2012/11/18 | 0 | 2414
ثورة غير الثورات
نعم هي ثورة يتيمة في الزمان فريدة في الدهر وناهضة ببناء طويل المدى وغائر في التأثير إلى جذور العقيدة واس النظم وسر السياسة وصميم القصد وتتضمن معايرا للتخطيط والقيادة والحقوق والقانون بل الحياة على عرضها وطولها .
ثورة ولكن هي المثال القدوة , هي تمام الحجة لله على البشر هي مستنبط المعالي والكمالات العلمية وليست في الناحية النظرية فحسب بل كل النواحي العملية والفعلية والتطبيقية والواقعية والتنفيذية فهي حجة تامة وشاملة ومدرسة نقشت في ذهن العالم والتاريخ البشري أحرف لا تبارح الزمان ولا المكان لأنها تميزت وتفردت وسكبت الزمان في قالبها العظيم (لا يوم كيومك يا أبا عبدالله).
هل رأيتم ثورة تضل ناصعة مدى الدهر لا يكسوها غبار النسيان ؟
هل رأيتم ثورة تشتمل حكمة الماضي والحاضر؟
هل رأيتم ثورة لا تموت ولا ينفد زمانها ولا يهلك أشخاصها؟
نعم فقد قالت العقيلة زينب عليها السلام ليزيد لع. (فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا)
وهذه ألاف الثورات هلكت وتحنطت في كتب التاريخ والأكثر منها نسيت وأفل عنها حضورها وكأنها لم تكن ! ذلك لأنها صنعت لظرف قد تغير ومن أجل هدف قد بهتت قيمته ونزر شأنه فقد أنتها دورها وتصرمت رجالها ماعدا نهضة الحق الحسينية حاضرة نابضة برغم أعدائها والمتضررين من نورها من الظلاميين والظالمين ومرتزقة إبليس وذلك كونها للظالم خصما وللمظلوم عونا.
هذه مقدمة عامة ولكن فلننظر إليها من قريب في البعد ألولائي فما تأثير هذه النهضة المباركة علينا ؟ ولعلي أرمق أن حجم العطاء الحسيني بحجم لا يوجز في مقالة فانزويت شطرا نلامسه في هذه ألأيام المقدسة من تواجدنا وتداعينا لبيوتات الحسين وكيف أننا قد ورثنا نعمة يجب أن ننظر لها بشكرنا لله وحمده لكي ننهل من عطائها وقد عرفنا من أي بحر سقينا وكم من الخير لقينا؟
فالحسين صلوات الله وسلامه عليه صاحب الكفة العظمى في صب سيل الثواب على البرية كغمامة ينهمر هتونها وابل صبا في كل شعيرة من شعائر ذكراه الفجيعة .
وهنا اسرد بعض النعم الحسينية وباختصار شديد:
- حضورا عبادي استجابة للصادق عليه السلام بإحياء أمر أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.
- تزايد فرصة استجابة الدعاء لإخلاص الداعي وحرارة أجواء التوسل بالمعصومين صلوات الله وسلامه عليهم.
- التواصل الاجتماعي السليم والخير البيني للحضور المؤمن.
- التجمع في عزاء الحسين علاج نفسي وروحي.
- الانصهار في هدف موحد يكيل في التواجد الديموغرافي ويعزز الظهور المذهبي.
- وكثير من الفوائد الدنيوية والأخروية والتي أن فات منها شيء فلن تفوت كلها حتما.
وهذه بعض الروايات أكتفي بسردها عبر هذه الورقة من باب الذكرى لأنكم لا ريب قد نعمتم بطريقة أو بأخرى بسماعها أو قرأتها يوم ما .
من الذي يحضنا على شعائر الحسين معبرا عن عظمة تلك الشعائر وأهميتها للدين والناس؟
عن الإمام الصادق عليه السلام : ( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا فإن من جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (وسائل الشيعة .ج:1.باب : 66
والرسول ألأكرم صلوات الله عليه وأله كذلك في معرض إشادته في البكاء على الحسين يقول:
حدث أبوذر الغفاري عن النبي ( ص ) إذا أستطاع أحدكم أن يبكي فليبك ومن لم يستطيع فليستشعر قلبه الحزن وليتباك فإن القلب القاسي بعيد من الله ( مقتل الحسين المقرم ص 100 )
وهذا الصادق يقول في تميز وخصوصية الأمام الشهيد :
كلنا سفن النجاة.. وسفينة الإمام الحسين أسرع، كلنا باب النجاة وباب الإمام الحسين أوسع
.
