خلايا ثدي سرطانية
ارتفعت معدلات الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 1% سنويًا في الفترة من 2012 إلى 2021 لجميع النساء الأمريكيات من مختلف الأعراق، وهناك ارتفاع سريع في نسبة الاصابة بسرطان الثدي للنساء تحت سن 50 عامًا والنساء الأمريكيات الآسيويات والنساء من جزر المحيط الهادئ، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، في تقريرها (1) الذي تصدره في شهر أكتوبر كل سنتين عن حالة مرض سرطان الثدي في البلاد.
النتائج مثيرة للقلق لأسباب عديدة. وبالرغم من انخفاض معدلات الوفيات بنسبة 44% منذ عام 1989 بسبب التقدم في العلاج والكشف المبكر عن سرطان الثدي، إلا أن سرطان الثدي يظل السبب الرئيس الثاني للوفاة من السرطان بين النساء، ويأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة
لكن الأرقام الجديدة تظهر أيضًا أنه لا تزال هناك فوارق عرقية وإثنية كبيرة في نتائج الإصابة سرطان الثدي. لم يحدث أي تغيير في معدلات الوفيات بين النساء من سكان أمريكا الأصليين على مدار الثلاثين سنة الماضية، ومعدل الإصابة بالمرض لدى النساء من العرق السود أقل بنسبة 5 في المائة من النساء من العرق الأبيض، لكنهن أكثر عرضة للوفاة بنسبة 38 في المائة بسبب المرض وهو اتجاه (ترند) (2) افتراق بين النساء من العرقين الأبيض والأسود بدأ بعد 1980.
لورا كولينز Laura Collin، برفسور علم الأمراض في كلية الطب بجامعة هارفارد، الباحث والطبيب المتخصص في أمراض الثدي، ناقشت النتائج المدهشة التي توصل إليها التقرير، وما تعنيه بالنسبة للشابات والأطباء والباحثين، وما يمكن فعله بشأن الفوارق العرقية والإثنية في الوفيات بسبب سرطان الثدي.
س: هل فاجأكِ أي شيء في التقرير الأخير؟
كولينز: جانب التقرير الذي استأثر بعناوين الأخبار الرئيسة هو تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي لدى الشابات. وفقًا لما يُتناقل، نحن نشخص سرطان الثدي لدى الشابات ضمن حالات مرضية تراجعنا في عيادتنا. لذا، لم يكن الأمر مفاجئًا في بعض النواحي، ولكن ما كان مفاجئًا فيما لاحظناه هو أن هذه الزيادة وُثقت في هذه التقرير المهم الصادر عن جمعية السرطان الأمريكية.
س: هل تعرفين سبب ذلك؟
كولينز: لدى الناس أفكار كثيرة عن هذا الموضوع. من المؤكد أن هناك تغييرات في نمط الحياة يمكن أن تؤثر في الإصابة بسرطان الثدي - أشياء مثل تأخير الإنجاب إلى مرحلة لاحقة من الحياة [ 35 سنة وأكبر، بحسب التعريف]، وزيادة معدلات السمنة، وقلة المشي والحركة من قبل النساء. نحن نعلم أن التمارين الرياضية تقي من أنواع كثيرة من السرطانات، بل تعتبر بالتأكيد واقية من سرطان الثدي.
ثم هناك عوامل بيئية أخرى لسنا متأكدين منها، وتحتاج إلى مزيد من الدراسة. المخاوف التي أثيرت مؤخرًا التي يتحدث عنها الناس هي اللدائن الدقيقة (3، 4) microplastics. هذه المواد الكيميائية منتشرة في كل مكان، وقد تبين أننا نبتلعها أيضًا. ولذلك، نحن بحاجة إلى معرفة الضرر الذي تسببه وكيف يمكننا تجنبه.
س: بالرغم من أن معدلات النساء الشابات المصابات بسرطان الثدي آخذة في الارتفاع، يبدو أن معدل الزيادة الإجمالي (1 في المائة سنويا) لا يزال مستقرًا إلى حد ما. هل أحرزنا تقدماً أم ذلك يعتبر مدعاةً للقلق؟
كولينز: لا يزال سرطان الثدي أحد أهم أنواع السرطانات التي تصيب النساء وأحد أسباب الوفاة المهمة بين النساء. ومن المؤكد أنه مع انتشار إدخال التصوير الشعاعي للثدي (5) قمنا بزيادة الكشف في مراحل مبكرة.
لقد شهدنا انخفاضًا في معدلات سرطان الثدي بسبب التحسن في التشخيص والعلاج ومعرفة الأنواع المختلفة من سرطانات الثدي التي تصاب بها النساء. لقد شهدنا انخفاضًا في معدل الوفيات. لقد شهدنا انخفاضًا في معدل الإصابة بسرطان الثدي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكننا نشهد الآن ارتفاعًا بطيئًا مرة أخرى في الإصابة بسرطان الثدي، ولكن الزيادة الأكثر دراماتيكية هذه وُجدت بين النساء الشابات.
س: هل هناك فوارق ديموغرافية تجعل بعض النساء أكثر احتمالًا للإصابة بسرطان الثدي من غيرهن؟
كولينز: لقد أوضح التقرير المجموعات الدومغرافية المختلفة التي كانت الزيادات في الاصابة أكثر بروزًا، مع العلم بأن الاختلافات العرقية قد لا يتم التعرف عليها بالدقة المطلوبة.
