
2025/10/17 | 0 | 69
الزواج والاهتمامات القرائية المتقاربة
للجميع فعلًا حرية أن يختار ما يقرأ حسبما يحب أو يهوى، ولا يمكن لأحد أن يجبر آخر على توجه قرائي معين؛ ذلك أن القراءة فعل شخصي يتعلق بالقارئ وحده. لكن يقال، بناء على بعض الدراسات، إنه على صعيد مؤسسة الزواج كلما تشابهت أو تقاربت الاهتمامات القرائية للزوجين، وكلما قرأا معًا، كان أحرى بعلاقتهما أن تستمر أو أن تكون أكثر استقرارًا على الأقل.
ذلك أن تشابه الاهتمامات هذا قد يعني درجة من التوافق الفكري بينهما، وحتى إن لم يكن هذا التوافق موجودًا حين الزواج، لكن وجوده لاحقًا يمكن أن يخلق هذا التوافق أو على الأقل جزءًا منه مع مرور الوقت. ومما قد يعزز التوافق مشاركتهما معًا في أنشطة متشابهة، كزيارة معارض الكتب، أو ارتياد المكتبات العامة أو معارض بيع الكتب. كما أن من أهم ما يعزز العلاقة بين الزوجين ما يسمى (القراءة الجماعية) للكتب، حين يقرأان نفس الكتاب في نفس الوقت ويتناقشان حوله، أو يشاهدان نفس الأفلام التي قرآها بصيغتها الروائية. ويعد حضور ندوات ومحاضرات ثقافية معًا من الأمور التي تعزز العلاقة بينهما، حين تضفي هذه الأنشطة المشتركة على العلاقة حيوية، تساهم من ثم في تقليل الروتين والملل اللذين قد يصبغان علاقتهما.
ولا نقصد هنا من تشابه الاهتمامات القرائية ضرورة تطابق وجهات النظر؛ لأن ذلك من شبه المحال، بل إن مجرد اشتراكهما في حب الكتب والقراءة هو عامل بحد ذاته لاحتمال استدامة الزواج وقلة المشكلات الزوجية. وربما ساهمت قراءة الزوجين لنفس الكتب في فهم كل منهما ميول واتجاهات وأمزجة الطرف الآخر.
كما أن تأثير القراءة نفسها عمومًا في تخفيف التوتر في حياة كل منهما (وهو ما أكدته عدة دراسات وأشرنا إليه في مقالات أخرى) يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر بينهما. ويمكن للقراءة أن تبني لغة مشتركة بينهما لا تستثني حتى نكاتهما المنبثقة من تقارب الاهتمامات.
ولا ينبغي بالطبع أن يحصل انغماس مفرط لدى الزوجين في القراءة على حساب الوقت العائلي، ما قد يؤدي إلى مشكلات من نوع آخر، أو أن يكون على حساب تربية الأبناء، بل المطلوب تحقيق توازن بين الجانبين، واستثمار القراءة لتعزيز العلاقات بين أفراد الأسرة، وحتى استثمار القراءة الجماعية لتعزيز ذلك.
ختامًا فلا أحد يقول إن وجود الاهتمامات القرائية المتشابهة لدى الزوجين يحتم وجود توافق بينهما؛ لأن هناك عوامل ومتغيرات عديدة تؤثر في استدامة العلاقات الزوجية، ولا تمثل القراءة إلا أحدها في حال استثمارها بالشكل والطريقة المناسبتين.
*إن تزوجتِ رجلًا يقرأ فبإمكانك دائمًا أن تصالحيه بكتاب أو حتى سطر من كتاب.. فقط اختاري الأحسن. جهان سمرقند
وقيل أيضًا: تزوجي رجلًا يملك الكثير من الكتب ليصبح هو وكتبه لك.
جديد الموقع
- 2025-10-18 حسن بن رمزي القطان عريسا بالأحساء
- 2025-10-18 أفراح الاستاد والخير الله بالهفوف
- 2025-10-18 الدكتور سمير زمزمي استشاري القلب : الوقاية من أمراض القلب تبدأ بخطوات بسيطة. والفحص المبكر ينقذ الحياة
- 2025-10-18 أسرة بوخمسين وخمسٌ وثلاثون ربيعاً من التميّز
- 2025-10-17 "دار الرحمة" تزور مدير بلدية الجفر لتعزيز الخدمات المقدمة
- 2025-10-17 مركز حمدان بن محمد لإحياء الترات في الإمارات تشكر الزميل الاعلامي السعودي زهير بن جمعه الغزال
- 2025-10-17 سلمْ على النبي محمد
- 2025-10-17 رحم الله "أبو محمد العبادي"
- 2025-10-17 (أشِعْرٌ وهو يخلو مِنْ مشاعر..؟!)
- 2025-10-17 دور المشاهير في الإقبال على القراءة