ويقول الرسول ألأكرم صلى الله عليه وأله :الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة.
وقال الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه بتفجع وحرقة :
"إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يُحرّمون فيه القتال فاستُحلَّتْ فيه دماؤنا، وهُتكتْ فيه حرمتنا، وسُبي فيه ذرا رينا ونساؤنا، وأُضرمتْ النيران في مضاربنا، وانتُهب ما فيها من ثقلنا، ولم تُرْعَ لرسول الله صلّى الله عليه وآله حرمة في أمرنا.
وقال أيضا وهو يصوغ أسلوب المأتم ومضمونه:
إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا، بأرض كربٍ وبلاء، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الإنقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء يحط الذنوب العظام".
ثم قال واصفا حال ألإمام البقر صلوات الله عليهم أجمعين في أيام المحرم :
"كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قُتِلَ فيه الحسين صلوات الله عليه".
)أمالي الصدوق - ص190(
وعن الصادق صلوات الله عليه أيضا أنه قال :
( إِذَا هَلَّ هِلَالُ المُحَرَّمِ نَشَرَت المَلَائِكَةُ قَمِيصَ الحُسَيْنِ عليه الصلاة والسلام وَهُوَ مُخَضَّبٌ بِالدِّمَاءِ).
وقال صلوات الله وسلامه عليه موضحا لهدف ألأمام الحسين وأنه طالب للآخرة ومنفذ لأمر الله : (كتب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) إلى محمد بن علي ( عليه السلام ) من كربلاء :
بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي ( عليهما السلام ) إلى محمد بن
علي ومن قبله من بني هاشم ، أما بعد فكأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة
لم تزل ، والسلام ).كامل الزيارات ص 158
وورد في تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين - المحسن إبن كرامة - ص 103
وروى السيد أبو طالب : بأسناده عن علي (صلوات الله وسلامه عليه) ، قال : قال ليلة صفين : يا أيها الناس ، لا يفتنكم الهدى ، يا أيها الناس ، لا تأفكوا عن الهدى ، يا أيها الناس ، لا تقاتلوا أهل بيت نبيكم ، فوالله ما سمعت بأمة آمنت بنبيها قاتلت أهل بيت نبيها غيركم ورواه ابن سبط الجوزي في تذكرة الخواص)
وذلك مقدمة للنصح وتبين السبيل من قبل واقعة الطف حتى تتم الحجة ويظهر الحق
وهذا سبيلهم عليهم السلام في النصح وتمام البلاغ والحجة.
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى ألأرواح التي حلت بفنائك عليكم مني جميع سلام الله السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين ورحمة الله وبركاته.
جديد الموقع
- 2025-01-14 أسرة المهناء بالمطيرفي تحتفي بزفاف ابناء الحاج "جواد " تهانينا
- 2025-01-14 " المؤرخ وتدوين تاريخ الأحساء الموسوعي "
- 2025-01-14 أسباب الإخفاق في الإلتزام بقرارات العام الجديد
- 2025-01-14 هل بإمكان الجزر أن ينظم نسبة السكر في الدم؟
- 2025-01-14 محتوى الكلمات ينشط العمليات الدماغية التي تجري في اللاوعي وتشكل انفعالاتنا وقراراتنا وسلوكنا
- 2025-01-13 تنظيم علاقة الإنسان بريه
- 2025-01-12 إل جي تطلق متجرها الرائد في المملكة العربية السعودية بحفل افتتاح كبير
- 2025-01-12 البلادي يشدو بشدة القافلة في أمسية غناء البادية في ختام "معرض الإبل عبر العصور"
- 2025-01-12 7 شعراء يؤثّثون سادس أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي
- 2025-01-12 تحت شعار تمرنا من خير واحتنا سمو أمير الشرقية يرعى انطلاقة النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء المصنّعة