2010/05/21 | 2 | 3966
خطاب الجمعة : أهمية مرحلة الشباب
فإن أيام الشباب هي مرحلة الوصول إلى أعلى القمم, وهي من أجمل مراحل عمر الإنسان.
الشباب قوة الشعوب:
يشكل الشباب في كل مجتمع أساس القوة لذلك المجتمع , بل هو ثروة مهمة لذلك المجتمع إذا أعد أعداداً سليما و وجه توجيها صحيحا نحو تقدم البلدان والمجتمعات .ولهذا تجد الكثير من المجتمعات المتقدمة والمتطورة تحرص على الإهتمام بشبابها لما لهم من دور مهم ومؤثر في النهضة والتقدم ,ولهذا تسعى على أن توفر ما يحتاجه الشباب من أجل أن تنمي مافيه من طاقات وقدرات حتى يكون فاعلا في مجتمعه.
الشباب فرصة:
فرصة الشباب من أثمن الفرص من عمر الإنسان , ولهذا على الشاب أن يستغل ويستثمر هذه الفرصة,فإن هذه المرحلة بإمكانها أن تكون هي أساس سعادة الشباب في المستقبل ,وهذه المرحلة لا تتكرر ,وهذه الفرصة لا تعود ,يقول أمير المؤمن (عليه السلام)((الفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير)) وقال النبي (صلى الله عليه واله) في اغتنام مرحلة الشباب في وصيته لابي ذر(يا أبا ذر أغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك ,وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك , وفراغك قبل شغلك))
تنمية قوة الشباب:
ليس مقصودنا من القوة هنا هي قوة البدن وتنمية العضلات لأن الشباب لا يقصروا في ذلك ,وهذا أيضا مطلوب بل هناك نصوص تؤيد ذلك منها(المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف) أي قوي في جميع اموره الروحية والفكرية والأخلاقية وكذلك البدنية, وورد أيضاً(علموا أبنائكم الرماية والسباحة وركوب الخيل,لكن مقصودنا من القوة هنا هي القوة الإيمانية وقوة العلم والقوة الأخلاقية......بحيث يترقي الشاب روحيا ومعنويا ,وهناك محطات تعتبر من عوامل ترقي الإنسان فكريا وعلميا وخصوصا الشاب ومنها:
البيت:
يعتبر البيت هو المحطة الأولى التي من المفترض أن تكون هي العامل الأساسي في تنمية القوى العلمية والأخلاقية ,فإن توجيه الآباء لأبنائهم الشباب وترشيدهم نحو الفضيلة و العلم وغرس في نفوسهم مفاهيم الدين والعقيدة له دور مهم جدا في بناء سلوك الشباب بناءً قوياً ,وقد أشار الإمام الصادق (عليه السلام) إلى أهمية المبادرة نحو الشباب قبل أن تؤثر فيهم التوجهات المنحرفة والأفكار الضالة ,كما في الحديث المروي عنه(بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة) والمرجئة جماعة ضالة في ذلك الوقت,و في السابق كانت المرجئة ولأن في زماننا الحاضر هناك تيارات وتوجهات منحرفة عن الفكر الإسلامي الأصيل , فنحتاج أن نضاعف الجهد في توجيه أبناءنا الشباب وخصوصا مع هذا الإنفتاح على العالم بتوجهاته المختلفة .
المسجد:
يعتبر المسجد محطة مهمة في نمو الجانب الإيماني والأخلاقي ,فعندما يعيش الشاب لحظات إيمانية وروحية مع اخوانه المؤمنين ,فإن ذلك ينعكس على سلوكه وعلى روحيته ,للأسف الشديد أن بعض الشباب حرم نفسه من هذه الأجواء الإيمانية بعدم الحضور في هذه الأماكن المباركة ,فإن الجلوس في بيت من بيوت الله يشعر الإنسان المؤمن أنه في ضيافة المولى تبارك وتعالى ,فينبغي على الشاب أن يكون حاضرا في مجالس الذكر ومجالس العلم ومجالس أبي عبد الله الحسين(عليه السلام).
