2024/11/24 | 0 | 406
قصة أيوب الأخرس، وجُحا الطباين، وشويعر النخرة
بينما كنا على عزيمة للسفر، اتفق صاحبي على أن يحمل (قفاف) تمره الهجري على كاهله، كيما يكرم جاره ويزين مزاره!
كيف لا، فقد أوصتنا السيرة بحب جزالة العطاء، ونبذ تكهنات البخل والعواء!
يقول حبيبنا: فركبنا على أجنحة سيارتي عنود الغروب، وكلنا على شعاع الشمس نتسابق بالحكايات، والقوافي، ودهشة الروايات!
كل هذا كيما نصل لأشرعة المُخيلة، قبل عناق الشفق الأحمر لضفاف حفاة أرجلنا الساحلية للمد والجزر!
حتى أن افترشنا الأرض من تراب جباهنا البيضاء، لأمسية صديقنا المخضرم أيوب الأخرس!
وما إن ترجل الوقت من دوامة دوران العقرب، إلا والتفت صاحبي لأفناد رطوبة طقس الطريق.. وذلك بأن أشاح هذا لذاك ما أنتصب على بساط القافية والترانيم، حتى وتقاذفوا إليه بالمديح والأسئلة المتفق عليها من (مُبطي)!
يقول صاحبي: فظل هذا يُكيل على رُكام القش من التوابل الهندية ما طال نوالها بالترهل، وتأجج مقالها بالتملق للصنمية!
حتى أصابتنا التخمة والذهول، وشككنا من سياق تلك المراثي؛ لتأبين وفاة المرحوم/ ـة.. بأنهـ/ ـا ذات الحسنيين لإرضاعها إياه من حليب صدرها الطاهر، وعنوان المفاخر!
فذاك أغدق عن حلمها، وتلك عن صبرها، وهذا عن تفانينها، حتى حارّ الفكر عن التجميع؛ خشية أن تسقط الذاكرة من تدوين مكارمها العسجدية واللوجينية (فمقامها أعلى عند ربها بكل تأكيدٍ من هذا التمطيط)!
حتى ظل القافية ترتجز، والرواية تحتجز من دهشة سردها، وحبكتها، وشخوصها، وزمانها، وتقاسيم أركانها، ومنطلقاتها، وأروقتها، وخواتيمها!
حتى أن جناب المخضرم أيوب، تناسى داره، وضل جواره لسخريته لذاته؛ (وبريسم) شتاته ساعة قصته مع صهيل فرس الهاجدية (بالرجد)، في اسطبل مؤنسه الحي حسين؛ على مُهر التوقيع وخاتمة القضية!
يقول صاحبنا الواسم، وتاج المواسم: قد أضحكنا هذا من (مقلب) عيشة تنمره الأرعن، ويعني صاحب العنوان!
ولما تجلت أشعة خيوطها، وترنمت آفاق سؤددها فوق دكة شاي الرصيف، تقاسمت (الاستكانات) صوت (خباط) الملاعق، وتواترت الأحداق محادثة اللواعق؛ حيال هذا الوميض الأعرج: ألا يستحي هذا الظل أن يُجهض سرابه؛ وفتات ترابه لثناء نفسه؟!
لتكون الخاتمة: هل (طيحة البوجلي) لم تتورع من ردهات الغاشية والواشية لسواق (تكسي) جُحا (الطباين)؟!
