2011/08/02 | 0 | 2201
الوحدة السهل الممتنع
ويفقر فيه مليار ونصف أي ربع سكان ألأرض ,فنصيب أمريكا الدولة الغنية ثلاثين مليون فقير فقط! فما بالك بالدول التي تعد من دول العالم الثالث,
(ويعيش حوالي نصف سكان العالم البالغ عددهم ستة مليارات نسمة على أقل من دولارين يوميا للفرد الواحد، وهذا معيار الفقر المطلق العائد إلى نقص الدخل. ويعيش حوالي خمس سكان العالم على أقل من دولار واحد يوميا للفرد، وهذا حد الفقر المدقع تقريبا). (1)
- يعيش فوق كوكب الأرض 6 مليارات من البشر يبلغ عدد سكان الدول النامية منها 4.3 مليارات، يعيش منها ما يقارب 3 مليارات تحت خط الفقر وهو دولاران أميركيان في اليوم، ومن بين هؤلاء هنالك 1.2 مليار يحصلون على أقل من دولار واحد يوميا.
- وفي المقابل توضح الإحصاءات الغربية بالأرقام أن الدول الصناعية تملك 97% من الامتيازات العالمية كافة، وأن الشركات الدولية عابرة القارات تملك 90% من امتيازات التقنية والإنتاج والتسويق، وأن أكثر من 80% من أرباح إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان النامية يذهب إلى 20 دولة غنية.ومع الحقائق البارزة للوضع الذي يعيشه العالم ورغم الأسباب السابقة وغيرها والتي تحمل الدول الغنية مسؤولية كبيرة في فقر الشعوب، فقد ظل الالتزام السياسي غائبا. وتكرر غياب زعماء القوى السياسية الكبرى عن المناسبات التي تهتم بهذه الأزمة، ولم يتجاوز إعلان المؤسسات المالية المتحكمة في اقتصاد العالم عن تصميم البرامج الرامية إلى الحد من الفقر وتطبيقها الاستهلاك الدعائي لإخفاء حقيقة أهدافها التجارية.(2) فأين للوحدة أو التلاقي الفكري من سبيل ؟
إخفاق كلمة الوحدة عن مضمونها في عصرنا الحاضر لم يكن لولا ألأستهلاك اللفضي لهذه المفردة ;كغيرها من الكلمات المتلألأة في عالمنا اليوم والشعارات الرنانة من مفردات حقوق ألأنسان والعدل والمساواة والتسامح الديني والكثير من ذلك ,فلقد جرى رفع كثيرا من الشعارات الطيبة ولكن بمضمون أجوف حتى ملت الناس سماع تلك الكلمات لتحطم حدوث إمكانية تطبيقها على أرض الواقع بما أفرغها الأنسان من محتواها الخير واستخدمها في شططه وترهاته الرخيصة , بل كلما رفعت تلك الشعارات توجست الجماهير من ما وراء تلك الكلمات واستوحت ما أجترته من ويلات الماضي الكأيب , {كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف3 صحيح أن نقول الكلمة الطيبة خير من نقيضتها الكلمة السيأة ولكن أين تصرف تلك الكلمات حين تتحول إلى كلمات فارغة فاقدة لمصداقيتها ومطابقة للاشيئ , فليست الكلمة اللفضية هي تلكة الكلمة الطيبة ثابتة الأصل سامقة الفروع بعد ما تحولت الكلمات إلى مصائد لأرادة المظلومين ووسيلة تحييد في تثبيت الباطل فهي الكلمة الممقوتة عند الله لأنها قولا بلا فعل سراب للعطاشا ومكمن لنصبهم وشقائهم ,بينما الكلمة الطيبة تفسر عند المفسرين بعدة تفسيرات في مجملها تصب إلى كلمة لاإله إلى الله وما في التوحيد من ملازمة الصدق والحق وإتباع الأوامر ألإلهية بشرطها وشروطها وما تثمر به من العطاء المتصل كل حين بأمر الله :
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } (3)
فالكلمة الطيبة في القرأن هية الكلمة الصادقة المقترنة بالعمل الصالح كمنتج لأيمان بالصدق والحق والعدل وذلك مدار السعادة والحياة الطيبة ومدعاة للأجر والثواب, فإذا عرفنا أن الكلمة الطيبة قول بالعمل ,ان العمل الصالح مدعاة للحياة الطيبة ينكشف لنا ترابط ذلك كله في الـتأثير على حياة الناس لتكون حياة طيبة:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } (4)
إذا كلمة طيبة متضمنة حقيقة الطيب والحق تبعث على العمل الخير تؤدي إلى إصلاح الدنيا بصب معين العدل بصورة العمل الصالح في صحراء الكبد والشقاء الدنيوي لرفع الكبد والكمد برقي ألأداء الأنساني على هذه ألأرض :{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } (5)
كلمة الأصلاح التي ترتق الفتق وتكلم الجراح هي تلك الكلمة التي تامر بلخير وتحض على المعروف وتحرض على العمل الصالح في سبيل مرضاة الخالق هي تلك الكلمة الطيبة التي تزرع شجرة مثمرة بلخير والبركات , فمابال تلكم الكلمة تنقلب على قيمها إذا كانت كلمة شعارات فارغة تتصبب مكرا وخداعا وتدليسا ولعبا على الذقون , حتى أن الناس صاروا يصنفون الكلمة الماكره بأنها كلام سياسة أو مناقشة دبلماسية , لأنها ليست حقا بل هي إتخاذ ما يدرك وقول ليس بفصل بل هو مثيل لنجوى بين متأمرين لهم فنهم ولغتهم المغايرة لظاهرا المستبطنة للمخادعة والمخاتلة ولا حل البتة.
