2020/03/05 | 0 | 1931
تعلمت من مهنتي.......التوازن
تعلمت من مهنتي كمدير لادارة المحافظ درسا بسيطا ومهما في نفس الوقت . الدرس يقول ان نجاج إدارة المحفظة يعتمد على التنويع وتركيب مكونات المحفظة في ضوء علاقتها مع بعضها البعض مع مراعاة الانظباط في ظل تفكير منطقي يهدف الى تحقيق الهدف الاستتراتيجي للمحفظة .
نفس الدرس او لنقل نفس المفهوم يمكن الاستفادة منه في ادارةحياة الانسان , فالانسان مع قليل من التامل لديه احتياجات متنوعه ولديه محفظة من الإمكانات , فكيف يستطيع الانسان مزج هذه الإمكانات لتحيقق الاهداف الاستتراتجيه . والسؤل ماهي المكونات التي على الانسان ادارتها ؟ قد تكون هناك إجابات شتى ومتنوعه على هذا السؤل المحوري , ولكن اود ان اظبط هذه المكونات في ثلاث مكونات اساسيه . قد اج من يختلف معي في تحديها وهذا امر طبيعي , ولكن علينا على الأقل ان نتفق بان الانسان كنظام هو في الحقيقه مجموعه من الانظمه – هكذا ينظر الأطباء الى جسم الانسان _ اذااتفقنا على هذا النقطه والتي تعتبر نقطة ارتكازيه لا يهم الاختلاف في التفصيلات المبنية على نقطة الارتكاز .
واعود الى السؤل ما هي المكونات؟ ان الانسان عبارة عن ثلاث مكونات او ان شئت ثلاث أنظمة اساسيه . النظام الأول الجسد , والثاني النفس اما الثالث الروح . وعلى الانسان ان يستثمر في هذه الأنظمة لكي يضمن تحقيق هدفه الاستتراتيجي , وهنا يثار نقاش كبير , ما هو الهدف الاستتراتيجي للإنسان , لدي رؤية واضحة عن ما يجب ان يكون عليه ذلك الهدف الاستتراتيجي ولكن سارجاه الى مناسبة أخرى , ولكن أيا كان الهدف يجب الاستثمار في هذه الانظمه والا واجهتنا عقبات تحول دون تحقق الأهداف الاستتراتيجيه , قد يختلف طريقة المزج بين هذه الأنظمة وفقا للهدف وكن يظل الاستثمار فيها امرا أساسيا
الاستثمار في الجسد امر هام ويستلزم الاعتناء بالصحة وما يتتطلب ذلك من غذاء وصيانة لهذا الجسد ستؤدي الى إحساس بمتعة الحياة ومن نصائح المستثمر الناجح Warren Buffett Says “You'll Be a Wreck if You Don't Take Care of Your Mind and Body”.ان الاهتمام بالنظام الجسدي يساعد الى تحقيق مكاسب أيضا في الحياة الأخرى لذا جاءت كل الشرائع السماويه تحرم قتل النفس الا بالحق وتوعدت بالنار على من يزهق نفسا بغير حق بل حرمت الإجهاض وفي القران الكريم تهديد واضح لمن يقتل أولاده خشية الفقر ومن يقتل بناته خشية العار وامر الرسول الأعظم صلى عليه واله بالتداوي وامر القران بالاكل والشرب دون اسراف وذكر اصنافا من الطعام , وهناك حث على الاقبال على الدنيا وعمارة الأرض لتكون طريقا الى الاخره وركزت الاحاديث بان المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف , واليد العليا خيرا من اليد السفلى . ان اختلال صحة الجسد قد تؤدي الى امراض نفسية مثل الكابة والانطواء وربما تؤدي الى امراض روحيه مثل الياس .
ويتفق الكثير على ضروة الاستثمار في نظام الجسد لانهم يرون نتائجه ظاهرة ولا يحتاجون الى كثير عناء لمعرفة مدى أهمية الاستثمار في هذا النظام الى درجة نسيانهم الأنظمة الأخرى الذي ينبغي الاستثمار فيها أيضا وهذا ما ينقلنا الى النظام الثاني وهو النفس . النظام النفسي ليس واضح المعالم مثل النظام الجسدي وبالتالي فان الحافز الى الاهتمام بالنظام النفسي يحتاج تفهم اعمق بضرورة صيانة هذا النظام وتطويره وقد لاتظهر نتائج الاهتمام بالنظام النفسي بشكل واضح او قد تحتاج الى فتره أطول نسبيا الا ان يمكن تلمسها في حياة الانسان .الاشخاص الذين يعانون من ازدواج الشخصيةاو الكابة او الجنون فهي نتائج مرضية كنتيجة لاغفال الصحة النفسية والاستثمار فيها وصيانتها .ولا ينحصر اهمال الاهتمام بالنظام النفسي على النفسي بل تمتد لتوثر على النظام الجسدي والروحي , وهناك اعتناء بالغ بالنظام النفسي في التراث الديني فالاسلام يحث على عدم إهانة الأطفال او ضربهم بشكل مبرح وتشجيع منادتهم باسمائهم المفضله وتحرص على ضرورة العدالة في معاملتهم بل ان ديننا يهتم بالجانب النفسي قبل تكوين النطفة من خلال التشريع بكراهية الزواج ممن يتصفون بالجنون او تزويج شارب الخمر وباختصار هناك الكثير من التشريعات التي تهتم بالصحة النفسية وصيانتها .
النظام الثالث وهو ارقى الأنظمة "النظام الروحي" وهو اكثر الأنظمة تاثيرا على الانسان في حياته الأولى وفي حياته الاخرويه. كما ان تاثير النظام الروحي يمتتد عبر الزمن ليشمل جميع مراحل حياته كما ان يؤثر على نظام الجسدي والنفسي , وعلى الرغم من الإقرار بهذا المفهوم الشامل الا ان من الصعب الالمام بتفصيل هذا النظام وكيف يعمل ومدى ارتباطه بالانظمه الأخرى , ويحتاج مثل هذا الفهم الى الاتكاء على مرجعية وخليفية دينيه تساعد على امداد البصيرة بالنورالمطلوب للرؤية لمسافات بعيدة تتعدى الحياة الأولى للإنسان وتكون متشعبه بحيث تشمل الانسان وانظمته .
ان الاستثمار في هذا النظام يحتاج الى حافز قوي لا يتوفرالا بتوفر فهم عميق لمدى قوة تاثير هذا النظام على حياة الانسان بشقيها الأولى والاخرة , ويرجع ذلك ان نتائج الاستثمار في النظام الروحي لا تظهر بسرعة مثل الاستثمار الجسدي, فعلى سبيل المثال الاخلال بنظام التغذية قد يتضح نتائجه بعد أيام قلائل يتمثل في اعتلال الصحه ممت يشكل حافزا للإنسان ان يهتم بهذا النظام ..الا ان عدم الاهتمام بالنظام الروحي , مثلا لا تظهر نتائجه بسرعه وربما تظهر ولكن لا يلاحظ اثرها , فقد يبتلي الشخص بالحسد وهو احد الامراض الروحية او بالغرور والتكبر و لايدرك بانه مصاب بمثل هذا المرضى وبالتالي لا يبادر بالعلاج فيستفحل معه المرض .
هذا ما قصده القران حيث وصف مثل هذا النوع بان أدوات الاتصال لدى الانسان المصاب بلامراض الروحيه لا تعمل " السمع, البصر , القلب بقوله عنهم بان لهم اذان ولكن لا يسمعون بها ولهم ابصار ولكن لا يرون .... ولهم قلوب ولكن لا يفقهون بها .. فهم كالانعام بل هم اضل سبيلا ووصفهم في ايات أخرى بانهم اشد قسوة من الحجارة , في حين وصف من استثمروا في انظمتهم الروحية .. بان لديهم على رؤية واضحة يرون من خلالها النعيم والجحيم ورؤية الجنة يقول الحق في سورة التكاثر كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ
اذا كانت سياسية توزيع الأصول يفسر اكثر من 75% من اختلاف العائد بين مدراء الأصول فان اختلاف توزيع اهتمام الانسان بجسده ونفسه وروحه يفسر اختلافهم في السعادة يقول الحق في سورة الاسراء قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا
جديد الموقع
- 2024-05-06 ابن المقرب في بيت الشعر بالقيروان
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية
- 2024-05-05 مثقفون وأعيان يرصدون العطاء الأدبي للبابطين
- 2024-05-05 قصيدة (مطية الغياب)
- 2024-05-05 افراح الغزال و الدخيل في رويال الملكية بالاحساء
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن