2011/08/19 | 0 | 2418
لا رئاسة مدى الحياة
ومساحتهم المترعة في مجال الثقة والتوكيل لهم في ألإنابة على الحل أو أداء العبادة بالأجر وتفويضهم من قبل شرائح المؤمنين لتدبير وممارسة الحل للفرض ألعبادي بناء على علميتهم و تقواهم كل ذالك يدخلهم في دائرة الشكوك على درجات متفاوتة وتجعلهم هدفا سهل في مرمى المرجفين والحاقدين على سلوكهم و دورهم في المجتمع.لا تخلوا سهام التهم الموجهة لأفراد السلك الديني إن جاز التعريف من النصال المسمومة سواء بالحسد أو الكره من قبل الفاشلين لدورهم الريادي الناجح أو لتدخل المبغضين للمذهب أو الدين أو أعداء الطائفة , تكون تلك البغضاء من الداخل البيني من عمق الطائفة من طرف المثقفين التواقين لمساواة المقامات ألاجتماعية وتبسيط الفوارق بين الشرائح العاملة وسحب بساط القدسية بعد ما تمكنت بعض الشخصيات الدينية من احتلاله والتربع علية بلا مقابل أو مساهمة تذكر في حل العناء والمشكل الاجتماعي كما هو المؤمل لهم بل قد يكونون هم العناء الاجتماعي بعينة حين يوظفون معايير ألاختلاف ويزرعون بذور الفرقة في تربة الطائفة على أساس اختيار مراجع التقليد أو ألانزواء على الفكرة الخاصة وجعلها محجة وقياس العلقة ومدار الدخول أو الطرد في الفرقة الناجية حسب الصناعة الفئوية لتمركز شخوص القيادة في دائرة ألاهتمام. أن الفرقة المثقفة من غير رجال الدين تضع أصبعها على نقطة مهمة في كتاب التجاذبات وتشير إلى ثغرة في تيارات متقاطعة في العلاقة البينية في الطائفة ومهما كانت دوافع النقد تلك ومهما تعددت منطقاتهم أو مقاصدهم فالموضوع قائم للطرح بشكل ملح وهام .حين تتجمع الإمكانات وتسلم عدة مفاتيح في يد رجل الدين فمن المفروض أن يحسن استخدامها لحلحلة كأداء ألأمور في الشارع المعاش وتتحمل جهته زحزحة صعاب القضايا لتملكه لكثير من المعطيات وتسنمه لمراكز القدرات والقوى , فمركزيته في وسط الدائرة ألاجتماعية تمكنه في تنضيد أحجار طريق الحل ورسم أسهم ألاتجاه إلى مرافئ السلم والنجاح ألاجتماعي ولقد شهدنا من قام بذلك الدور خير قيام من رجال الدين وزرعوا ألأشجار العملاقة من الخير والتي تؤتي ثمارها إلى أيامنا هذه وعملهم حجة على غيرهم حيث أن من يعمل حجة على من لا يعمل , فمن رجال الدين من حرر الأوطان من الطغاة ومنهم عقم طهر الأذهان من الغلو والخرافات ومنهم من سبر التاريخ ليجلب كلمة الحق ناصعة بلا شائبة.لو عددنا مأثر العلماء قد نحتاج إلى ملايين السطور في ذلك ولكن وفي المقابل هناك تنابلة السلك من رخويات الحوزة المحتلين لدكادك العلم ليقطعوا عليها خبزهم و يغلقون وكاء قوارير خلهم وسلة قثائهم ,وهناك أشر منهم من يحيكون الفتن ويشعلون أعواد من قبس الفرقة الخبيثة بعبثهم ولعبهم لمجرد الإحساس بأهميتهم في النسيج ألاجتماعي ’ وهناك طلاب الترؤس المتشيطنون الذين يلاعبون كل حبال المكر ويتعاملون مع ما يستطيعون من فخاخ الشذوذ الفكري والعملي وينصبون إنشوطة ألإغواء باسم الدين والدين براء مما يقولون ويفعلون , وهمهم الكتل المالية كوسيلة من فوقها يطهمون أمور هم ويعتلونها في السيطرة على الجباة ما دونهم بالدعة والأتباع أو بالضغط والاحتياج أو المحاربة والمكايدة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (1)وكما أن المال قوة اختباريه جبارة ومقياس دقيق لكشف النوايا وإبرازها إلى الظاهر بعد الخفاء , و به يصار إلى السيطرة والتحكم , كذلك الترؤس فهو أشد فتكا من المال و قد يستنفذ فيه المال ولأجله تحط وتداس كثير من القيم وتحطم الثوابت وتخترم المقاييس وتخرق القوانين. المترئسون من أجل الرياسة ولذاتها لا يتعففون من تقحم صعاب الأمور ولذلك لعنت هذه الشهوة إذا كانت هي محور التحرك ولم تكن لغاية خدمة الدين وإطاعة أمر رب العالمين كما ورد عن ألأمام: عَنِ ابْنِ مَيَّاحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) يَقُولُ مَنْ أَرَادَ الرِّئَاسَةَ هَلَكَ
***
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) مَلْعُونٌ مَنْ تَرَأَّسَ مَلْعُونٌ مَنْ هَمَّ بِهَا مَلْعُونٌ مَنْ حَدَّثَ بِهَا نَفْسَهُ
