عيون لا تبصر الحقيقة

ألأستاذ عزيز الخزرجي بعد التحية أتفهم أن يأتي أي شخص من المدرسة البعثية المتهدمة في العراق وأن يتلاعب بالحقائق لأن ذلك من صميم العقيدة البعثية في محاربة التشيع وألأسلام في العراق , وأتفهم أن يصدر العبث في الوقائع المشهورة من نفر من الخط العروبي المتملص من الصدق , أما أن يصدر مثل ذلك من فرد محسوب على الخط الحوزوي الشريف فذلك مالا اعلمه إلا ممن وتر أو خسر في ساحة البيان والثقافة الجماهيرية , لقد تعجبت واستغربت أن تورد الأحداث بما لم ترد فأنت في ردك على مقالة السيد إبراهيم محمد البوشفيع (دلالات الفكر) حول خط ورؤى المجدد السيد الشيرازي إنثلت وبصيغة المستنكر على هذه المقالة بأقوال غريبة وأوردت ما لم يحدث فأنت لم تقبل بأسبقية السيد المجدد في طرح هذه النظرية وتقولت منشأها من المشروطة والمشروطة كما يعلم الجميع لم تكن توجه المعنى إلا أن يكون الملك أو الحاكم تحت مشورة العلماء كما ذكرت في ردك أيضا بأن العلماء الماضين لم يعرفوا نظرية ولاية الفقيه,وشتان بين هذه النظرية القديمة

وبين ما استجد من نظرية الولي الفقيه وما بعدها من نظرية شورى المراجع, فنظرية الولي الفقيه هي ما تفتقت به التجربة بعد أمد من تلاشي نظرية المشروطة وزوال موضوعها أصلا وبعد ذلك تأتي نظرية شورى المراجع كنظرية جديدة مسلحة بالتجربة التي قد تلت نظرية الولي الفقيه لتكون نتاج فكري متجدد وخالي من سلبيات تلك النظرية ومكملة للحراك الفكري المتصاعد في حراك التطور الفقهي السياسي الشيعي فشورى المراجع نتاج فكري أخير ومكسب فقهي جليل أفرزته التجربة العملية المختبرية لنظرية الولي الفقيه ونتيجة لتطور الوضع ألاجتماعي وتطور الموضوعات في هذه التجربة تكشفت الحاجة لسد مجال فرضية دكتاتورية الرجل الواحد لتحل بالتراضي الجمعي المتعين بشورى فقهائية تردم تلك الهوة وتغلق مسافة مجهولة من الحق الثابت لحرية الفرد والمجتمع فالإنسان صاحب الحق الأول ولا يرفع منه ذلك الحق إلا بما يفوق حقه أي الحق الإلاهي , والإسلام أرسى الحقوق ولم يرفع تسليط الإنسان على نفسه وماله إلى في حدود ضيقة وبدليل محكم ,على ذلك يكون مخاض التجربة في مجال ولاية الأمر غنية وثرية برصد وتوقيف الحق لصاحبه وبعد ذلك تتوسع الحقوق فيكون أن يعطى المعصوم ما ليس لغيره فيكون المعصوم أولى في كونه متحصلا على العصمة من الخطأ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً }الأحزاب6 تميز المعصوم بالولاية بضمانة عدم الخطأ وبضمانة العلم وبضمانة معرفة الواقع فعلى هذا لابد أن نكافح في صناعة الفضاء المعرفي ونوفر العصمة المستطاعة في شأن مثل شأن الحكم وتسير أمور الناس وذلك في أضيق مساحة من احتمالية الخطأ والزلل وتدخل المصالح الفردية فتكون شورى المراجع هي الوسيلة ألأقرب والأرجح من غيرها في تحقيق الظن الموصل للمعذرية  والمنجزية المطلوبة في هذا الهدف الدقيق من إحقاق العدل .
ذكرت أن كتب المجدد الراحل السيد الشيرازي قدس الله روحه قد قيمت من غيرك بما قلت من عدم العمق والسطحية والسرقة لأفكار الغير , هذا القول المنسوب للغير طريقة غير سوية في تبني الرأي والجهر به فغيرك ليس علينا الرد عليه لأنه لم يواجهنا بما تقول فنقول لك تهمة السرقة تحتاج إلى دليل ومخالفة لأدب الحوزة وخروج عن الذوق الرفيع وتدخل تحت باب البهتان وغمط الحقوق والتجييش الواضح بالسوء والنكران لأبسط مراتب المصداقية والواقعية, أما ذكرك للموسوعة الفقهية فهو دليل أخر لعكس ما تتبناه من عدم العمق والسطحية وذلك ما يتضح لكل من تصفح أي جزء من هذه الموسوعة فلو كانت سطحية لما صارت مرجعا للفقهاء وموئل للمعرفة والاستدلال,
أما ما ذكرته من موقف للسيد الخوئي رحمت الله عليه فلقد كانت تلك رواية باطلة في المتن والسند, لقد تحقق بما لم يدانيه الشك بأن السيد الخوئي لم يقل تلك العبارة للمجدد الشيرازي أبدا وعندنا في ذلك الشهود الأحياء بما نقول وذلك الأمر كان تشخيصا من السيد الخوئي لما وصلة من نقل كاذب عن بعض الشيوخ ألأجلاء وكانت تلك العبارة ضدهم وليست متوجهة بنحو ما تقول بل ما قلت دليل على أن عملاء الشيطان يمشون في مكرهم لتخريب العلاقات الواجبة بين علماء الدين وأخشى أن تكون أنت في سلوك تلك السبل المشبوهة وخاصة حينما أقحمت أسم السيد الحكيم في ذلك محاول أن تنسب له ما لم يقله, أما متقول من قطيعة بين العلماء فهذا شأن يخزي الطائفة برمتها ويبرهن على حلم الله أن يكون فيها من يسقط هيبتها بين العالمين, ويبرهن على وجود السعاة في تفريق ألأمة ومحاولة تفريق شملها وتبديد ريحها ومن بين ظهرانيها.