هناك اختلافات في المعدلات بين النساء من أعراق مختلفة: الأبيض وللأسود والآسيويات ومت جزر المحيط الهادئ، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى القضايا المستمرة المتعلقة بالعنصرية الممنهجة ومدى حصول كل منهن على الرعاية الصحية المطلوبة. غالبًا ما تشخص النساء من العرق الأسود بعد أن تصل إلى مرحلة اصابة متقدمة. نلاحظ وجود سرطانات أكثر عدوانية من الناحية البيولوجية بين هؤلاء النساء.
بالإضافة إلى ذلك، الموطن الذي تعيش فيه المرأة وقدرتها على الحصول على الرعاية الصحية،المطلوبة قد يؤثر في المرحلة التي يُشخص فيها سرطان الثدي. هذه هي الصعوبات التي نحتاج إلى اكتشافها وحسمها لتحقيق المساواة في الرعاية الصحية للجميع.
س: بالنسبة للشابات المصابات بسرطان الثدي، ما هي بعض التحديات الأخرى التي يواجهنها في تشخيص إصابتهن وتقديم الرعاية المطلوبة لهن؟
كولينز: لأننا نعتبر سرطان الثدي سرطانًا يصيب النساء الكبيرات في السن والنساء بعد انقطاع الطمث، فعندما تظهر عند الشابات كتلة في الثدي، يُعتقد أن هذه الكتلة هي ورم حميد ومن غير المرجح أن يكون ورمًت سرطانيًا. وغالبًا ما يكون هذا هو الحال - فمن المرجح أن يكون ورمًا حميدًا وليس ورمًا خبيثًا.
لكن ما يخبرنا عنه هذا التقرير هو أنه لا يمكننا تجاهل هذه الأشياء. لا يمكننا أن نفترض بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق عند الشابات. يجب أن يكون التقرير بمثابة جرس إنذار لرفع الوعي بين الشابات، ويخبرنا التقرير بأننا بحاجة للتأكد من أنه إذا ظهرت حالة غير طبيعية على إحدى الشابات، فستكون هناك متابعة فورية باتخاذ الخطوات اللازمة. سواء كان ذلك من خلال دراسة نتائج التصوير أو الخزعة، نحتاج إلى أن تأكد باثولوجيًا بأنه إما ورم حميد أو ورم خبيث. وإذا كان ورمًا خبيثًا، فيجب علينا التأكد من إحالة المريضة على الفور للحصول على الرعاية الصحية المناسبة. ومن المهم ألا نؤخر العلاج.
س: بماذا تنصحين الشابات حين يتعلق الأمر بالتوعية بسرطان الثدي وكيف يمكنهن وقاية أنفسهن؟
كولينز: فريق العمل المعني بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة خفض سن البدء إجراء فحص سرطان الثدي الذي يُجري كل سنتين من سن الـ 50 إلى سن الـ 40 عامًا. إذا كان سن المرأة أقل من 40 عامًا، فمن المهم معرفة ما إذا كان لديها تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي إذ قد يكون لديها استعداد وراثي مرتفع للإصابة بسرطان الثدي. هذه تحتاج مراجعة الطبيب المختص.
ومن ثم فإن معرفة عوامل احتمالات الاصابة الأخرى — مثل إنجاب الأطفال في سن متأخر [35 سنة وأكبر، بحسب التعريف]، ومستويات ممارسة التمارين الرياضية، والوزن، وأشياء من هذا القبيل — يكون مفيدًا حتى تتمكن المرأة والطبيب من أخذها بعين الاعتبار كمعيار لعمل الفحوصات المطلوبة.
لو أحست المرأة بوجود ورم غير طبيعي في ثديها، فعليها أن تراجع الطبيب بشأن هذه المشكلة. نظرًا لأننا نشهد زيادة في الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الشابات، فمن المهم للشابة أن تفي نفسها وتتأكد من عدم تأخير اجراءات الفحوص الأخرى.
س: ما يبعثك على الأمل في أننا سنستمر في تحسين قدراتنا وإمكانيتنا على اكتشاف سرطان الثدي والحد منه؟
كولينز: هناك المزيد من الدراسات الجارية في مجال سرطان الثدي. أعلم أن المستشفيات التابعة لجامعة هارفارد لديها التزام رصين برعاية الشابات المصابات بسرطان الثدي. أعتقد أن هناك جهدًا كبيرًا لفهم الاختلافات في بيولوجيا سرطانات الثدي التي تُصاب بها الشابات وتلك التي تحدث عند الكبيرات في السن. يعد هذا الاستكشاف والبحث أمرًا مهمًا لفهم أفضل السبل لعلاج النساء المصابات بسرطان الثدي.
بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر في الشابات المصابات بسرطان الثدي مقارنة بالكبيرات في السن، مثل التأثير في الحياة المهنية، أو مخاوف تتعلق بالخصوبة والحمل، أو الخضوع لعلاج السرطان أثناء تربية المصابة لطفل صغير. الاهتمام بهذه القضايا أمر مهم، وهناك المزيد من الدراسات الجارية في هذه المجالات أيضًا.