***
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُسْكَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَهَؤُلاءِ الرُّؤَسَاءَ الَّذِينَ يَتَرَأَّسُونَ فَوَ الله مَا خَفَقَتِ النِّعَالُ خَلْفَ رَجُلٍ إِلا هَلَكَ وَأَهْلَكَ(2)كيف لا وهناك من له القدرة للمثول في صفات فئات المتعايشين مع مفردات الوصول وانتهاز والتقاط الفرص الساقطة ليكتمل دور المصفقين مع المدعين في كورال إغوائي جامح وليعبدون الناس من دون الله لمصلحة أو منفعة عاجلة :
عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ الله
فقال: والله ما صاموا لهم ولا صلوا لهم ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم حين تختل الثقة بعد انعكاسات سلبية عملية بين رجال الدين وأطياف المجتمع ألأخرى تكون تلك الحالة موجة من ألانفلات ألقيمي إذ يتصور البسطاء بان الخلل يتعدى الفشل ألآدمي إلى مرتبة تحطم القدوة وتهتك القيم وتفتت القيم لكسلها عن النهوض بالمثالية المفترضة بل قد يتكون عند البسطاء الشعور بالإحباط وبخيانة الثقة التي طالما أعطوها لأناس بحسب أنهم رمز للصلاح فإذا هم صورة مغايرة تماما بل أسوءا من غيرهم في تحدي تعاليم الدين : روي عن ألأمام الصادق عليه السلام (قصم ظهري اثنان جاهل متنسك وعالم متهتك) روي عن رسول الله صلى الله عليه وأله أنه قال:(خير دينكم الورع)(3) وحقيقة أن الورع من رجال الدين هي الصفة المناقبية التي عليها يتكل الناس في إسداء الاحترام وتقدير رجل العلم وهي سبب تسليم الناس لأمره بين يديه وبظنهم بإمتلاكة لخاصية الورع , لما لتلك القدرة من تحييد النفس عن الإستأثار بل والإيثار على الذات فيطمأنون بعدم جوره أو طمعه بما في أيديهم فيأتمنونه على ماعز عليهم وأثمن ما عندهم ويملكون من مقدراتهم , وبالحقيقة فالورع خلق عظيم يستحق أن تقف عنده كل شكوك الشح وتسويلات الظنون فهو ثواب ألإسلام كله على ما في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وأله :(من لقي الله سبحانه ورعا, أعطته الله ثواب ألإسلام كله) (4) روي عن الباقر عليه السلام أنه قال ( إن أشد العبادة الورع)(5)وقال عليه السلام: (ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه, فاتقوا الله واعملوا لما عند الله, ليس بين الله وأحد قرابة, أحب العباد إلى الله تعالى واكرمهم عليه أبقاهم وأعملهم بطاعته). السؤال الملح هنا, أيجب السكوت وعدم التعرض لتلك الشخصيات لتفادي توهين المذهب كما يقال؟هل نقف ضد مهاجميهم ومسقطيهم لتحييد وصد اتجاه تيار النيل من الطائفة ؟والجواب أنهم لا يمثلون الطائفة بل هم شريحة معينة فيها وكشفهم قد يكون أفضل وسيلة لوقف تمادي غيرهم في ألانخراط معهم بل لحجب التداعي ألقسري في استحثاث سلوك جمعي غير مبرر. إن ملحمة ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حين تتشكل بدور الكشف عن الخلل في جسم الأمة ضمانة من صميم العمل المجتمعي وأسلوب متطور لإسناد حاجز على الجرف بين سفح التردي وصراط المعالي فكيف يتحول العزوف عن ممارسة ذلك الدور في التوعية عن طريق الكشف والتوضيح إلى محمودة سلوكية؟ إنما السكوت عن ممارسة ألصلاح بطرقة الترتبية واتخاذ نهج التدرج في الأسلوب وتوظيف المراحل الذكية في جذب الشارد من النسيج إلى لحمته وترميم الوحدة بشرط الصلاح والحق السكوت عن ذلك هو تفويت فرص قيمة قد لا تعود في قادم ألأيام .كلنا يعلم إن أول الفتن تكون من فكرة ناشزة قد تعالج بمجهود ضئيل وغير مضني , وحين لا يأبه بها قد تتضخم وتتراكم وهي تنحدر إلى مهاوي غائرة وتستعصي الإصلاح بعد ذلك, عندما تصطاد الشهوة في شباكها ذمة تتدرع بالعلم والجاه وتلتف عسلان المنافع من حولها لتنصب لها عرشا من عصي المصالح وحبال المكر وترفع حولها أعلام ورايات التأليه باسم التقديس وبعنوان خدمة الملة والدين حين ذلك سيكون التخلص من هذه التراكمات من أطنان الثقة العمياء محض قول وعمل بائس, الوقت والحجم هما عاملان فاعلان في مثل هذه ألأمور فمن ضيع الفرص مرت عليه كمرور السحاب ومن أجل عمل يومه ثقل عليه ذلك العمل في غده, لا وقت للتأجيل إن كان وفي هذا يحضرني قول من كتاب فقه الزهراء عليه السلام:( مسألة : تجب المبادرة للتصدي للفتن بمجرد أن ينجم قرنها كما كان صلى الله عليه و آله وسلم يصنع , تأسياً به صلى الله عليه و آله وسلم و لأنه من إحكام الأمر و إتقانه وقد ورد في الحديث ( رحم الله امرأ عمل عملا فأتقنه ) ولما فيه من درء المفاسد الكثيرة التي تترتب على التأخير.