ألاترون ما تقيحت به تجارب كيسنجر والخطوة خطوة ومبادرات السلام أو ألأستسلام سموها كما تشائون والمشاورات المكوكية لحل الظليمة في فلسطين وغيرها من المحاولات العديدة المثار لها ضجيجا مدويا من الكلمات المختارة والتي ظاهرها الخير وتستبطن المصالح المحرمة من ألأستقواء وألأستيلاء ونهب الخيرات فلاخير في تلك الكلمات لخلوها من شرف الأيمان بالحق جل وعلى ولو بدت في الوهل ألأولى أنها كلمات خيرة:
{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } (6)
أن رحمة الله الممتدة على كل مساحة التاريخ لم تتوقف يوما عن التنزل وكانت بشكل جميل من الهداية للبشروألأخذ بأياديهم نحو الجادة وهي لرفع معاناتهم التي تسببوها لأنفسهم على صور كثيرة في أصلها ناظرة لمصلحة جزئية في طرف من الفائدة متقاطعة بل متعارضة مع الصالح العام والخير العميم فتتحول إلى أصر وأغلال مع مرور الزمان يكبل من صاروا لسوء حظهم تحته ليرزحون في ضنك من العيش أيام حياتهم جله إذا لم يكن عمرهم كله في مشقة ومعاناة تبخس اشيائهم وتفسد أرضهم وتمحق سكينتهم وتخل قرارهم وأمنهم تأتيهم تلك الرحمة ألإلهية مع الرسل والأنبياء والمصلحين بلا هوادة: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (7)
ومانسمعه من شعار الوحدة في البعد ألإسلامي هو كلمة حق وعلاج حقيقي لوصدق القائلون به هو دواء لما فيه نحن من التناحر والتباغض وقوة لضعفنى وهواننا بين ألأمم حتى صرغنا كالقصعة المتكالب عليها ولكنه شعار يبقى أن يأتي بشرطه وشروطه وأول شروطه أن يكون خالصا لله وليس تطبيلا لأمر في نفوس تتعبد القومية أو ألأثنية أو المذهبية أوالحزبية أو العشائرية أو أي من ألأصنام الفكرية من دون الله وإلا فهي كلمة تخرج من ألأفواه وتسقط على أطراف الذقون ليس إلا,وهذا ماتمخضت به كثير من القرارات التي لا تنفذ بتاتا وذلك لنوايا المؤتمرين على بعضهم البعض ولنا في تداعيات المؤتمر ألسلامي عبرة وأن بعض ممن رفع شعار الوحدة بين المسلمين وصم شعبا كاملا بأنه لا يستحق أن ينال حريته وكرامته لأنه على مذهب غير مذهبه,وتراجع عن ماكان يقول به بدعوى أنها ثورة طائفية تغاير ما يحدث عند غيرهم من أخوانهم في الدين والعروبه , وعلى ذلك نستطيع أن نتبين ونعرف أن المشكلة ليست في رفع الشعار بل في إيمان رافعية به وصدقهم في ما يقولون وأين القول من الفعل !!
نصدق بعد ذلك الشعارات والكلمات الرنانة بشرطها وشروطها ومنها شعار الوحدة نريدها وحدة حقيقية وتعايش بصورة عادلة تبدأ بالقول والفعل معا وبنفوس متجهة إلى الله إلى الحق عز وجل غير مشركة معه لا ألأ يعيش هواء ولا المصالح الخاصة بل قول فصل بالعمل الصالح والتعبد بأمر الخالق عز وجل لا غير .
جديد الموقع
- 2025-01-14 أسرة المهناء بالمطيرفي تحتفي بزفاف ابناء الحاج "جواد " تهانينا
- 2025-01-14 " المؤرخ وتدوين تاريخ الأحساء الموسوعي "
- 2025-01-14 أسباب الإخفاق في الإلتزام بقرارات العام الجديد
- 2025-01-14 هل بإمكان الجزر أن ينظم نسبة السكر في الدم؟
- 2025-01-14 محتوى الكلمات ينشط العمليات الدماغية التي تجري في اللاوعي وتشكل انفعالاتنا وقراراتنا وسلوكنا
- 2025-01-13 تنظيم علاقة الإنسان بريه
- 2025-01-12 إل جي تطلق متجرها الرائد في المملكة العربية السعودية بحفل افتتاح كبير
- 2025-01-12 البلادي يشدو بشدة القافلة في أمسية غناء البادية في ختام "معرض الإبل عبر العصور"
- 2025-01-12 7 شعراء يؤثّثون سادس أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي
- 2025-01-12 تحت شعار تمرنا من خير واحتنا سمو أمير الشرقية يرعى انطلاقة النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء المصنّعة