الذين في قلوبهم مرض...

( عبدالله بو خمسين )

لا أوهام ولا خرافة في الدين، الدين منزه من الخرافات والأوهام، لكن الذين في قلوبهم مرض من الأولين والآخرين ألصقوا به كل ما يعيبه ويشوهه ويحرفه عن مبانيه ومعانيه الطاهرة المطهرة التي تبني الإنسان في كل زمان ومكان وتُقوِّم العقل بقدرة تفكير لاعوج فيه وتُزكي النفس من كل انحراف لتضعه على طريق الهدى والحق ..... الدين الذي أرسل الله به رسله وآخرهم نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم هو خير الأديان.... بعض مرضى النفوس والعقول الذين خلطوا الحق بالباطل و دسوا السم في العسل ومن أجل تشويه هذه الرسالة السماوية ركبوا حصان الهوى ليُسابقوا أهواءهم ويحققوا أهدافهم ركزوا على المرويات التي تعمد واضعوها تشويه الإسلام عند كتابة ( السنة) من جميع الطوائف الإسلامية ولذلك نجد هذه القلة من ذوي العقول المنحرفة يستدلون على صحة رؤيتهم المنحرفة بمثل تلك الروايات الصادمة للعقل والمشوِّهة للإنسانية ( إرضاع الكبير وتفخذ الرضيعة) ونسمعهم في كثير من الإجتماعات أو نقرأ لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كلَّ ما يُسيئ إلى جوهر الدين النقي.... هؤلاء لم يُفرقوا بين الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (القرآن الكريم) وما بين مرويات ومقولات واجتهادات فقهية بشرية يشوبها ما يشوبها ويعتريها ما يعتريها من السقوط والإسقاط وبدلالات ومعاني لاتتفق مع جوهر الدين.... في الحقيقة أن عدم إدراك الأهداف السامية للدين إما يكون جهلاً من جاهل أو تعمداً من عاقل هدفه تشويه الدين و وصمه بما ليس فيه.... أخيرا الدين سموٌ ورفعةٌ ترتقي بنا إلى إنسانية تتعالى بالأخلاق الفاضلة التي تمقت الجور والظلم والحيف، ولذلك وجب علينا أن نعقل ونتدبر كلَّ أهداف الدين السامية...ولا يتحقق لنا ذلك مالم نعرض كل رواية صادمة للعقل ومخالفة لفطرة الإنسان ولا تتفق مع المباني الكلية للأخلاق على كتاب الله....