ومن البين إن ذالك يتوقف - فيما يتوقف - على بعد النظر و الرؤية المستقبلية كي يتنبأ الإنسان مسبقا بما سيجري و يعرف أن هذه مقدمة بعيدة لذالك و ما يجري هو لبنة في بناء مستقبلي كذائي و قد ورد في وصف أمير المؤمنين علي عليه الصلاة و السلام ( كان و الله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا و يحكم عدلا ...) قال أمير المؤمنين عليه السلام ( رحم الله امرئ رأى حقا فأعان عليه ورأى جورا فرده وكان عونا بالحق على صاحبه )
و قال عليه السلام ( رحم الله امرئ أحي حقا و أمات باطلا وادحض الجور و أقام العدل )) (6)وفتنة تتشكل بمقومات وعناصر دينية لهي أشد من تلك الفتنة التي لا تملك تلك العناصر لمكانة الدين في النفوس وسرعة التصديق لدى العامة لرجال الدين وتتعمق تلك القدرة بكون رجل الدين يشتهر بالعلم والمعرفة ويرى بظاهر العفة وزى الزهد والتقى , فيكون ما يصدر منته أشد خطرا لموقعه القريب من قلوب الواثقين به بناءا على موقعة من الصلاح والسداد المفترض , فهل تقف عنه التهمة حين ينكشف فيه ما ينافي ذلك ؟في الواقع هناك الكثير ممن يعرف الحق بالرجال ولا يعرف الرجال بالحق وهناك من يصطاد في لجج الظلام وهناك من لا يعرف الناقة من البعير ولذلك يجب تبيان الحقيقة ولو كانت مرة بشرط الترتبية التصاعدية ومعرفة الفائدة للدين وللملة في تلك الخطوات وعدم تفويت المصلح الثابتة للمذهب , فلا يمنع من قول الحق مركز أو كيان فيؤثر به على الحق وعلى الصدق ’ بل ليس من الحكمة أن تنحرف القدرات حين تستقوي بسذاجة المجتمع وجعل باب المحاسبة مغلق أو إدخال ميزة العصمة وترجيحها في غير المعصوم ليأمن من تسول له نفسه بزج المجتمع في خطواته الشهوانية أو عبادة أنانيته المنمقة بالعلم من دون الله , ويبقي نقد الناقد مقبول بشرط الشفافية وخلوه من ألانا المزاحمة فمن القبيح أن نقلع أنانية متسلطة لنزرع أنانية متسلطة أخرى ونلبسها جلباب التقديس بعد ما نزعناه بشق ألأنفس وبخسارة ملحوظة وألام مضنية. .
جديد الموقع
- 2025-01-14 أسرة المهناء بالمطيرفي تحتفي بزفاف ابناء الحاج "جواد " تهانينا
- 2025-01-14 " المؤرخ وتدوين تاريخ الأحساء الموسوعي "
- 2025-01-14 أسباب الإخفاق في الإلتزام بقرارات العام الجديد
- 2025-01-14 هل بإمكان الجزر أن ينظم نسبة السكر في الدم؟
- 2025-01-14 محتوى الكلمات ينشط العمليات الدماغية التي تجري في اللاوعي وتشكل انفعالاتنا وقراراتنا وسلوكنا
- 2025-01-13 تنظيم علاقة الإنسان بريه
- 2025-01-12 إل جي تطلق متجرها الرائد في المملكة العربية السعودية بحفل افتتاح كبير
- 2025-01-12 البلادي يشدو بشدة القافلة في أمسية غناء البادية في ختام "معرض الإبل عبر العصور"
- 2025-01-12 7 شعراء يؤثّثون سادس أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي
- 2025-01-12 تحت شعار تمرنا من خير واحتنا سمو أمير الشرقية يرعى انطلاقة النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء المصنّعة