ملخصات عاشورائية
2022/07/31 | 0 | 4122
موسم عاشوراء.. حياةٌ وإحياء
ملخص محاضرة حسينية خطيب الوعي: الشيخ أمجد الأحمد إعداد: علي حسين الوطيان المأتم: حسينية المطر (الأحساء ـ الفضول) الليلة الأولى محرم 1444 هـ
موضوع المحاضرة:
يقول تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) الأنفال
محاور المحاضرة
1ـ الإسلام دين حياة.
2- المفاهيم والقيم الإحيائية في مشروع الحسين عليه السلام.
المحور الأول: الإسلام دين حياة
فرسالة الدين الإسلامي هي رسالة حياة إذ جاء الدين لدعوة الناس إلى الحياة الصحيحة كما دلت عليه الآية الكريمة أعلاه (لِمَا يُحْيِيكُمْ).
سؤال: هل كان الناس أمواتاً قبل دعوة الرسول صلى الله عليه وآله؟
الجواب: نعم كان الناس أمواتاً ، فالحياة دون القرآن هي حياة غير حقيقية فهي كالأموات.
أنواع الحياة في القرآن الكريم:
1ـ الحياة النباتية: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) الحديد 17 .
2- الحياة الحيوانية: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) فصلت 39 وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ) فصلت 41 .
3- الحياة الخالدة: (يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) الفجر 24 .
4- حياة العقل والفكروالإيمان: (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) الأنعام 122. وهذه الحياة المطلوبة لأنها تمثل مفهوم الإيمان وتعاليم الإسلام. ويقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) النحل 97 . وهذه هي الحياة الحقيقية التي يريدها القرآن الكريم للمؤمنين.
5- حياة الإعراض عن ذكر الله: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) طه 124 .
المحور الثاني: المفاهيم والقيم الإحيائية في مشروع الحسين عليه السلام
مقدمة:
حيث أن هذه المفاهيم والأحكام الإسلامية تنطق بالحياة ومنها الشعائر الحسينية ، حيث تعتبر هذه الشعائر تشريعاً إسلامياً منسوبة للإمام الحسين عليه السلام والتي أرشد وحث إليها أهل البيت عليهم السلام كبعض الزيارات والبكاء وإقامة المآتم الحسينية ونظم الشعر لأنها تبعث فينا الحياة ، والمقصود بالحياة هي حياة العلم والفكر والوعي والبصيرة والعدل والإيمان والالتزام بالدين.
فالإحياء الواعي لعاشوراء هو التعامل على أن عاشوراء مدرسة تغييرية إصلاحية تصلح واقعنا في كل مجالاتنا ، فهدف الاجتماع في عاشوراء هو من أجل أن نحيا نحن بالحسين ومفاهيمه وذكره وقضيته وليس لأجل إحياء الحسين عليه السلام فالإمام شهيد حي يرزق عند ربه.
المفاهيم والقيم الإحيائية في مشروع الحسين عليه السلام
1- قيمة الإلتزام بالإسلام: حيث ضحى الحسين عليه السلام بنفسه من أجل الإسلام وحفظه، (فاسترجع الحسين عليه السلام وقال: على الإِسلام السَّلام، إذا بُلِيَت الأمة بِراعٍ مثل يزيد).
كيف أحيا الحسين عليه السلام الدين؟
حيث أن لدى بني أمية مشروعان:
مشروع أصيل: وهو القضاء على أساس الدين وأي شعار له.
مشروع بديل: تحريف المفاهيم الإسلامية.
وجواباً على السؤال المذكور فالحسين عليه السلام قام بإفشال المشروع الأصيل لبني أمية وذلك من خلال نهضته ودمه وشهادته وإرجاع الناس إلى الدين من خلال انطلاق الثورات الحسينية، وترك المشروع البديل إلى باقي الأئمة عليهم السلام لمواجهته من خلال مواجهة التيارات المنحرفة وإكمال المسيرة الحسينية.
فالإلتزام بأحكام وقوانين الإسلام مثل الصلاة تجعلك حسيني وهنا إشارة جميلة من الخطيب حيث أن الحسين وأثناء المعركة لم يترك صلاة الجماعة فكيف بصلاة المفرد لأهميتها وقيمتها. حيث دعا الخطيب إلى الاهتمام بعمارة المساجد لأنه تلبية لنداء الحسين عليه السلام.
