2018/01/29 | 0 | 3748
السيدة زينب عليها السلام وسر قوتها)
إن القصائد تستحي يازينب
إذ تمتطي سر المديح و تركب
ولد العفاف و كل ذكر طيب
لما ولدت و أزهرت بك يثرب
ماذا عساي أقول بعد ولم يزل
ثغر الزمان بزينب يتطيب
تلك التي ضرب المثال بصبرها
و عفافها هو للمثال مضرب
نبارك لكم ولعموم المؤمنين والمسلمين هذه الذكرى العطرة بولادة عقيلة الطالبين وبطلة كربلاء السيدة زينب إبنة أمير المؤمنين عليهما السلام ..
☄ إن السيدة زينب عليها السلام كانت تتميز بقوة شخصيتها وقد تمثلت هذه القوة من خلال مواقفها الكثيرة لاسيما بعد واقعة الطف . لا توجد إمرأة بعد الملحمة الحسينية إمتلكت قوة في شخصيتها كمولاتنا زينب عليها السلام على ..
والحديث هنا ليس في ذكر مظاهر هذه القوة فنحن سمعنا كثيراً عن مواقف كثيرة للسيدة زينب أبرزت هذه القوة في شخصيتها سواء عند خروجها مع أخيها الإمام الحسين عليهما السلام وتحملها لأعباء المصائب وحضورها في واقعة الطف ورحلة السبي وأيضاً بعد رجوعها الى المدينة المنورة تعتبر هذه صفحات مليئة جداً بالصور التي من خلالها تبرز شخصيتها وقوتها عليها السلام ،
ماهو السر في قوة شخصية السيدة زينب ؟
☄ قانون الوراثة : -
لاشك أن هناك جينات يمكن أن يورثها الآباء لأبنائهم والجينات الجسدية تكون واضحة عن طريق التشابه في الملامح و غيرها ، لكن هناك جينات تنقل الصفات النفسية أيضاً من الآباء إلى أبنائهم وهذه الجينات هي الأهم لمن أراد الزواج أن ينظر إلى أسرة تمتلك صفات معينة تدخل في تكامل الشخصية ،
الشجاعة وقوة الإرادة و التي تدخل ضمن تكامل الشخصية المتوازنة ، والسيدة زينب عليها السلام ولدت من النسل المعروف بالشجاعة والبطولة والإرادة القوية ، فقد عُرف بنو هاشم بالأخص من بين قبائل العرب بالشجاعة وهذا لاشك أن له الدور الكبير في قوة شخصية مولاتنا زينب عليها السلام ، إذن فإن عنصر الوراثة يعتبر من الأمور المهمة لبناء شخصية الإنسان ، وكما نعرف أن العباس كان رمزاً للشجاعة والقوة والبطولة فإن الإمام علي عليه السلام عندما أراد الزواج قال لعقيل ياعقيل إخطب لي إمرأة ولدتها الفحول من العرب ، وذلك إشارة إلى أهمية جينات الوراثة في تكون شخصية الإنسان ..
☄ التربية : -
إن البيئة المحيطة بالأبناء لاسيما الأسرة لها الدور الكبير في بناء شخصية الإنسان وتكوينها ، إن الشاب أو الشابه الذين يتربيان في أوساط عائلية واجواء مملوءه بالخوف والوساوس والضعف فهذه الأسرة لايمكن أن تبني شخصية قوية لأبنائها ، بالإضافة إلى كثرة النزاعات والمشاكل داخل البيت الواحد له التأثير السلبي في عدم وراثة الصفات القوية للشخصية،
فالسيدة زينب بالإضافة إلى مااكتسبتة وراثياً من السلالة الطاهرة احتضنتها أسرة أيضاً عُرفت بالشجاعة والقوة ، أسرة أهل البيت عليهم السلام التي لم يُر فيها خلل يمكن أن يخدش أو يعارض الفطرة وتوراث الجينات ، فإن جدها النبي الأعظم (ص) أعظم الخلق بطولة وقوة في مواجهة الباطل وأبوها الإمام علي (ع) المعروف بالشجاعة ناهيك عن السيدة الزهراء (ع).. والشجاعة لاتعني أن يظهر الإنسان قوته بالسلاح وخوض الحروب وإن كان هذا جانب من جوانب البطولة والشجاعة ، لكن الشجاعة الحقيقة تكون من خلال الموقف السليم الذي يقفه الإنسان ويستطيع تمييز الصواب والخطأ بين الخير والشر وأيضاً يتحمل مسؤولية القرار الذي يتخذه ،هنا تبرز قوة الشخصية ،
والسيدة الزهراء عليها السلام تمتلك الرؤية التي تميّز بها بين الصواب والخطأ وبين الخير والشر - بغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها - فامتلكت في قوة شخصيتها تحمل مسؤولية القرار التي اتخذته عندما خرجت تطالب بحقوقها وحقوق بعلها وحقوق الأمة وكانت تعي أن عليها أن تدفع ضريبة غالية الثمن وهي حياتها عليها السلام ،،
السيدة زينب (ع) نشأت في هذه البيئة الأسرية المتكاملة فكان لهذا الدور الكبير لبناء القوة في شخصيتها عليها السلام ،،
علاقة الإنسان بالله
لذلك الدور الكبير في إعطاءه القوة في شخصيته ، فإن ضعفت هذه العلاقة تراجعت قوة الشخصية ووهنت قال الله تعالى : - (ألا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون)
الخوف هو ترقّب الخطر في المستقبل ، وليس له علاقة بالماضي فالإنسان عندما يخاف فإن خوفه يكون مما سيأتي وليس مما مضى ، والحزن قد يرتبط بحدث قد حصل سابقاً أو حاضراً فيصيب الإنسان الشعور بالحزن ،
