سماحة الشيخ محمد العباد :علاقة النبي عيسى (ع) بالإمام المهدي (ع)

روي عن رسول الله (ص) " من ذريتي المهدي فإذا خرج نزل عيسى ابن مريم لنصرته وقدمه وصلى خلفه "

 لماذا نحتفي بالميلاد

 في هذه الليله بداية العام الميلادي الجديد عام 2018 من ميلاد نبي الله عيسى (ع)  ، وإن كان هناك خلاف في متى ولد في تحديد اليوم والشهر لكن كأعوام هو ولد قبل 2018 وهذه المناسبة حري بنا أن نحتفي بها لأمرين

الأمر الأول أن نبي الله عيسى عليه السلام أحد الأنبياء والرسل الذين نؤمن بهم  وهو من أولي العزم وقد تكرر ذكره في آيات كثيرة من القرآن الكريم.

الأمر الآخر أن هناك علاقة وثيقة جداً بين نبي الله عيسى والإمام المهدي (ع) وبالتالي نحن نبارك للإمام المهدي لهذه الذكرى ولكم ولجميع المؤمنين بالله سبحانه وتعالى.

 طبيعة العلاقة بين نبي الله عيسى (ع) والإمام المهدي(عج)

 وحدة الدين الذي دعى إليه نبي الله عيسى عليه السلام وأيضاً سينزل مع الإمام المهدي لنشره ، ماهو هذا الدين ؟!

هو الدين الذي تذكره الآيات القرآنية ولا يقبل الله غيره

قال تعالى : - ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ)

والذي جاء به النبي الأعظم وسائر الأنبياء هو دين واحد وهو الإسلام  ،والقرآن الكريم يُشير الى أن النبي عيسى (ع) يعتبر حلقة وصل بين ماجاء به نبي الله موسى (ع) - تنبيه عن وقوع خطأ في المحاضرة الصوتية فذكرت نبي الله داوود بدلا من نبي الله موسى ع -  في الدين اليهودي قبله وماجاء به رسول الله (ص) في الدين الأسلامي بعده

 قال تعالى : - ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) وهذا يعني وحدة الأديان ونقصد بالدين الذي لم يطرأ عليه التحريف وأما اذا طرأ عليه التحريف لانأخذ بما هو محرف .

 وقد يسأل أحدهم هل يجوز لنا التعبد بما جاء في الأديان الأخرى مادام نبي الله عيسى حلقة وصل بين الاديان ؟ 

نقول لايجوز مادام علـِم المؤمن ان النبي الأعظم (ص) جاء بالقرآن الكريم وثبتت عنه الروايات والأحكام لايصح التعبد بماعليه المسيحي اليوم ونحن نتحدث عن اليوم لأن التوارة والإنجيل حرفتا  فالمسيحيون اليوم يحلون أكل الخنزير وطهارة  والكلب الى أن وصل الأمر الى تشريع الزواج الرجل بالرجل ، فلايمكن ولايجوز التعبد بما عليه اليوم المسيحيون واليهود اليوم .

 إذا كان المسيحي يعتقد بأنه على حق ولايمتلك حجة على الإسلام ولم يصل اليه دليل ولابرهان فهذا يدخل ضمن القاصر المعذور

وفي الروايات لما رجع الأمام علي ابن ابي طالب عليه السلام من معركة صفين دخل هو وبعض أصحابه كنيسة فقال رجل لطالما قد عُصي الله في هذا المكان  ،

 قال الإمام (ع) لطالما قد عُبد الله في هذا المكان.

 إشارة الى انهم اشخاص لم تصلهم البراهين والحجة على أحقية الإسلام و ماجاء به .

لكن لاينبغي الخلط في الأمور فالمسلم مادام قامت عليه الحجة فلايجوز له أن يتعبد بغير الإسلام ، كذلك غير المسلم إذا وصله الدليل والبرهان واقيمت عليه الحجة لايجوز أن يبقى على ماهو عليه فيجب أن يأخذ بالدليل والحجة .

 فإذاهناك وحدة مشتركة في الدين الإلهي الذي لم يطرأ عليه التحريف بين نبي الله عيسى (ع) والإمام المهدي (عج)

 طول الحياة :-

- نبي الله عيسى عمره اليوم 2018 عام

- الإمام المهدي عج الله فرجه عمره أكثر من 1150 عام

نبي الله عيسي أطول عمراً لأنه مازال حياً ولم يمت

قال تعالى : - ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ)

 كلمة متوفيك لاتعني قبض روح النبي وموته ،

وإنما لها دلائل أخرى منها أن متوفيك تعني مستوفيك ببدنك وروحك و ليس فقط روحك التي تصعد إلي وإنما حتى بدنك يصعد وهذا دليل على حياته .

 والدلالة الأخرى متوفيك أي يجعلك تنام كما في قوله تعالى : - (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ )

وفي بعض الروايات تقول أن الله قبل أن يرفع نبي الله عيسى (ع) الى السماء أنامه ثلاث ساعات وفي بعض الروايات سبع ساعات ،إذن نبي الله عيسى حي لم يمت  بإجماع المسلمين وسينزل في آخر الزمان فماهو الغرابة من طول عمر الإمام المهدي (عج) !