محاولتك للإستقواء بالخلاف بين المجدد الشيرازي والإمام الخميني رحمهم الله جميعا هي دليل على النفس الفتنوى المناط بك أو بمن ورائك في خلط أوراق وتصعيد الوتيرة في عملية التسقيط المشينة لرجل قل نظيره في زمانه إلى يومنا هذا وحشدك لفتوى تحريم التطبير من قبل الخميني الراحل رحمه الله وما يقابلها من حليته عند السيد المجدد فليس محصورة به وحده فهناك المشهور بهذا القول أي قول الحلية في التطبير بين العلماء بل بعضهم جعل التطبير في مقام المستحب المؤكد وبحثه يطول  وليس من مستوى الرد عليك في هذه العجالة, وإدعائك بأن التطبير أخر وشوه سمعة الشيعة قول بلا دليل وليس له ضجيج إلا ما يصدر من أفواه أعداء التشيع والذين سوف يضجون ضد حلية زواج المتعة ولولاية ألأمام علي عليه السلام وللجمع في الصلوات وسوف تطول قوائم تهريجهم وسفسطتهم , ولعلك متأثر بتلك الخزعبلات المتهالكة, وعدم وقوفك على رواية في هذا الشأن لا يدل على عدم وجودها سيما أن ألأجلاء من العلماء قد عنوا بتلك الشعيرة الحسينية العظمى وطولوا في البحث والتدقيق في زوايا حليتها الأكيدة , وتدليلك بالبديهيات العقلية متوقف عند الندب الرباني والأمر ألعبادي فليس هناك تعقل في عدد ركعات الصلوات مثلا وليس هناك تعقل لوجوب ألأضحية وغير ذلك غير إتباع ألأمر المولوي بتحقق العقل من حصول ذلك الأمر عن طريق الكتاب  والسنة (والعترة) وألأجماع والعقل المستنير بتلك ألأصول لا المحتكم للقياس والذوق والأمزجة والشهوات.
ونقلك لقول السيد (بزوال هذه الدولة بمشيئة الله) يحتاج إلى دليل غير يقولون أو سمعنا  وحكمك بلا دليل زيادة في كشف ما تكن ضد المجدد من عجيب العداء وغريب الشعور الباطل  أمام أعين القارئ العادي ,فموقفك في ذلك لمشين حقا!
السيد المجدد ألأمام الشيرازي رحمه الله  لم يتوسط في إعطاء ألأمام الخميني رحمه الله درجة الاجتهاد بل سعى لإظهارها في العلن أمام الحاكم المستبد حين سعى بين العلماء والمراجع لإشهار هذه المفردة ليحول بين ما يكاد أن يفعله الشاه من محاولة إعدام السيد ألأمام الخميني رحمه الله وذلك بتفعيل القانون الإيراني في هذا الشأن وتلك القصة مشهورة وغير خافية على الكثير ممن  له أذن ويسمع أحسن القول وتعريتك لصحة هذا الحدث المشهور يصارع الحق الواقع والمشهود له من كثير من الجهات القريبة والبعيدة عن خط السيد المجدد الشيرازي , أما أن السيد المجدد لا يعرف ألإمام في ذلك الوقت فهذا ظن منك يفنده استقبال السيد المجدد للسيد ألأمام حين ما أخرجه الشاه المقبور من وطنه ونفاه خارج أرضه بذلك الشكل الظالم والمستبد, ووصفك أن المراجع المتقدمين لم يهضموا فكرة الإمام الخميني في ولاية الفقيه فهو وصف قاصر لو ضعهم حيث لم تصل بهم ألأمور بعد إلى دواعي تلك الفكرة لا من حيث الوقت ولا من حيث الشعوب إذا كنت تعي ذلك.
أما ما تحسبه من سوء العاقبة لما صارت به أمور أتباع السيد من السادة العلماء المدرسيين والقزاونة وشخوصهم إلى دول الغرب وأمريكا فذلك من دواعي افتخارهم حيث أخذوا على عاتقهم نشر التشيع في ما يسع من دار أهل ألأرض  خارج الدول ألإسلامية مما يفرح المخلص المحب لهذا المذهب , ويعتبره فتحا مؤنسا وجليا ولقد تبعهم على ذلك في الهجرة الكثير من أصحاب العقول النيرة والسرائر المبصرة, ولم يكن في يوم كما تقول بأنه دور في نصرة اليهود ودعواك بأن القوم يسعون وراء حطام الدنيا مردود عليك أيضا بما سبق وقلت بأنهم منوا بسوء العاقبة فكيف يكون سوء العاقبة والبلوى كما تزعم من قبل هو مجال لتصيد النفع والفائدة مالك كيف تحكم يا رجل وأنت مطالب بالدليل في ما كتبت وإلا سمي ذلك بهتانا وزورا وتطبيلا وبوحا بالغل مما تكن في النفس {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10
أخيرا روايتك عن مناط الخلاف بين تلك المراجع العظام بأنه لقضية الخمس والزكاة قول سبقك به النواصب وأعداء الملة فانظر أين وقفت من منزلة وأي شطر يممت ؟