كيف يكتسب منظر الطبيعة بريق جماله؟ نحن نعرف أن مشاهدة المناظر الطبيعية الجميلة تنطوي على اشغال جهاز (أنظمة) المكافأة في الدماغ (1). لكن كيف يحوِّل الدماغ الإشارات البصرية إلى إشارات جمالية؟ لماذا يتولد لدينا شعور على أن مشهد الجبل أو السحب العابرة جميلٌ؟ تناول فريق بحثي من معهد ماكس بلانك MPI للجماليات التجريبية هذا السؤال بالبحث والتحقيق في كيف تنتقل أدمغتنا من مجرد رؤية المناظر الطبيعية إلى الشعور بتأثيرها الجمالي.
قام فريق بحثي من معهد ماكس بلانك MPI للجماليات التجريبية بالتحقيق في كيف تنتقل أدمغتنا من مجرد رؤية المشاهد الطبيعية إلى الشعور بتأثيرها الجمالي. (رسم توضيحي: MPI للجماليات التجريبية) |
عرض فريق البحث في دراستهم مقاطع فيديو فنية لمناظر طبيعية على 24 مشاركًا. مستخدمين الرنين المغناطيسي الوظيفي، قام الباحثون بقياس نشاط أدمغة المشاركين وهم يشاهدون مقاطع فيديو ويقيمونها. نُشرت النتائج التي توصلوا إليها للتو في مجلة آفاق في علوم الأعصاب البشري Frontiers in Human Neuroscience المفتوحة في 21 يوليو 2021 (انظر 2). المؤلف الأول ألكاي إيزيك يلخص ما لاحظوه كما يلي:
"كنا نتوقع أن تقتصر الإشارات الجمالية في الدماغ على أنظمة المكافأة في الدماغ (1)، ولكن بنحو مستغرب وجدناها حاضرةً بالفعل في مناطق الدماغ البصرية حين كان المشاركون يشاهدون مقاطع الفيديو. حدثت عمليات التنشيط بجوار مناطق الدماغ المستخدمة في التعرف على المعالم الطبيعية في الأفلام، مثل تخطيط (تصميم) المشهد أو وجود حركة ".
يقترح المؤلف الرئيس إدوارد ڤسل Edward Vesse أن هذه الإشارات الدماغية قد تعكس شكلاً أساسيًا أوليًا للإدراك الحسي للجمال:
"عندما نرى شيئًا يتجاوز توقعاتنا، فإن مواقع أنسجة موضعية في الدماغ تنتج" ذرات "صغيرة ذات تأثير إيجابي. التشكيلة المكونة من هكذا إشارات مدهشة في جميع أنحاء الجهاز البصري تتراكم لتؤدي إلى شعور أخاذ من الناحية الجمالية."
بهذه المعرفة الجديدة، الدراسة لا تساهم في فهمنا للجمال فحسب، بل قد تساعدنا أيضًا في توضيح كيف تؤثر تفاعلاتنا مع البيئة الطبيعية في إحساسنا بالرفاهية / العافية (3). قد يكون للنتائج تطبيقات ممكنة في مجموعة متنوعة من المجالات حيث يكون العلاقة بين الإدراك الحسي (4) والمشاعر (5) هامًا، كالرعاية الصحية السريرية والذكاء الاصطناعي.