2024/11/23 | 0 | 109
ذاكرة القلم عن ملتقى الفريج الشمالي
لا أعلم على أيِّ وترٍ سأعزف أنغامي هذه الليلة، هل بمقام (الحجاز أو السيكا أو العجم أو الكورد)؟
على كل حالٍ، لكل حفلة لها تعدادها، وأروقتها، وحيثياتها، وتبعاتها، ورسالتها، ومضامينها، وفهارسها، وتكاليفها، ومفادها، وغايتها، ونتاجها، وتأثيرها..
والسؤال هنا: على من يقوم هذا المحفل من ناحية عدد الأشخاص؟
لتكون باعتقادي إجابتك: على أربعة أو خمسة، وأغلب الباقي( مالهم داعي)، بقصد جهد تركيب المسرح للمجلس، (والبنرات)، وكذلك من ينظف المكان، ومن يقوم بتقطيع البصل والطماطم، ومن يطبخ وليمة المناسبة، (طبعاً بخلاف الوضع الحالي، الذي صارَّ محتوى للتصوير والله أعلم بالنوايا)!
أعتقد الكل سيصرخ بالجواب: أكيد على واحد أو خمسة بالكثير، لأنني وضعت المشرط الآن على جرحهم، وذواتهم بأمورٍ ثانية سوف تتكشف بالقفلة؛ فسيصبحون مثل سعد في "مسلسل درب الزلق"، ساعة ما سأله الضابط: "شتقول يا سعد، فقال سعد: أنا ما شفت شي، طلعت وشفتهم يتهاوشون"!
وعلى ذات السياق: كم عدد البطاقات التي تمتطي الجيوب؛ وترانيم الأكمام للمناسبة التي تحدثنا عنها قبل انطلاقها بساعة على أقل تقديرٍ؟!
شاهدنا: جلست مع صاحبي المقرب، على طريق ميناء العقير القديم، نحتسي الشاي المخدر، وأضالع الحطب تتحدث فوق طرب صوت فنجان القهوة، فأسرّني لملتقىً طال مفاده، وتأجج رفاده، وتعطر قياده، لحداثة الفكرة من ناحية الثناء والتقدير؛ حيث أشاح لي عن ذاك الزمن البعيد لحفلة تكريمية لأهل الإبداع الحقيقي، لا للتملق لهذا أو ذاك!
يقول صاحبنا: بداية كلما فتحت أدراج ذاكرتي لآلية التكريم، خيمَّ على عقلي الهدوء والتريث، لخمس سنوات على وجه التقريب، ولكن كل ساعة أجنحة المنون تخطف أصحاب الفضل علينا، وتظل حسراتنا تترتل: "بيا ليت، ويا ليت"!
يقول رفيقنا: إلى أن جاء اليوم المحتوم، وأنا أكتب خلف صحن الكبسة في مجلسنا بخط الحر "هكذا الحزن تجدد"، وكأن لسان الحال يقول لي: هي الساعة هي الساعة يا صاح، فالعجل العجل!
يقول: فأطرقت برأسي برهة، وكأن كنانة الفسطاط تبوح: جلَّ التكاليف سهلة جداً، ولا تُقارن بقيمة وليمة منزلية، ولكن أصحاب الأقنعة أعرف مدارهم، وآحاجيهم، وأدرك كيفية أقفال أسوارهم!
إلى أن اتصل في تلك العشية بأحد الروافد بهذا الملتقى، وهو يعمل بغرفة التحكم كمتطوعٍ للصوت والصورة لذاك المجلس القريب من بيتهم، فأسره بفكرته، وجن جنون الآخر بذات الإجابة: "هي فكرة مجنونة من مجنون"!
وذلك لتكريم أهل العطاء لأوتاد الحارة القدماء، (من يدعم المشاريع الخيرية والاجتماعية مادياً وخفية، وكذلك لمن امتهن الطبخ وتوابعه ومناشطه، وخدمة المساجد، والمجالس، وإنشاد الجلوات، والشعر، والخطابة، ومن يحمل راية الحارة في المحافل الرياضية والحرفية المحلية والخارجية، كل هذا بشريطة بمن لم تلابس جباهم الأضواء الحقيقية، وأصحاب حضورٍ وتفاعل للفريج!
المهم: حتى صارَّ عدد الأعضاء ثمانية، من باب الأمانة لتخصصهم، وجل تكاليف الحفل التي لا تذكر على نفقتهم، لمعرفتهم بمسار هذا التكريم على مسيرتهم الفاعلة!
حتى صارت الاجتماعات المشروطة بالخصوصية، والتي تم تحديد من الذي يستحق الإشادة والتكريم بالبداية.
شاهدنا: قبل وقت الحفل المعد، والذي يمكن حساب أيامه فوق حواف الأنامل، تم التواصل معهم "روافد التكريم الحقيقية"، وتسليمهم بطاقات الدعوة لهم مع أسرهم ومن يعز عليهم، وأصل الدعوة مفتوحة للجميع، بشرط أناقتهم لتلك الليلة؛ وذلك بتواصل كافة الأعضاء مع أولادهم!
وبعد أن تنفس طين الفريج أطياف بخور الفرح، اتصل بصاحبي (شخصية) بعد أيامٍ من تسليمهم بطاقات الدعوة، وهو بالأصل شخصية مكرمة من ضمنهم، فقال لصاحبي على تراديف الكلام بعد الترحيب: "مشروعكم ممتاز، وأحنا لنا سنتين نجمع الأسامي اللي بنكرمهم، ولكن ليش الدكتور فلان الفلاني لا يكرم"؟!
فأحابه صاحبنا: "الدكتور القلاني قد كرم وأخذ حقه، وهو لا يمثل لأي نشاطٍ بالفريج كالمشاركة والدعم المالي، عدا أصوله فقط"!
يقول صاحبي: فاشتد الحوار، وحمي الوطيس معه، والجوال في وضع (السبيكر)، وعلى مسمعٍ مع من أسره ببداية الفكرة بغرفة التحكم الصوتي!
يقول صاحبي: فتحدث إليه في اليوم التالي صاحبه الذي تطرقت إليه لحماس الفكرة، وذلك بأن اتصل به (سيكل الصكيك)، وهو يترنح إليه بالنصيحة نفسها: "أنت تدري أنت تقرب لي، ودخولك لهذا الملتقى سيسقطك اجتماعياً؛ وليش ما استشرتني قبل تدخل معه؛ ما تدري أني أحد أعلام الفريج"؟!
يقول صاحبه لصاحبي: "أقسم لك بالله ساعة اتصال تلك (الشخصية) بك هما على اتفاق وجوار ببعض ساعة الاتصال، لأن حيثيات كلامك قالها لي؛ ثم قال بأن الرجل لن يحضر التكريم ويقصد الشخصية!
رغم أن ساعة الاتصال وساعة النزال تم قول صاحبنا لذاك: نحن هذه جهودنا بالتكريم، وبأمكانكم أن تكرموا في حفلكم من يستحق بالنسبة لكم!
يقول حبيبنا: صار التكريم عام 2014، ومات نصف من كرمناهم، والجماعة ما زالوا يجمعون الأسماء، وكتابتها على جلود الماعز!
والسؤال هنا: هل في الحكاية رواية (اللف والدوران)؛ أم هنالك خاطرة التورية؛ أو (كوبري) المخارج الشرعية؛ وهل يصح ماء القراح لوضوء الصلاة الآن، على سهم صدق الحديث؛ وأداء الأمانة؟!
جديد الموقع
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل
- 2024-11-23 جمعية الكشافة تُشارك في الاحتفاء باليوم العالمي للجودة
- 2024-11-23 العرابي يتوّج في الاحساء بطلاً للجولة الثالثة والأخيرة لمنافسات بطولة السعودية تويوتا الدرفت 2024
- 2024-11-23 الفتح يتصدر ترتيب الأندية في الدوري المشترك للبلياردو
- 2024-11-23 الأدلجة السلوكية
- 2024-11-23 في يومين : الأدباء الشباب في ضيافة ابن المقرب
- 2024-11-23 أفراح الملفي و الفليو تهانينا
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.