2- قيمة الإصلاح: فعن الإمام الباقر عليه السلام: ( إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء، ومنهاج الصالحين، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض) ، وقول الإمام الحسين عليه السلام: (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر). فهي قيمة عظيمة قام بها الحسين عليه السلام في زمن عز فيه المسلمون.
فالإصلاح له ضريبة حيث أن الناس يحبون الإنسان الصالح أما إذا كنت مصلحاً فهنا توجد ضريبة منها تشويه السمعة ومحاولة ضرب المصلح كما كانت قريش تلقب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بالصادق الأمين وأبغضوه بعد ذلك مصلحاً عندما قام بالدعوة إلى الإسلام.
فالنقد البناء ومحاربة الخرافات والتخلف والحركة الاصلاحية الفكرية هي عدو عند بعض الناس لأنها تتعارض مع مصالحهم. فالذي يقوم بعملية الإصلاح هم شريحة قليلة لعدم تحمل الكثير تبعات هذه الإصلاحات. ولا يوجد كأمير المؤمنين عليه السلام في عملية الصلاح في قوله: (أيها الناس، أنا الذي فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها غيري).
والمعنى: أن الإسلام يأمر بأن يكون الإنسان مصلحاً وصالحاً ولا يكفي فقط أن تكون صالحاً. يقول تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) هود 117 ـلم يقل صالحون ـ.
3- قيمة عدم المفاصلة مع الظلم: فخط الحسين عليه السلام لا يلتقي مع الظلم أبداً (ومثلي لا يبايع مثله) فلا يمكن أن تكون حسيني وأن ظالم لنفسك ولأهلك ومجتمعك.
4- قيمة مراعاة واحترام حقوق الناس: حيث كان الحسين عليه السلام صاحب مبدأ يهمه الكيف وليس الكم ، ويتبين ذلك من اهتمام الحسين عليه السلام عندما نادى (لا يقتل معي رجل عليه دين). وهنا حث الخطيب إلى المبادرة رد الحقوق إلى أصحابها قبل أي عمل حسيني لأنه ظلم لا يترك عند الله تعالى.
5- قيمة المحبة والسلام والرحمة: وذلك حتى مع الأعداء كما في استقبال الحسين عليه السلام أعداءه يوم كربلاء (اسقوا القوم ، وارووهم من الماء ، ورشفوا الخيل ترشيفاً).
6- قيمة العزة والكرامة: وهذه القيمة عظيمة في الإسلام (من كرمت عليه نفسه هان عليه ماله) ، ومن أعظم مصاديق هذه القيمة هي ترك المعاصي والذنوب والسلوكيات المنحرفة والتمسك بشعار الحسين عليه السلام (هيهات منا الذلة).
وإيّاكَ أن تشري الحياةَ بذلّةٍ ... هي الموتُ والموتُ المريحُ وجودُ
وغيرُ فقيدٍ مَن يموتُ بعزّةٍ ... وكلُّ فتىً بالذلِّ عاش فقيدُ
ذاكَ نضى ثوبَ الحياة ابنُ فاطمٍ ... وخاضَ عُبابَ الموتِ وهو فريدُ
ليس له من ناصرٍ غيرُ نيّفٍ ... وسبعينَ ليثاً ما هناك مزيدُ
جديد الموقع
- 2024-12-03 الحضور الأدبي في فكر الأديب
- 2024-12-03 إيلون ماسك والقراءة
- 2024-12-03 قراءة في كتاب (مزاج الكتابة، الكتابةمفهوما، ومزالق، ومقومات)
- 2024-12-02 بر الفيصلية وحي الملك فهد ومسجد الإمام الصادق في رحلة بحرية.
- 2024-12-02 كيف يتعامل الأطفال مع الشائعات وماذا نستفيد من ذلك؟
- 2024-12-02 حُب الحسا أجنني إلى كل مسؤولٍ رسميٍ، وناشطٍ اجتماعيٍ وتفاعلي بالتأثير..
- 2024-11-30 ثلاثة يجب الحذر منها
- 2024-11-30 "جمع من شيعتنا ومحبينا".. إيمان وأُنس
- 2024-11-30 هل نبحر نحو الهلاك؟
- 2024-11-30 إلى أمين الأحساء مع التحية سعادة المهندس: عصام الملا (سلمه الله)