2012/11/21 | 0 | 2045
شهود عيان ..
ماذا يفعلون في مسرح كبير يشهدونه حين يستمطرنا الليل بحلكته ... ويضيق الدرب بأنفاسنا .. وتضطرب الموازين فتختل بنا .. وتصيح النائحات وتثكل الأمهات وتضيع الكرامات وتقيد .. وتهلك الدول والدويلات .. ويبهت الفهم وسط الضباب ... ليخبرونا في موقف كهذا يشهدونه ونشهده معهم .. أتكفينا الشعارات والقصص التي نراجع مشهديتها كل عام بينما نغيب نحن ونطمس في ضبابية الرؤية .. ليخبرونا عن هذا الوهن الذي يصيبنا كيف يمككنا لفظه بعيدا .. يتسلل إلينا بانكسار حزين يستل منا صدق الرواية ويطمس حقيقة الرؤية .. فما بين مد وجزر على شواطئ الحياة تكتب مواقفنا وتحكى قصصنا ..
فالذين شهدوا كربلاء كانت لهم رسالة يوصلونها للعالم .. فبحجم القضية يسأل الشهود عنها . الامام السجاد كان شاهد عيان على معركة أزلية وصراع مرحلي ما بين حق وباطل .. رأى، وشهد، وعلم ، فتكلم وكان حديثه عملي لا مرحلي أو لحظة اضطرارية تهزمنا بعدها كل القيم .. الأمر ليس عبثيا أن يشهد أحدهم حدث ويتجنبه كأنه لا يعنيه .. فكربلاء لم تنتهي وحسينها لم ينتهي .. تكرر كل يوم بحجم الحياة نفسها ، وحجم الظلم والتلبس في أصوات مبحوحة وأوطان مذبوحة وأقفاص تودع فيها حرية الناس حين ينحدر العمر بنا ونغدو في خارطة منشقة لعشرة أجزاء أو أكثر .. لننحدر ، فالانحدار الوشيك ، يعني التملص من كل القيم دون منطقة هذا التملص بما يبيحه ..
جاء الحسين بعملية استشهادية ولولاها لوصلنا للحضيض واختفينا من وجود القيم والرسالة والهوية .. وكذلك السجاد كان شاهد عيان ممتد لإيصال الرسالة لمن لم يدركها أو أنه أدركها فأساء فهم معانيها ولم يعرف كيف يترجمها ، فقد ترجمها فعليا بنقل موقف وتفعيل كلمة ومصادقة حدث ..
ولكننا نحن الذين نشهد مواقف متتالية ومجريات متعاقبة للأسف لقد تركنا المهام المنوطة بنا .. كل المهام التي كنا نتهيأ لإستلامها حقب توالي التاريخ وتعاقبه .. لأن الإتكالية والتبعية علمتنا أن لا ضير في كوننا نصل آخر الركب ..أو حتى كنا من الذين لا يدركون سبل الوصول ..
نفعل ونتخلى عن كل شيء .. ونترك تكاليفنا ملقاة في في فضاء اللاشيء كحلم لا يوقظ أحد .. وما بين حلكة الليل وطيات النهار ننقش على المدى أحلام جديدة وأطياف بملامح غائمة تجترح النسيان أو تمتهنه لتنجو من وخز الضمير ..
وان أردنا الضحك والاستغفال أتينا ببعض الشعارات وغنيناها على عجل في طقوس محمومة لنضحك من أنفسنا أو نستغفل معتقداتنا بها .. وما أبخسه من ثمن ندفعه من رصيد كرامتنا وإنتماءاتنا , فيصبح حظنا كحظ التعساء الذين فاتتهم الصورة وطمستهم معالم الحدث ولم يمكنهم أن يتباهوا حتى ببقاياها لأنها تنبض بخشونة المحاجر ..
جديد الموقع
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية
- 2024-05-05 مثقفون وأعيان يرصدون العطاء الأدبي للبابطين
- 2024-05-05 قصيدة (مطية الغياب)
- 2024-05-05 افراح الغزال و الدخيل في رويال الملكية بالاحساء
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء