ عـــلاهُ
فـــأزارهــا كــوخًــا بــنــاهُ (مــحـمـدٌ)
فـــرأتْ كـــأنَّ الـنـجمَ بـعـضُ حَـصـاهُ،
يــا سـيدي يـا صـاحبَ الـشجنِ الـذي
دارتْ عــلـى وجــعِ (الـشـهيدِ) رحــاهُ
وشـعـائـرٍ كـالـفـرضِ رُحْـــتَ تـقـيمُها
فـــكــأنْ أقـــــرَّ بــفـرضـهـنَّ (إِلـــــهُ)
فـكـأنَّ يــومَ (الـطـفِّ) لــم يـرحـلْ بـهِ
زمــــنٌ وجــفَّـفَـتْ الـسـنـيـنُ دمــــاهُ
فـنـكـادُ نـلـمـسُ (كــربـلاءَ) تـجـسَّدَتْ
رُؤْيــــــا تُــجَــسِّـدُهـا لـــنــا رُؤْيـــــاهُ
ونـــكــادُ نـقـتـحـمُ الــغـبـارَ مـفـخَّـخًـا
بــالـهـولِ لــــم نـنـظـرْ إلـــى عُـقْـبـاهُ
تــخـذَ الـشـعائرَ كـحـلَ عـيـنِ بـصـيرةٍ
فـرأى (الـحسينَ) كـما (الحسينُ) رآهُ
نَـــمْ تـحـتَ أطـبـاقِ الـثـرى مـتـوسدًا
قــلــبــي وحــــــاذرْ أن تـــروعَــكَ آهُ،
يــــا (آلَ ســلـمـانَ) الــذيـن تــوارثـوا
صـــبـــرًا يـــــؤازرُ جَـــدَّهُــمْ أَبَـــــواهُ
فــإلـى أرومــةِ (كـربـلاءَ) جــدودُهُ (م)
انـتـسـبـوا فــحـقَّ لـصـبـرِكم خُــيَـلاهُ
بـفـقـيـدِكم عــثــرَ الــزمــانُ بـلـحـظةٍ
شــجَّــتْ مــــن الآنـــاءِ رأسَ ضُــحـاهُ
هـــل نـشـتـري صـبـرًا وأنـتـمْ كـنـزُهُ؟
مُــــذْ شــــدَّ مــحـزمَـهُ بــعـاشـوراهُ؟
وبــكــم رضــــيٌّ لا يــــزال مــلاذَكــم
فــــهـــو الــحــلـيـمُ الــصــابــرُ الأَوَّاهُ
فـإلـيـهِ نــركـضُ مـــا تـوجـسَ خـاطـرٌ
فــــزعًـــا فــيــســكـنُ خـــاطـــرٌ آواهُ
فــدَّيْــتُ جـفـنَـكَ أن يــرقـرقَ دمــعَـهُ
حـزنًـا ؛ فـحـزنُكَ فــي الـقـلوبِ مُــداهُ
بِـــــكَ لاذَ ذو حــــزنٍ فــعــادَ وقــلـبُـهُ
طـــفــلٌ تــســابـقُ ظــلَّــهُ سَــلْــواهُ
فـلـقـدْ فـهـمْـنا الـصـبرَ درسًــا مـثـلما
عــلــمــتَــنـاهُ ونــــحــــنُ أتـــقـــنــاهُ
صــبـرًا وإنْ عَــصَـفَ الـفـراقُ بـمـدمعٍ
وبــــــه أحـــسَّــتْ غـــربــةً عــيــنـاهُ
فـلـكُم بـسـبطِ (الـمـصطفى) أمـثولةٌ
جَــــفَّ الــكــلامُ ولــــم يَــجِـفَّ رِثـــاهُ
يـبـقَـى الــفـراقُ حـكـايـةً أخـــرى إِذا
بـــســطَــتْ دفــاتــرَهــا فـــواويـــلاهُ
مـــــن ذا يـــقــاومُ حـــزنَــهُ بِـتَـصَـبُّـرٍ
والـــحــزنُ يــغــرزُ ظــفــرَهُ بِــحَـشـاهُ
|
جديد الموقع
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية
- 2024-05-05 مثقفون وأعيان يرصدون العطاء الأدبي للبابطين
- 2024-05-05 قصيدة (مطية الغياب)
- 2024-05-05 افراح الغزال و الدخيل في رويال الملكية بالاحساء
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء