2011/12/12 | 0 | 2840
شعائر الله في عزاء الحسين عليه السلام
قد يسأل سأل متعجب كيف ترتبط شعائر الحسين عليه السلام بهذا الكم الهائل من مساحة التعقل بل وكيف صيرتموه في شعائر الله وقلتم بأنها شعائر تعظمها تقوى القلوب ؟
والحقيقة أن شعائر الحسين عليه السلام من درجات التقوى الأسمى والأعلى بين مراتب التقوى ألأخرى, وهي أقرب وأول مصداق للأيه 32 من صورة الحج {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }(2)
أليس رسول الله من الحسين (حسين مني وأنا من حسين) فدين الله من الحسين استمراره بعد أن كان بلاغه من الرسول ألأكرم صلى الله عليه وأله(ألإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء) إحياء شعائر الحسين إحياء لشعائر الله والصبر و المواساة في هذه الشعائر لأل بيت النبوة والحزن معهم ولهم هو حزن في سبيل استمرار الدين ودفع إلى تخليصه من شوائب الاستغلال وسور يحيطه من ضلالات الطغاة وإرجافات عملاء الشهوة والدنية وعباد الدنيا ,فكل طاغية ينوي استغلال الدين سوف يصطدم بالحسين لا محالة وسوف يحارب شعائر الحسين وسوف تهزمه الشعائر الحسينية بكشفها لحقيقته الماكرة وتميط اللثام عن وجه مكره , فتخفت رايته وينتن ريحه ويكدر روحه.
هذه هي الشعائر الحسينية كاشفة فاضحة لمن إنغمس في الرين والدنس والخبث أن لا يسول للناس فعله ويموه الباطل بدعوات الحق ,الحسين سلام الله عليه كان بالمرصاد للباطل وسوف تبقي ذكراه رصدا وعذابا على الطغاة , دونكم التأريخ فسألوا عن قصص الطغاة من أسقطهم ومن فتفت عروشهم ورغم أنوفهم واستنطقوا كتب الرواية لتعرفوا كيف زال ملك بني أمية وبني العباس والشاه وغيرهم الكثير.
أسألوا الشهداء في الزمن الغابر وفي اليوم الحاضر ألم يكون الحسين قدوتكم أما تبعتم الحسين في مقولته (هيهات منا الذلة)؟ أسألوا الممانعين للطغيان المجاهدين في سبيل الحق من أين صارت لهم ملكة المقاومة من أين يستمدون صلابة الصمود من أين عرفوا سر التحدي أليس من عاشوراء الحسين؟
واسأل السلاطين وحكام الجور وطواغيت العصر ما الذي يخيفكم ويربك خططكم ؟ لم تمنعون شعائر الحسين لم تخافون من ذكرى قبل ألف وثلاث مائة سبعين من السنين , لم تخافون من الذكرى القديمة , لم تدافعون عن عظام الطغاة النخرة , لم تهابون من الباكين على الحسين,لم تكرهون صوت ناعية الحسين , لم تصرعون أمام دماء المواسين بدمهم لدم الحسين وبجرحهم لجرح الحسين؟
كيف تتلذذون بسفك دم المستضعفين وتجزعون أمام لوحة ألإدماء وتهولون قطرات سقطت منهم في حب الحسين ؟
أليس ذلك ما يكشف أنكم لا تطيقون الوقوف في وجه شعائر الحسين فظلا عن الوقوف في سبيله؟
أقول لكل من يرجف ضد هذه الشعائر الحسينية من المخالفين أو من داخل النسق المذهبي, كلما تسوق من حجج سوف يتكشف بطلانها وسوف تزيد في هذه الشعائر حماسا وسعة وامتدادا,فقولك أنها توهن في المذهب والدين بإعطائها انطباعا دمويا مقززا ينفر الآخرين من الدين ويجعلهم يشمئزون منه , قول من لم يعرف بأن نهضة الحسين هي أصل الدين وهي نهضة صبغت باللون ألأحمر لتبقى شاخصة في ألأفق إلى اليوم الموعود توقظ السنة من نعاس النوم وترفع من حرارة مشاعر الغضب ضد الباطل فتوهن كيد المبطلين ولا يتأتى ذلك إلا بهذه الصورة المفجعة وبهذه الحرارة الصارخة.