وأولياء الله لايخافون إلا الله ولايحزنون على شيئ قدموه لله عز وجل ، وهذا المعنى نراه شاخصاً متجسداً في السيدة زينب عليها السلام من خلال عبادتها وتعلقها بالله
(البرغاني) أحد علماء السنة عندما يتحدث عن السيدة زينب عليها السلام يقول : - إن السيدة زينب في عبادتها وبلاغتها وفصاحتها ومنطقها لاتعدو أباها أمير المؤمنين علي عليه السلام ،
هذه المرأة في يوم كربلاء رأت المصائب أمام عينيها لكنها في ليلة الحادي عشر من المحرم تصلي صلاة الشكر لله - والإنسان المؤمن يصلي صلاة الشكر عندما تحدث له نعمة من الله أنعم بها عليه - والسيدة زينب عليها السلام ترى أن هذه المصائب التي رأتها في كربلاء أنها من نعم الله عز وجل ،
نعم السيدة زينب بكت وحزنت لكنها لم تأسف على ماقدمته لله ،
تقول السيدة فاطمة بنت الإمام الحسين رأيت عمتي زينب ليلة الحادي عشر من المحرم في محرابها تناجي الله عز وجل في وقار وسكينة أي انها لم يُرى عليها اثار للإنكسار وهذه تعتبر أسمى مراحل العلاقة بالله عز وجل أن الإنسان يرى مايحل عليه من محن إنما هي نعم من الله عز وجل ،
والرغبة في الفداء والتضحية في سبيل الله هي من قوة شخصية الإنسان عكس ذلك الإنجرار خلف الشهوات ومعصية الله هي من ضعف الإيمان ، قال أمير المؤمنين (ع) (عبد الشهوة أذل العبيد)
الشعور بالثقة : -
نرى الثقة بالنفس شاخصة في شخصية السيدة زينب عليها السلام في الموقف والثقافة ،
إن الإنسان عندما يمتلك ثقافة واعية ويثق بها فإن أعماله وسلوكياته ومواقفه ستكون منسجمه مع تلك الثقافة بعيدا عن الإزدواجية ، والسيدة زينب عليها السلام تمتلك الثقة العالية بثقافتها وفكرها وتراثها العلمي والثقافي من خلال الحفاظ على سترها ، والحجاب هو من أهم عوامل القوة في شخصية المرأة
فالمرأة المحافظة على سترها يعني أن هناك إنسجاما بين ثقافتها و سلوكها. فالحجاب واجب شرعي على المرأة بكل شروطه ومقاييسه. ،وعندما يتعارض حجاب المرأة مع مقاييس الشرع فهذا يعكس ضعف شخصيتها لإنها تعيش الإزدواجية بين الثقافة الإسلامية والسلوك. ،والشخصية التي تعيش الإزدواجية لايمكن أن تكون شخصية قوية قيادية ،
والتاريخ يتحدث عن ستر السيدة زينب عليها السلام من خلال الربط بين الحجاب وقوة الشخصية
-- بشر ابن خزيم الأسدي يقول : - ونظرت إلى زينب ابنة علي - عليهما السلام - يومئذ فلم أرى خفرة أنطق منها كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين وقد أومأت إلى الناس ان اسكتوا فسكتوا )
وخفرة تعني تمام الستر والحجاب
وتقول الروايات أن السيدة عليها السلام عندما أدخلت مع السبايا في مجلس الطاغية جلست متنكرة حتى لاتبرز نفسها أمام الرجال الأجانب
و قوة شخصية السيدة زينب عليها السلام تجسدت ايضاً في قولها مارأيت إلا جميلاً عندما سألها ابن زياد متشفياً بها كيف رأيت صنع الله بأخيك .
التحكم بالعواطف : -
يتحكم الإنسان بعواطفه عندما يُحكم العقل في تصرفاته وسلوكياته ، كل إنسان عنده معلومات وثقافة مختزنه في عقله اللاواعي ، قد تغيب أحياناً هذه الثقافة في وجود العاطفة ، لكن إذا كان الإنسان يستحضر الثقافة الموجوة بالعقل اللاواعي في شخصيته سيتغلب على عاطفته .
فمثلا استحضار آيات من القرآن الكريم له التأثير الكبير في قوة التمسك بالثقافة والوعي والتغلب على العاطفة ،
قال الله تعالى : - (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا)
لهذه الآية التأثير الكبير لقوة الإنسان في مواجهة الوساوس الشيطانية وضعف النفس ينبغي على من يطلب القوة أن يكررها في كل وقت لإن طريق غير الله فيه ذل للإنسان والقرب منه عزة كما كانت عليه السيدة زينب عليها السلام حتى أنها رفعت جسد أخيها الحسين (ع) في يوم العاشر وقالت (اللهم تقبل منا هذا القربان ) كل ذلك دليل على قوة الثقافة والوعي التي تمتلكها السيدة زينب عليها السلام ، والحمدلله رب العالمين
جديد الموقع
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب
- 2024-12-16 تناول الشوكولاتة الداكنة مقترن بانخفاض نسبة احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
- 2024-12-16 تقييم التحكم في ضغط الدم طويل الأمد باستخدام المدى الزمني للنطاق العلاجي بين مرضى سعوديين
- 2024-12-16 وقفة مع تاريخ العطاء