2020/05/08 | 0 | 2417
قرقيعان في الزمن الجميل
محمد راضي السيد
قرقع قرقع قرقيعان ... عام عام يا صيام ...
هكذا تبدأ الأهازيج و مع كل حرف يخرج من فم كل طفل، هناك اكثر من ابتسامة ... الأبواب كانت مفتوحة ، لا .. بكل كانت مشرعة ... لا يتذكر الأطفال انهم رأوا الأبواب ... تدخل أفواجا إلى البيوت و تخرج أفواج .. و عندما تخرج الأطفال تكاد ان ترى لهم اجنحة يتطايرون من الفرح كلما ثقلت أكياسهم ... يمشون ، .. لا .. بل كانوا يطيرون .. يالله ... كيف كانت تتحمل كل ثقل هذا الفرح هذه الأرض اللينة ... ينافسون على جمالهم ، فكأنه العيد مبكرًا ... الأصوات التي ترتفع كانت تستقبلها ملائكة لانها كانت تسعد كل البشر .. و كل البشر .. و كل الطيور .. كأني رأيت طيورا تبتسم عندما تتراكض اقدام الأطفال لتحلق من بيت إلى بيت حاملين انغامهم بلحن جميل لكل البيت حتى ترفع عنها كل الأسى فيفرح الكبير بصوت الصغير و يفرح الصغير بضحك الكبير ... و يتراكضون كأن الأرض غير الأرض و السماء تنظر باستغراب كيف يحفل هؤلاء البشر بمولد الحسن عليه السلام ...
عطونا الله يعطيكم .. بيت مكة يوديكم ...
تمتد الأيادي لتعطيهم كل شيء .. أي شيء ... حتى الفقراء كانوا يعطون ... اي زمن كان هذا ... من أعطى و من شرع أبواب القلوب للعطاء لهؤلاء الصغار الطائرون ... ايكونون منزلين من السماء يطلبون من أيادي البشر ما أعطاهم الله ... الله هو المعطي .. الله هو من منح ... و الله على لسان هؤلاء الأطفال يدعوكم إلى بيته ... فيرتفع الدعاء و ترتفع اسقف الأماني عند مدخل كل قلب و عند مدخل كل بيت "ببيت مكة يوديكم" اي جمال هذا .. أي سفر هذا ... أي وادي هذا الذي يملئ كل أمنية ... بعدما ترتفع أصوات الأطفال بهذا الدعاء .. رأيت أرواحًا تعطي لا أيدي ... فالكل يشد الرحال في تلك اللحظة إلى البيت الطاهر ... فتتسابق الملائكة على اجابة تلك الدعوات و هي لا تدرك ما الذي انفجر فجأة في قلب البشر ... انه ميلاد السبط .. ميلاد الكريم ... ميلاد الأمام الحسن عليه السلام ...
و ديكم لأهاليكم... عن المطر و الرعد ...
تعالوا يا أطفال .. تعالوا اصرخوا و دعوا أصواتكم تفتح السماء فلقد اشتقنا لأهالينا .. اشتقنا للعطاء .. اشتقنا لنتظاركم ... اشتقنا لفرحتكم عند كل بيت ... .. أين هي اجنحتكم لتحلقوا ... أين هي اصواتكم التي كانت الطيور تلاحقها ... هيا اسيقظوا فلقد نامت الطيور ... يا الله .. يا رحيم ... نريد أهالينا ... نريد أطفالنا ... نريد بسمتهم ... نريد انتظارهم لهذا اليوم ... دع السماء تمطر علينا من رحمتها لتجتمع القلوب من جديد و تجتمع الأهالي و تعم السعادة ... أين ذهبوا الأطفال ... لا مطر و لا أهل و لا أطفال ... انحن في سبات ..؟ نريد ان نستيقظ يا الله عند أهالينا ... بحق هذا الميلاد دع البشرية تسترجع أهاليها من جديد و دع المطر يهطل ليغسل الأرض استعدادا لأقدام كل طفل ...
عساكم من عواده ... و لا تكسرون العادة...
لا لم تكسر العادة و سنعود مهما طال الطريق .. و ستفتح الأبواب حتى لو نسينا كيف نفتحها ... و سينموا القلب من جديد بفرحة كل طفل .. بعطاء كل يد ...بأغنية كل صوت .. باستعداد كل فقير للعطاء ... ستعود العادة و تلبس الأطفال أجنحتهم و يتجمعون كأسراب عن كل باب و يدعون و يدعون و يدعون حتى تستجيب السماء و حتى تتنافس الملائكة على العطاء ...
لا لم تكسر العادة ... فقط كانت مصابة هذه السنة فقط ... و ستشفى ... و سيبرأ جرحها قريبا بإذن الله ...
اسمع صوت الأهازيج في قلوب الكبار هذه المره قبل الصغار ... فلقد كنا صغارًا يوما ما ... كنا بأجنحة .. كنا لا نعرف ماذا نقول و لكننا كنا نرفع ما نقول إلى السماء كأنها تراتيل ...
سنعود للعطاء و للعطاء و للفرح و سننفض الغبار عن أجنحت أطفالنا و نقول لهم : هيا حلقوا ... انه الميلاد العظيم قد أتى ... انها السماء قد فتحت للعطاء ... انها الملائكة تنظر بشقف ...
سيعود الزمن الجميل بكل ما حمل ... فلنصبر لأننا في اعين الله ... و لنرفع أصواتنا كبارنا قبل صغارًا بتلك الأهازيج التي تثير الرغبة بالعطاء ..فكلما ارتفع الصوت تفتحت السماء اكثر و سينزل الغيث و سيحلق الطفل بعيدا بعيدا بعيدا ...
يا الله .. يا الله .. يا الله ... قلوبنا ملئ بالأماني .. ففرج ..
جديد الموقع
- 2024-05-07 أهمية الكتب الورقية: لماذا الكتاب الورقي الذي يحمله الطفل بيديه أفضل من الكتاب الذي يقرأه على الشاشة؟
- 2024-05-07 الدور الخفي لدرب التبانة في الميثولوجيا المصرية القديمة
- 2024-05-07 القراءة ونشوة المعرفة
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-06 ابن المقرب في بيت الشعر بالقيروان
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية
- 2024-05-05 مثقفون وأعيان يرصدون العطاء الأدبي للبابطين
- 2024-05-05 قصيدة (مطية الغياب)
- 2024-05-05 افراح الغزال و الدخيل في رويال الملكية بالاحساء