2024/11/23 | 0 | 408
الأدلجة السلوكية
حدثني جاري عن جده لأمه وخاله: قد فُجعنا قبل سنواتٍ برحيل (جدي) ذو الثلاث عقودٍ من عمره العامر بالعبادة، والتراحم، والتكافل بين أسرته وجيرانه ومحلته؛ رغم أنه لا يقرأ أو يكتب، ودخله حفنة قليلة من نقود "الطويلة"؛ ولكنه حمل كلام ربه على رأسه، وأخذت جوارحه تسبح الآيات في آناء الليل وأطراف النهار بالخطوات والصلوات بصدق القول والعمل..
شاهدنا في الأمر حسب قوله، ووعي نوله: كم هو مقدار أعمارنا؛ فهل سنكون نحن في صحة تامة؛ أم يعيش جسدنا وعقولنا مشلولة؛ وأطرافنا معلولة بعقاقير الوهن الشاذ؛ والتبعية المفرطة بالعدوانية والشحناء خلف طيات اللسان، وأعواد دُعاة البيان؟!
حتى أنه أوصل عمره لجاري، وراهن على جواري بغبار نعله المعتقة بهذه الوقفات الاستفهامية:
ــ يثير تعجبي من يدعي المرض وخشية العدوى بالسلام على أهل محلته بالتجاهل، ويطبع قُبلاته بانكسارٍ وضعفٍ على رؤوس البؤوس والشلل في تدبر آيات الفرقان بقوله: (وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)!
ــ يثير تعجبي من يحمل على رأسه وكتفه بياض الشيب، ونكران العيب، وهو يصول ويجول بالبغضاء في جُل نبضات قلبه، ولا علم لعناقيد الفهم والاستدراك لهؤلاء كيف هم ينظرون لأمراضهم؛ وسلالتهم؛ وعيالهم؛ وأحفادهم؛ وأعمارهم؛ ومتى يخجلون من عُليتهم؛ فما بالك لأنفسهم بالنظر للمرآة؟
أحقاً نحن ممن نجتث الكلام؛ ونسمع المرام؛ على إطناب الحروف بالتكرار في الآيات لسورة لقمان (الحكيم) في قوله سبحانه وجل شانه: ( يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ (18) وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ (19) أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ يَدۡعُوهُمۡ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ (21) ۞وَمَن يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰۗ وَإِلَى ٱللَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ (22).
ـ أحقاً نحن الآن ممن يتدبر؛ أم ما زلنا نقرأ القرآن الكريم وهو يلعننا؛ ساعة جهرنا وسرنا بإدخال هذا الجنة والنار؛ على آفاق الحديث القدسي الواضح والراجح: (الدين المعاملة)؟!
جديد الموقع
- 2025-01-14 أسرة المهناء بالمطيرفي تحتفي بزفاف ابناء الحاج "جواد " تهانينا
- 2025-01-14 " المؤرخ وتدوين تاريخ الأحساء الموسوعي "
- 2025-01-14 أسباب الإخفاق في الإلتزام بقرارات العام الجديد
- 2025-01-14 هل بإمكان الجزر أن ينظم نسبة السكر في الدم؟
- 2025-01-14 محتوى الكلمات ينشط العمليات الدماغية التي تجري في اللاوعي وتشكل انفعالاتنا وقراراتنا وسلوكنا
- 2025-01-13 تنظيم علاقة الإنسان بريه
- 2025-01-12 إل جي تطلق متجرها الرائد في المملكة العربية السعودية بحفل افتتاح كبير
- 2025-01-12 البلادي يشدو بشدة القافلة في أمسية غناء البادية في ختام "معرض الإبل عبر العصور"
- 2025-01-12 7 شعراء يؤثّثون سادس أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي
- 2025-01-12 تحت شعار تمرنا من خير واحتنا سمو أمير الشرقية يرعى انطلاقة النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء المصنّعة