ثم يا من تدعي وصلا بالدين والخوف عليه من التوهين , أليس تمام الدين ونعمته هم أهل بيت النبوة , وسيرتهم وقولهم وتقريرهم؟
أليس إتباعهم هو أصل الدين و مواساتهم شكرا للنعمة التي سوف تسأل عنها يوم الدين {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }التكاثر8؟
فأن غاب عنك ذلك فخذ هذه الجملة من الروايات في تفسير هذه ألآية المباركة:
1- و في تفسير القمي، بإسناده عن جميل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: «لتسألن يومئذ عن النعيم» قال: تسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليها برسوله ثم بأهل بيته.
2- و في الكافي، بإسناده عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فدعا بالغذاء فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما أطيب منه قط و لا ألطف فلما فرغنا من الطعام قال: يا أبا خالد كيف رأيت طعامك؟ أو قال: طعامنا؟ قلت: جعلت فداك ما أكلت طعاما أطيب منه قط و لا أنظف و لكن ذكرت الآية التي في كتاب الله عز و جل «ثم لتسألن يومئذ عن النعيم» فقال أبو جعفر (عليه السلام): إنما يسألكم عما أنتم عليه من الحق.
3- و فيه، بإسناده عن أبي حمزة قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة و طيبا و أتينا بتمر تنظر فيه أوجهنا من صفائه و حسنه فقال رجل: لتسألن عن هذا النعيم الذي تنعمتم به عند ابن رسول الله فقال أبو عبد الله إن الله عز و جل أكرم و أجل أن يطعم طعاما فيسوغكموه ثم نسألكم عنه إنما يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد و آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
4- و إلى كون السؤال عن النعيم سؤالا عن الدين يشير ما في رواية أبي خالد من قوله: «إنما يسألكم عما أنتم عليه من الحق».
5- و إلى كونه سؤالا عن النعيم الذي هو النبي و أهل بيته يشير ما في روايتي جميل و أبي حمزة السابقتين من قوله: «يسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليها برسوله ثم بأهل بيته» أو ما في معناه، و في بعض الروايات: «النعيم هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنعم الله به على أهل العالم فاستنقذهم من الضلالة»، و في بعضها: أن النعيم ولايتنا أهل البيت، و المال واحد و من ولاية أهل البيت افتراض طاعتهم و اتباعهم فيما يسلكونه من طريق العبودية.(3).