 لماذا رفع النبي عيسئ وغاب المهدي(ع)

 السبب يعزوا الى أن اليهود سعوا لقتل نبي الله عيسى فرفعه الله اليه ، وكذلك غيٰب الله الإمام المهدي (عج) لأن أعداء الإسلام وأعداء أهل البيت يبحثون عنه لقتله فهنا عنصر مشترك بينهما (ع) ،

 قد يُطرح تساؤل هل الله عاجز عن حفظ الإمام (ع) من ايدي الأعداء ليتم تحقيق العدل بهما دون الحاجة إلى غيبته ؟

 الله عز وجل لايريد في هذه الأمور أن يعمل قدرته وهو قادر على كل شيء ، لكن سبحانه يريد من البشر والناس والمجتمع أن يقوموا بدورهم في الحفاظ على الأنبياء والأولياء واذا ارتكبوا جريمة في حق الأنبياء فهم يتحملون النتائج فإذا لم يسع الناس بأن يحافظوا على حياة الإمام المهدي (ع) والدفاع عنه يتحملون نتيجة هذا بالمشاكل التي تعيشها البشرية ، وهذا الكلام يجري في حق نبي الله عيسى (ع) حين رفعه الله إليه 

 الإنتظار

المسيحيون ينتظرون نبي الله عيسى(ع) حتى يقيم المسيحية واليهود ينتظرونه حتى يُحيي مجد التوراة ونحن ننتظره  وننتظر الإمام المهدي (عج) وهذا بإجماع المسلمين

كاتب من قطر كتب كتاباً قبل عدة سنوات (لامهدي بمنتظر غير المسيح بعد خير البشر ) ينكر فيه ماعليه المسلمون من الإيمان بالمهدي غير النبي عيسى

 وهذا غير صحيح بإجماع المسلمين حتى أن مركز الفتوى   والإرشاد في المملكة أصدروا بيانا يرد على هذا الكتاب حيث يوجد تواتر بين المسلمين الى درجة اليقين أن هناك مهديا منتظرا غير نبي الله عيسى (ع) ، فكما أن نبي الله عيسى ينتظره الناس كذلك الإمام المهدي (ع) ينتظره الناس .

 تحقيق الأهداف منهما ومن هذه الأهداف

إقامة العدل على كل ربوع الكرة الارضية

روي عن النبي الاعظم (ص) " ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى ابن مريم ع حكماً مقسطا"

والإمام المهدي (ع) كذلك جاء في الروايات أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً

 الرفاه الإقتصادي

 وفي حديث الرسول الأعظم في نبي الله عيسى ( ويفيض المال بحيث لايقبله أحد ) وكذلك الروايات نفسها تذكر عن الامام المهدي (عج) من أن الارض تخرج خيراتها والسماء تمطر بركاتها

 الأمن والأمان

 في الروايات المذكورة في شأن نبي الله عيسى (ع) أن الاسود ترعى إلى جانب الإبل والنمور إلى جانب الأغنام ،

وفي شأن الإمام المهدي (ع) يعم الأمن والأمان بحيث كل أحد يرضى عن الإمام حتى الطير في السماء

 الإيمان بهما 

تؤكد الروايات أن العالم سيؤمن بالإمام الحجة (عج) وسيؤمن بنبي الله عيسى (ع)

قال تعالى : - ( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ) يذهب المفسرون الى أنه إذا نزل نبي الله عيسى (ع) سيؤمن به أهل الكتاب وسيؤمنون بالإمام المهدي (ع) ، لأن الروايات تذكر سيدخل في طاعته (عج) كل أحد من غير قتال - الإمام المهدي -

قال تعالى : -  ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

 قال الإمام الباقر (ع) ( ينزل قبل يوم القيامة -نبي الله عيسى- فلا يبقى أهل ملة يهودي و لا نصراني إلا آمن به قبل موته ويصلي نبي خلف المهدي (عج) .

 لماذا اختار الله نبي الله عيسى ؟

 السبب الأول :- هو مااشرنا اعلاه اليه أنه (ع) يعتبر حلقة الوصل بين الأديان الفاعلة (اليهودية والمسيحية والإسلام)

 السبب الآخر أن اكثر المنتسبين الى الأديان هم المسلمون والمسيحيون ، اما اليهود عددهم قلة لايشكلون نسبة كبيرة ، الأكثرية في الغرب المسيحيون والشرق المسلمون يشكلون الأكثرية  .

 وتذكر الروايات ان نبي الله عيسى ينزل يوم الجمعة عند صلاة الصبح حين يتقدم الإمام المهدي (ع) بالصلاة فينزل في الأثناء نبي الله عيسى ، فيتراجع القهقري لإنه يريد تقديم نبي الله عيسى (ع) للصلاة بالناس ، وتذكر الروايات ان نبي الله عيسى يضرب بيده على كتف الإمام  يقول تقدم أنت فإنما أقيمت الصلاة لأجلك ، فيتقدم الإمام المهدي ويصلي نبي الله عيسى خلفه ، فإذا صلى خلفه اتبعه المسيحيون وصاروا تحت طاعة الإمام المهدي (ع) وتُعلن الدولة العالمية في فلسطين وستكون هذه الأرض محور السلم العالمي بقيادة الإمام الحجة (عج)

  الحمدلله رب العالمين