مقالات صحفية
2025/01/23 | 0 | 43
حول تجربة التحديث في المملكة
حين استرجع الآن بعد مرور سنين عديدة كتابات الذين انشغلوا من المفكرين والأدباء العرب بالتفكير في الحداثة الاجتماعية والأدبية وسبل الوصول إليها والصراع الذي صاحب هذا التفكير، ناهيك عن الكتابات التي انشغل أصحابها بأفكار ما بعد الحداثة، إذ تبنى أغلبهم منظورا يدافعون فيه بحماس منقطع النظير عن أفكار وأطروحات ونظريات لا تمت إلى الاجتماع العربي بصلة، لأنها بكل بساطة أفكار ونظريات تشكل خلاصة تجارب غربية تراكمات سنين طويلة حتى وصلت بالشكل الذي وصلت إليه تحت مسمى ما بعد الحداثة.
حين استرجع كل هذ الخطابات وموقعها في حسابات التنوير لا نجد ذلك الأثر الكبير في الاجتماع العربي الذي يمكن أن يشار إليه بالبنان، والسؤال الذي أود طرحه بمناسبة استرجاع هذا الكلام حول الأفكار الكبرى عن الحداثة وما بعدها، هو كيف يمكن تناول التجربة السعودية في تحديث الدولة والمجتمع والثقافة؟
دعوني أولا أُبعد عن الأذهان ما يوحي بالتلازم أو الترابط بين تلك الأفكار ومسألة التحديث في التجربة السعودية لأن إحالة الأول على الثاني أو الثاني على الأول واردة لا سيّما وأن النماذج المعيارية لقيم الحداثة والتنوير التي اشترطتها تلك الخطابات من قبيل إرساء دولة قوية بمؤسساتها هي متحققة بطريقة أو بأخرى في التجربة السعودية الحديثة.
لكن واقع الحال يختلف بين الحالتين، حتى وإن أفضت هذه الإحالة إلى نوع من الالتباس كون الغاية والهدف في كلتا الحالتين هو تحقيق دولة قوية يتم فيها تحديث المجتمع في جميع جوانبه تحت ظل مؤسسات حديثة تواكب تحولات العصر والحضارة المعاصرة، وهذا ما تحققه التجربة السعودية في اللحظة الراهنة باقتدار.
التجربة السعودية دولة ومجتمعا لم تتنزل من واقع الأفكار الكبرى للحداثة وما بعدها، ولم يجر عليها ما جرى من صراعات بسبب هذه العقيدة من الأفكار أو تلك بحيث تنزل منزلة القداسة في توجهات هذه الدولة أو تلك، بل طبيعة المسار الذي اختطته التجربة السعودية حتى ما قبل التحولات في رؤية 2030 هو أشبه بطبيعة الحياة التي تناسب تضاريس الجزيرة العربية وموروث الدولة السعودية الضارب في عمق التاريخ، وهذا الأمر يضفي على مسيرة التحديث الفرادة والتميز إذا ما وضعنا كل تلك الاجتهادات في التحديث منذ عصر النهضة للآن نصب أعيننا.
عموما لا أريد هنا الدخول في مقارنات تاريخية، ولا البحث عن مرتكزات تاريخية وفكرية في تأصيل قيم الحداثة والتحديث في التجربة السعودية. لكن ما أريد التنبيه عليه في حال إذا ما أردنا قراءة تجربة التحديث في مجتمعنا السعودي لا يمكن إغفال أن التنظير للتحديث في التجربة السعودية لم يسبق التحديث فعلا وواقعا، وما أقصده هنا هو أن الإيديولوجيات الكبرى في التحديث في تاريخ الدول العربية أسقطت تنظيراتها في التحديث على واقع مجتمعاتها فأسهم ذلك في فشلها، بينما التجربة السعودية في تحديثها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والمؤسساتي كانت ركيزته الأساسية هو العمل بواقعية والنظر إلى الإمكانات والطاقات يمكن استثمارها والاستفادة منها ومن تجارب الآخرين في التحديث والنهوض.
في حفل جوائز صناع الترفيه «joy Awards» المقام مؤخرا في العاصمة الرياض تحت رعاية المستشار تركي آل الشيخ يشعر المواطن السعودي أن العالمية أصبحت ماركة سعودية مسجلة بامتياز، ليس بالمعنى الإشهاري أو الإعلامي فقط، وإنما بالمساهمة الفعلية المؤثرة في صناعة الأحداث العالمية الكبرى في العالم وهذا ما يدعونا أن نقول أننا وضعنا قدما في العالمية ولم يتطلب منا ذلك تبني الأفكار الكبرى التي جاءت بها الحداثة وما بعدها بحذافيرها، لقد وضعنا قدما في العالمية، هذا ما يعكسه، وهذا مانراه على صعيد الفن والدراما والموسيقى والرياضة، وهذا ما نراه أيضا في السياسة والاقتصاد وأيضا الثقافة وما يتفرع منها من أدب وإبداع ونقد، وإن كانت الثقافة في ظل المسار المقترح لها للوصول للعالمية ينبغي التوقف عندها وتأمل حراكها، وهذا ما نأمل أن يكون في مقالات قادمة.
دعوني أولا أُبعد عن الأذهان ما يوحي بالتلازم أو الترابط بين تلك الأفكار ومسألة التحديث في التجربة السعودية لأن إحالة الأول على الثاني أو الثاني على الأول واردة لا سيّما وأن النماذج المعيارية لقيم الحداثة والتنوير التي اشترطتها تلك الخطابات من قبيل إرساء دولة قوية بمؤسساتها هي متحققة بطريقة أو بأخرى في التجربة السعودية الحديثة.
لكن واقع الحال يختلف بين الحالتين، حتى وإن أفضت هذه الإحالة إلى نوع من الالتباس كون الغاية والهدف في كلتا الحالتين هو تحقيق دولة قوية يتم فيها تحديث المجتمع في جميع جوانبه تحت ظل مؤسسات حديثة تواكب تحولات العصر والحضارة المعاصرة، وهذا ما تحققه التجربة السعودية في اللحظة الراهنة باقتدار.
التجربة السعودية دولة ومجتمعا لم تتنزل من واقع الأفكار الكبرى للحداثة وما بعدها، ولم يجر عليها ما جرى من صراعات بسبب هذه العقيدة من الأفكار أو تلك بحيث تنزل منزلة القداسة في توجهات هذه الدولة أو تلك، بل طبيعة المسار الذي اختطته التجربة السعودية حتى ما قبل التحولات في رؤية 2030 هو أشبه بطبيعة الحياة التي تناسب تضاريس الجزيرة العربية وموروث الدولة السعودية الضارب في عمق التاريخ، وهذا الأمر يضفي على مسيرة التحديث الفرادة والتميز إذا ما وضعنا كل تلك الاجتهادات في التحديث منذ عصر النهضة للآن نصب أعيننا.
عموما لا أريد هنا الدخول في مقارنات تاريخية، ولا البحث عن مرتكزات تاريخية وفكرية في تأصيل قيم الحداثة والتحديث في التجربة السعودية. لكن ما أريد التنبيه عليه في حال إذا ما أردنا قراءة تجربة التحديث في مجتمعنا السعودي لا يمكن إغفال أن التنظير للتحديث في التجربة السعودية لم يسبق التحديث فعلا وواقعا، وما أقصده هنا هو أن الإيديولوجيات الكبرى في التحديث في تاريخ الدول العربية أسقطت تنظيراتها في التحديث على واقع مجتمعاتها فأسهم ذلك في فشلها، بينما التجربة السعودية في تحديثها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والمؤسساتي كانت ركيزته الأساسية هو العمل بواقعية والنظر إلى الإمكانات والطاقات يمكن استثمارها والاستفادة منها ومن تجارب الآخرين في التحديث والنهوض.
في حفل جوائز صناع الترفيه «joy Awards» المقام مؤخرا في العاصمة الرياض تحت رعاية المستشار تركي آل الشيخ يشعر المواطن السعودي أن العالمية أصبحت ماركة سعودية مسجلة بامتياز، ليس بالمعنى الإشهاري أو الإعلامي فقط، وإنما بالمساهمة الفعلية المؤثرة في صناعة الأحداث العالمية الكبرى في العالم وهذا ما يدعونا أن نقول أننا وضعنا قدما في العالمية ولم يتطلب منا ذلك تبني الأفكار الكبرى التي جاءت بها الحداثة وما بعدها بحذافيرها، لقد وضعنا قدما في العالمية، هذا ما يعكسه، وهذا مانراه على صعيد الفن والدراما والموسيقى والرياضة، وهذا ما نراه أيضا في السياسة والاقتصاد وأيضا الثقافة وما يتفرع منها من أدب وإبداع ونقد، وإن كانت الثقافة في ظل المسار المقترح لها للوصول للعالمية ينبغي التوقف عندها وتأمل حراكها، وهذا ما نأمل أن يكون في مقالات قادمة.
جديد الموقع
- 2025-01-23 الاحتيال.. أنواعه وآثاره.
- 2025-01-23 حول تجربة التحديث في المملكة
- 2025-01-23 م ق ج عن القراءة
- 2025-01-23 القارئ الماهر وأمين المكتبة
- 2025-01-23 ظاهرة "اليد الساخنة" و "مغالطة المقامر": لماذا تجد أدمغتنا صعوبة في الاعتقاد بالعشوائية
- 2025-01-23 تشخيص الأمراض العصبية التنكسية مبكرًا من الصوت والكلام
- 2025-01-23 ما كنت غالٍ .. وزينبي (*)
- 2025-01-23 ألسن بلا فلاتر
- 2025-01-23 جزيرتنا خضراء لقاء المبدعين
- 2025-01-22 معهد البصائر يُقيم دورة تدريبية حول مخاطر غسيل الأموال