الشعائر الحسينية سدا ضد استحلاب الدين وعلقما في أفواه المدعين لن يستسيغوا مذاقها برغم حلاوة ولذة طعمه عند المعظمين المتقين المواسين ,وعلى من يتقزز من هذه الشعائر أن يفتش في ذاته عن الخلل وأن يطم الثغرة التي تتسلل إليه منها المشاعر الشيطانية وإيحاءات الظلال, هناك فأتين في مشوار ألأرض فئة تقاتل في سبيل الله وفئة تقاتل في سبيل الطاغوت ,وفئة الطاغوت عادة ما تعتدي على الكلمات فتجهض المعاني وتلاعب العواطف بتدليس المقال وتأتي بمنكر ألأفعال ’ وسوف تهرج في لحظات الجد وتضحك على الذقون ويأسرون الناس في عيش الواقع المصطنع, فالشعائر الحسينية هي استمرار للنهضة الحسينية وسقي لشجرة الحرية كلما تعاهدناها استطالت وأينعت وأثمرت والعكس بالعكس إلا أن الله سوف يسخر لهذه الحركة المباركة في حالة خذلانها من أناس أناسا غيرهم يقومون بهذا العمل الجليل مصداقا لحفظ الدين المسنون من الخالق جل وعلى,فإن لم نكون أهل المبادرة في إحياء هذه الشعار فسوف يسخر الله لها غيرنا فيفوزوا بشرف البلاغ بالضد ممن ضيعها واستهان بها حيث يصاب بالخذلان والحسرة والندامة, الشعائر حياة لنا وحياة للعدل فينا وحياة للانتماء لخط الصادقين وإطاعة حقيقية لله رب العالمين حيث أنا مسؤلين عن الولاية لأل بيت الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله بنص ألآية الثامنة من سورة التكاثر, بقى أن ننوء بأنفسنا عن مجالس المطبلين ضد الشعائر الشريفة ولا نصيخ لهم سمعا فهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون ينزلون في الخط ألأموي المقالي لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم وسوف يحرقون صورتهم عند الناس ولن ينفعهم تلميع شخصياتهم بعد ذلك,وسوف تشخص أعلام الشعائر خفاقة في بقع كثيرة من أرض الله بل ستسري مراثي الحسين في أصقاع ألأرض بحرارة اشد وبقوة أعظم كلما إنفتل لها نفر من أهل التوهين تصدى لهم نفر من الموالين ليفندوا استنكارهم المغلف بكلمات الرقة والنعومة وتتصدى الروايات عن أهل البيت عليهم السلام لتبين خطهم المرسوم إلاهيا والمدعم من الرسول الأعظم :
يروى عن زينب الكبرى سلام الله عليها في حوارها للإمام زين العابدين سلام الله عليه يوم الحادي عشر بعد واقعة كربلاء رواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله (وينصبون لهذا الطّف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه)(4)
يروى عن ألأمام الصادق سلام الله عليه في ثواب من يحي شعيرة من شعائر ألأمام الحسين عليه السلام (رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط في دمه في سبيل الله)(5)
وفي تفسير ألإمام العسكري عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وأله دعا الله تعالى وقال(ألا ولعن الله قتلة الحسين , ومحبيهم وناصريهم, والساكتين عن لعنهم)(6) .
إذا كان الحديث النبوي يصل إلى لعن الساكتين عن قتل الحسين فلا بد أن يكون الكلام والفعل هو المندوب في شعائر الحسين وذلك لأنها شعائر تضمن استمرار الرسالة النبوية الشريفة بدور حسيني وبوتيرة التفجع وحرارة الغضب واللعن لمن كاد أن يمحو ألإسلام لولا دماء الحسين والإقامة المستمرة لشعائره حيث تكون هي الدليل على تقوى القلوب بتعظيمها حيث تكون من مصاديق ألآية الشريفة سابقة الذكر.
جديد الموقع
- 2025-01-14 أسرة المهناء بالمطيرفي تحتفي بزفاف ابناء الحاج "جواد " تهانينا
- 2025-01-14 " المؤرخ وتدوين تاريخ الأحساء الموسوعي "
- 2025-01-14 أسباب الإخفاق في الإلتزام بقرارات العام الجديد
- 2025-01-14 هل بإمكان الجزر أن ينظم نسبة السكر في الدم؟
- 2025-01-14 محتوى الكلمات ينشط العمليات الدماغية التي تجري في اللاوعي وتشكل انفعالاتنا وقراراتنا وسلوكنا
- 2025-01-13 تنظيم علاقة الإنسان بريه
- 2025-01-12 إل جي تطلق متجرها الرائد في المملكة العربية السعودية بحفل افتتاح كبير
- 2025-01-12 البلادي يشدو بشدة القافلة في أمسية غناء البادية في ختام "معرض الإبل عبر العصور"
- 2025-01-12 7 شعراء يؤثّثون سادس أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي
- 2025-01-12 تحت شعار تمرنا من خير واحتنا سمو أمير الشرقية يرعى انطلاقة النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء المصنّعة