2022/03/06 | 0 | 3433
الدكتور احمد الشبعان أحد مؤسسي الخطاب الثقافي الاكاديمي بالاحساء
حين يتحدث أو يكتب أحد عن شخص له منتج علمي ومعرفي لمجتمعه، يتساءل البعض هل يعرفه الكاتب حق المعرفة أو صاحبه في مسيرته، هذه احدى اسباب عدم اعطاء العالم حقه بالمجتمع فكثير غادروا الحياة الدنيا بدون ذكر لعطاءاتهم، في الواقع ذكر إنتاجهم المعرفي والثناء على خدمتهم للمجتمع هو الحد الأدنى من تكريمهم، كل من اجتهد وانتج وخدم المجتمع بعطاءات ملموسة هو شخصية عامة تهم المجتمع فيستحق الثناء في حياته وبعد موته، وكما نكتب عن علماء ومفكرين قبل مئات السنيين لا نعرفهم إلا بما أنتجوه وما قدموه للبشرية فمن الأولى الكتابة والتعريف عن من عاش بيننا، وقدم ما يفيد لمجتمعاتنا ووطننا سواء كانت أبحاث علمية تفيد المتخصصين أو محاضرات توعوية تنهض بمستوى المجتمع المعرفي، مثل المرحوم الدكتور أحمد معتوق الشبعان الاستاذ الجامعي والباحث في جامعة الملك فيصل بالاحساء رحمه الله الذي توفي ١٤٤٣/٦/١٩.
اتذكر حضرت للدكتوراحمد الشبعان محاضرة بمشاركة مع الدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي بدايات الثمانينيات من القرن الماضي بمدينة البطالية تتعلق الإيمان بالله والعلم.
في كتابه " نظام التفاهه" يذكر المؤلف آلان دونو اسباب التفاهه الابتعاد عن الهدف العام لتحقيق التضامن والتكافل الجمعي وعدم الاهتمام بالثقافة الاجتماعية والإنسانية والحضارية للرقي بالإنسان، وأهم عناصر ضعف النهضة التنموية عدم ذكر الفاعلين بالمجتمع وتجاهل من لهم عطاء معرفي وفكري وعدم ترسيخ الرموز الثقافية والإنسانية في أذهان الناس الذين ساهموا في تطور المجتمعات.
المجتمع مسئول بشكل كبير في صناعة نظام التفاهه بسبب عدم رعايته القدوات العلمية والمعرفية، ويبدو المجتمع كأنه لا ينتج إلا هؤلاء الذين يتفنونوا في اضحاك الناس بشكل غير لائق وفيه من السخف الذي يهبط بمستوى المجتمع.
موت شخصية علمية وأكاديمية تخرجت تحت يدها أجيالا ولها مساهمات ثقافية وتنموية بالمجتمع والوطن مثل
الدكتور أحمد الشبعان الذي يعتبر من أوائل من اهتم بالثقافة وربط العلم بالإيمان بالمنطقة ويشار له بالبنان
في حقله العلمي التخصصي ويعتبر أول من أسس خطاب ثقافي اكاديمي يساهم في التوعية التنموية مع خطاب المنبر الحسيني الذي اعتاد عليه المجتمع بمفرادته واسلوبه التقليدي، لم يسبقه إلا الخطاب الديني والفكري للشيخ عبدالهادي الفضلي.
أكاديمي ومثقف بهذا المستوى العلمي وتفاعله مع المجتمع بالنصح والارشاد والتوجيه لا نجد له ذلك الاهتمام من المثقفين بالكتابة عنه، عدم الاهتمام بسير العلماء والكتاب واصحاب الايدي البيضاء يفقد المجتمع ثروات معرفية ويطمس الرموز الثقافية والفكرية ولا يشجع الشباب على الطموح والسير وراء تلك القدوات، وبعض هؤلاء المتميزون يتحملون المسئولية لأنهم لم يوثقوا سيرهم الذاتية ولم يدونوا محطات النجاح ومذكراتهم كتابيا فضاع الكثير من تجارب الشخصيات المعطاءة.
يعتبر الدكتور الشبعان إحدى الشخصيات الثلاث في تأسيس جامعة الملك فيصل، واحد مؤسسي مركز الابحاث بالجامعة، له من الأبحاث والدراسات المتخصصة في كيمياء التربة بل استفرد بأبحاث خاصة اقترنت باسمه البحثي الاكاديمي، شخصيته العلمية والتعليمية يشهد في حقها زملاؤه الاساتذة وطلبته وأبحاثه المنشورة في الدوريات المتخصصة المحكمة.
كثر هم اساتذة الجامعات الذين ينحصر عطاؤهم في تخصصاتهم ومهنهم الاكاديمية ولا يذكرون إلا في حرم الجامعة وبين الطلبة لكن قلة هم من الاكاديميين الذين يحملون هم المجتمع فيوظف علمه وثقافته في بناء وتوعية المجتمع وتكون له مساهمات في الرقي الثقافي بالمجتمع مثل الدكتور أحمد معتوق الشبعان الذي تتعرف على ثقافته من خلال أقواله في مقابلته مع الأخ العزيز سلمان الحجي.
عبارات المرحوم الدكتور الشبعان في المقابلة تدل على سعة أفقه وثقافته العامة مثل جوابه عن شخصية المجتهد الشيخ محمد الهاجري رحمه الله يقول " إنه المجهول بين جماعته والمعروف عند المتقين والاعلام والقريب من الله وأوليائه والقريب من الله" وهذا التعبير دقيق ويؤكد أن المجتمع يتجاهل من لهم عطاء ديني وعلمي فيصبح العالم غريب بعلمه.
وسؤاله عن المرأة بالمقابلة يقول " المرأة بصفة عامة وليست الأحسائية فحسب بأنها هي التي تعين على تهميش نفسها إن كان هناك تهميش لها، فالإنسان هو المسؤول عن طبيعة الانطباع الذي يحمله الآخرون نحوه"، بالفعل إذا لم يعبر الإنسان عن نفسه ويقدم للمجتمع ما يفيده يساهم في تجاهله من قبل المجتمع ويختل التكامل الاجتماعي.
يقول الدكتور الشبعان رحمه الله عن خطباء المنبر الحسيني ينبغي تمتعهم بالحس العلمي والمنهج الاستدلالي فعصرنا عصر الحوارات والوعي ودعم النقاش بالمنطق والاستدلال العقلي وعلى الخطيب أن يكون مثقفا موسوعيا ملما بقضايا العالم ويهتم بأولويات التاريخ وما يحدث في الميدان حتى يكون واعيا بما يدور.
وقال رأيه في بعض المثقفين المنبهرين بما لدى الآخر من ثقافة تفقدهم هويتهم الدينية ويعتقدون أن كل ما عند الغير هو الافضل وينتصرون لتلك الثقافات الأجنبية بالدفاع الأعمى وليس الاستفادة المقننة.
ايضا في مقابلته يدعو لردم الفجوة بين الأجيال وبين المثقف والفاعل الديني بالحوار والنقاش المبني على الاستدلال والمنطق والدعوة بالتي هي احسن.
هكذا هو الدكتور الراحل احمد الشبعان من الرعيل الأول من الاكاديميين واساتذة الجامعة الذي يعتبر مرحلته الاستاذية بالجامعة مرحلة تأسيسية بالمجتمع في بروز الاكاديمي المثقف الذي يساهم مع الشيخ والخطيب في نهضة وتنمية المجتمع وبداية الخطاب الثقافي التخصصي.
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب