2012/02/10 | 0 | 2377
ليست قناعة بل هي عدوان
ألآراء الخلافية حين تحتدم في نسق وحدود التعاطي وتغذي الثراء التعددي وتسطر وجودها في موسوعة ألإنسانية وتخلص إلى إظهار نعمة الحرية وملكة التخيير كهدية ربانية تأصل تفرد ألإنسان في بديع الأحياء الحياتية بخاصية الاختيار المسؤل هذه المنزلة في رفعتها عن مستوى التسيير المطلق في الحقيقة ليست تلك التي تكون لها تابو وخطوط حمر تشنج العلاقات وتفعل قطع الود والرحم واحتدام أنواع ألاحتراب ’ وليست هي في جوهرها من يعطي ألأذن في فتح باب الانقضاض المتطرف في تكويم الوزن الجائر على طرف مائل من ميزان العدل والقسط.
مهما كانت المفرزات الذهنية في تلبسها بقضية إصلاحية أو دعوة حقوقية مزعومة ومهما احتوت في طرحها من معادلات رياضية فستكون في حدود عدم الطرد من المصالح المدنية المشتركة أو الجذب ألقسري لخصوصية التمييز الغيري فلا جدال بأن الكائن الإنساني له وحدة شخصية مقدسة لها حدودها المعتبرة لا ينقصها العهد الجمعي ولا يدانيها إلا بما كان من الرضا والتراضي المفوض بإعطاء جزء معين من الحرية الفردية ثمنا لضمانة سرعة القرار في سبيل الحفاظ على ألأجراء السريع الموازن في احتمالية النهوض بحراسة الفرد من خلال حراسة الكل الجمعي الموسوم بالوطن أو ألأمة أو البلاد أو ما يكون من أشكال الصياغة المدنية, أما أن يتحول ذلك العهد الجمعي إلى تغول استبدادي يختطف القرار ويعبر سياج الرضي إلى فناء القهر والإلجاء ألقسري فهذا ليس من لون القناعات بل هو عدوان حقيقي مهما دلس له من نغمات الكلمات الجمالية .
نرى في الوقع المعاش ما يبهر ويشده الناظر في صور جارحة لهذه الأنواع من دعوات القناعات وحرية اتخاذ القرار المكتسية بجلباب الرنة ألإنسانية المؤنسة وإذا هي عند تكشفها تزخر بالعري الجبري العدواني ولكن بثياب الحرية المزعومة كقشرة خارجية , ونماذج التسلطات والتعديات في ساحة الوطن العربي والعالمي من كثرتها أصبحت كالواقع المألوف بل جرى تقنينها وسبكها بهيئة دساتير مفروضة لتبرير تجاوز التسلط وقمع البغي وكأنه عهد جمعي شوروي الشكل وقهري المضمون حتى اعتمدت من لدن المستفيدين كثوابت مدنية ودينية لها منزلة القول المنزل بل قد تكون أكثر قطعية في حقيقة التعامل والتطبيق المجحف.
في قبول الفرض الواقع شاهدنا كيف تتحول الحالة العامة في دائرة مجتمعنا على منظر من القبول بالواقع الجائر لثلة ارتأت فرض تغيير الحال لصالحها بالرغم من الجميع بل وعلى من لم يركن لتقبل هذه الحركة المتطرفة حتى من داخل الأسرة , وصنعت تابو وخطوط حمراء على ذهنية الآخرين لمجرد التفكير أو البحث وتداول الفكر والرأي في هذا الباب الموصد تارة بفزاعة القناعة وطورا بالثقة العمياء.