المدرسة والجامعة:
كما يكون هناك اهتمام من قبل الشباب بالجانب الإيماني الأخلاقي كذلك من المفترض أن يكون هناك اهتمام بالجانب العلمي والتحصيلي , بأن يسعى جاهدا أن يحصل على أعلى المستويات العلمية والثقافية بأن يواصل تحصيله الدراسي من أجل أن يحوز على أعلى الشهادات ولا يكتفي بمرحلة بسيطة ,بل ينبغي على الشاب أن يكون عنده طموح نحو مستقبل تعليمي أفضل ,وأن يجعل في قرارة نفسه أن الذين وصلوا ليس هو بأقل منهم بل عنده ما عندهم من إدراك وفهم وعقل ولكن يحتاج إلى عزيمة وقوة إرادة ,ومرحلة الشباب هي المرحلة المناسبة لتلقي العلم,كما قال الإمام الصادق (عليه السلام)((إنما قلب الحدث (الشاب) كالأرض الخالية ما ألقي فيها شيء إلا قبلته).والإمام الصادق (عليه السلام) يحث الشباب على طلب العلم,كما قال (عليه السلام) ((لست أ حب أن أرى الشاب منكم إلا غادياً في حالين:عالماً أو متعلماً,فإن لم يفعل فرّط ,فإن فرّط ضيع,فإن ضيع أثم,وإن أثم سكن النار والذي بعث محمدا ًبالحق))
موقف الإسلام من الشباب:
نجد أن الإسلام أهتم بالشباب اهتماماً كبيراً لأنه يرى الشباب هم القوة للأمة , لما عندهم من طاقات وحماس , وعندهم الطموح والهمة العالية , ولهذا نجد التوصيات الصادرة من النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وعن أهل بيته (عليهم السلام)التي تؤكد على العناية بالشباب وعلى الاهتمام بهم كما قال (صلى الله عليه واله وسلم)(أوصيكم بالشباب فإنهم أسرع إلى الخير),وقال الإمام الصادق (عليه السلام)في حديث طويل يوصي أحد أصحابه محل الشاهد منه(عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير).هذا على مستوى الأقوال وأما على مستوى السيرة العملية للنبي(صلى الله عليه واله) وتعامله مع جيل الشباب فنذكر بعض النماذج ,مصعب بن عمير كان مصعب يعيش في كنف والده وكان مدللا يلبس أفضل الثياب ويأكل مختلف الطعام فكان في رفاهية من العيش ولكن بعد أن جهر النبي(صلى الله عليه واله) بدعوته ترك كل ذلك العز والتحق بالنبي(صلى الله عليه واله) فحرمه أبوه من ذلك النعيم ولكن ذلك لم يثنيه عن دينه وإيمانه ,أرسله النبي الكريم إلى المدينة المنورة مبلغا وكانت عنده همة الشباب فأخذ يدعو الناس وخصوصا الشباب إلى عبادة الله فأخذا أهل المدينة يدخلون الإسلام على يد هذا الشاب ,فدخل أهل المدينة الإسلام من دون حرب وسلاح,وهذا ببركة هذا الشاب المؤمن.
والنمودج الأخر أسامة بن زيد الذي نصبه النبي(صلى الله عليه واله) قائداً على الجيش من أجل صد جيش الروم وكان له من العمر ثمانية عشر عاما, وكان هناك من الصحابة الشيوخ ولكن النبي (صلى الله علبه واله)جعل الشاب لما يحمله من همه وطموح.وأما النموذج الذي هو أفضل من هذا وذاك هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي أفنى شبابه بل كل حياته في سبيل الله ولم يخشى في الله احد ,فسلام الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين,وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.
جديد الموقع
- 2024-12-24 الشاعر علي النحوي يشعل الجمهور بقصائده الفنّية الإنسانيّة
- 2024-12-24 جمعية الأدب بالأحساء تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
تعليقات
عاشق القرية
2010-05-21أحسنتم شيخنا الفاضل على الموضوع الرائع والمهم طرحت عدة نقاط مهمه عن الشباب ولكن السؤال : ماذا قدمتم من برامج للبلد غير البرامج الصيفيه التي في الواقع تحتضر من حضور الشباب؟ أتمنى من رواد مجتمعنا وقادته امثال شخصكم الفاضل ان يضعوا برنامج طوال السنه للشباب كل على حسب اختصاصه . نسالكم الدعاء
sd
2010-05-22لا فظ فوك يا شيخنا على تسليط إلى مكامن القوة عند الشباب فكان لزاما لذلك عليكم أن تعدوا برامج طيلة السنة لهم إنزل إلى الإستراحات الشباب تواضع وإنزل الشارع وانظر بنظر الغيور على مجتمعة وأحترم العقول مهما صغرت ضع يدك مع مؤسسات البلد إدخل في أوساطهم أعرف همومهم حاول أن تكون الأب الحاني على المجتمع لا تكن تبع لأحد وإنما أجعل من نفسك محرك لماذا إذا جاء شيخ يحي يترك بصمة ثم يذهب وأنت قاصر دورك فقط في المسجد والوعظ والإرشاد فيه إفتح لك ليلة مفتوحة تجلس فيها مع الشباب حاول التغير يا شيخ