ولكن ألافتضاح المشين حين تتمخض مخرجات هذه الدعوة الجائرة عن كسر ضمانات التعايش وتأدلج لهتك الخيمة الاجتماعية وتميل بالتوازن الأخلاق إلى ما يشبه الفوضى السوقية القريبة من تكالب الحالة السبعية وتثير لخبطة التعدي والعدوان بصورة الحق والمستحق الواجب تحصيله بأية ثمن أو طريقة فيكون ذلك الجو ألإلجائي وتظهر لنا صور غير مألوفة تقزز السلم وتنثر مكتسبات التحصيل الاجتماعي على شوك التباغض والتحاد ومن ثم الفشل الذريع لمجتمع كان يتباهى في ما مضى بالأجودية السلوكية والشرف ألمعاملاتي والرفعة ألإيمانية على غيرة من المجتمعات , وتكون صور الهجوم على البيوت وهتك ألأعراض على عرض المساحة التواصلية في شبكة ألانترنت وضرب الممانعين لفريتهم ومئات من أنواع الخراج التسافلي إلى نمط التطاول على الرموز الأصيلة وتدنيس دوائر القدسية في الطائفة بأقذع السباب والصفات وأخيرا وليس أخر ما حدث منهم في محاولة لكسر المحور الاجتماعي التليد وحرق كينونة ألأبوة ألاجتماعية في وجار التقول ومكننه التجاوز في وجه مركز فريد كوسيلة انتقامية لتمنع هذه الشخصية الكبيرة وترفعها عن المجاراة في هذه اللعبة الغريبة.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }الأنعام112
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }الفرقان31
لقد تعودت هذه الفئة المدعية على تجاوز كل الحدود مستغلة النمط المحافظ لهذا المجتمع المتوشج بنوع معينا مع المثالية فباغتته بهذا التجاوز الجائر وسبقت حتى مدى الظنون والشكوك في المباغتة السلبية ونكصت برجع الخطاب إلى خارج المعتاد وأسقطت ثوابت العفة والتقى في طريقها هذا وتلاعبت بالألفاظ وتجاوزت قوانين الأصول وأحكام الشرع ودلست معاني الدين فلم تبقي أي موبقة إلا وضختها في حربها على هذا المجتمع وانتهجت التزوير لتفضح عجزها عن الدليل وتثبت بإصرارها وهوسها لسرقة مستحقات الآخرين عن سابق عمد وترصد النية الشيطانية الانتقامية.
فأي اطمئنان يدعون بعد ذلك القضية ليست اطمئنان البتة لقد وضح ألأمر هي هجمة تواكب هجمات أخرى من أيام المقبور صدام ومرت بقصور وأواوين لعدد من الطغاة مثل ألقذافي وغيرة من طغاة العالم ومرت على مجتمعنا ولا ندري أين سوف تحط رحالها بعد.
فليس هناك اطمئنان بل هو عنف صارخ وسرقة واضحة وهتك وموبقات وسقوط في الفتنة وتفريق بين الأب وأبنه والأخ وأخيه وتفريق بين الزوج وزوجه , فكانت فعال المفتنين والطواغيت والسحرة والجبابرة وكل فعال أهل النار مجتمعة وكفر بنعمة الرحم وكفر بنعمة الأمن وتجاوز لكل حدود الألفة وقتل لدعة الطائفة وإشغالها في احتراب داخلي يغيض الصديق و يسر العدو .
فهل لات من قناعة أم هي عدوان وفتنة ومكيدة؟
{وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً }النساء30
جديد الموقع
- 2025-01-14 أسرة المهناء بالمطيرفي تحتفي بزفاف ابناء الحاج "جواد " تهانينا
- 2025-01-14 " المؤرخ وتدوين تاريخ الأحساء الموسوعي "
- 2025-01-14 أسباب الإخفاق في الإلتزام بقرارات العام الجديد
- 2025-01-14 هل بإمكان الجزر أن ينظم نسبة السكر في الدم؟
- 2025-01-14 محتوى الكلمات ينشط العمليات الدماغية التي تجري في اللاوعي وتشكل انفعالاتنا وقراراتنا وسلوكنا
- 2025-01-13 تنظيم علاقة الإنسان بريه
- 2025-01-12 إل جي تطلق متجرها الرائد في المملكة العربية السعودية بحفل افتتاح كبير
- 2025-01-12 البلادي يشدو بشدة القافلة في أمسية غناء البادية في ختام "معرض الإبل عبر العصور"
- 2025-01-12 7 شعراء يؤثّثون سادس أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي
- 2025-01-12 تحت شعار تمرنا من خير واحتنا سمو أمير الشرقية يرعى انطلاقة النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء المصنّعة