2021/04/01 | 0 | 4440
من شعراء هجر المبدعين مكي بن عبدالله الشومري .. جولة في مجموعته الشعرية القادمة
إنه شوط الولاء الهَجَريّ الذي بدأ لكي لا ينتهي ، و فرسانه الذين مازالوا يركضون وقلوبهم خفّاقة كراياتهم ، قلوبهم بلهيب الوجد .. وراياتهم ببياض وجه فاطمة ــ عليها السلام ـــ وهي تنتظرهم هناك في ساحة المحشر ، تتفحّص و جوهَهم ، و تُحصي حُرَق أكبادهم ، و تمسح على مجاري الدمع فوق وجناتهم بابتسامةٍ لا تشبه إلا وجه أبيها محمد ـــــ صلى الله عليه وآله ــــــــ وهو يستقبل عليّا ــــــــ عليه السلام ـــــــ بعدما جدّل عمرو بن ودّ .
يا لهذا الجرح الذي لا يقبل الموت ولا يسترخي إلا على مراسي الشجى هكذا يصفه الأستاذ مكي وهو يخاطب أمير المؤمنين عليه السلام :
جـيـتكْ وِالـجِـرِحْ مـا يـقبَل يْـموتْ
الأحساء بقضّها و قضيضها دمعةٌ حمراء في جفن زينب ـ عليها السلام ـ و قفَتْ معها على جسد الحسين ـ عليه السلام ـ و سمعَتْ صوت تكسّر أضلاعه تحت حوافر خيل ابن مرجانة ، و ركبَت معها و قطَعت الفيافي على ظهر ناقة عجفاء ، و دخلَت معها خربة الشام و مجلسَ الطاغية ، و سمعتها و صوتها يقصف كالرعد حتى ارتعدت فرائصُ عدو الله ! .
و نخيل ( هَجَر ) أيضا ما برِحت تضبط خطواتها ـــــــــ في طريق المشّـاية ـــــــــ على دقات قلب زينب ـ عليها السلام ـ حتى وصلَت شط الفرات ، فماذا قال الفرات يا مكي ؟
الـفـرات انـفـتح صــدره لـلنخيل
وماذا تقول أنت أيها الشاعر المسكون بالأسى :
ودّيَ افْــرش خــدِّيْ وَاتْـشـرف أصـيـر
وماذا أيضا :
حـطّي خـدّك يـا سـوالف للمشاة
بكل تأكيد ( السوالف ) ( الهَجَريّـة ) كلها من النخل إلى النخل كلها تسير على خطى وجدك ، وآهٍ من وجدك يا مكي ! ، وهل وصلَت الأحساء إلى شط الفرات ؟ هل تراها ؟
الـيـوم كــنّ الـحـسا تـسـعى بـكـربلا
وماذا تقول لهذا العالم المتّشح بالحزن ؟ بالسواد الذي يخفق فوق رؤوس عشاق الحسين وهم ينهمرون من الجهات الأربع ناحية صرخته : ألا هل من ناصر ؟
فْـرِفْ يـا عـلم أسـود على الكون
الله .. الله .. يا مكي .. كأنك تريد أن تختصر كل هذا الطوفان الكونيّ من التباريح في بيتين تهمس بهما في أذن إمامك الحسين عليه السلام :
سـيّـدي نـبضك غَـرَس فـينا الـوجود
لا أظنك تعني شعراء ( هَجَر ) وحدهم أيها الكربلائي الناضج ؟ فكل شعراء الكون اغترفوا من ذلك الفيض ما أروى قرائحهم ، و أشعلها قناديلَ و رماحاً على طريق كربلاء ، ولا أنفي هنا تفردكم يا شعراء ( هَجَر ) بهذا الوجد الذي لا نظير له حرقةً وإصرارًا على الوصول إلى آخر شوط الهيام !
ديوان الشاعر المعتّق ( مكي الشومري ) أيها السادة يطوف و يسعى مُحرِمًا بالأسى في هذه المسافة الممتدة من المدينة إلى المدينة ، من صيحة الحسين على قبر جده : ( ضمني عندك يا جدّاه في هذا الضريح ) إلى صيحة بشر بن حذلم : ( يا أهل يثرب لا مقام لكم بها ) وأنتم أدرى بحجم ما في تلك المسافة من محطاتٍ تدمي القلوب .
بعيدا عن كل ما يقوله المتحذلقون من النقاد ، و المتفيهقون من أتباع الخليل . ستتوهج حروفك و تشرق معانيك بعمق الإيمان و صدق المودة ووضوح الرؤية ، فهنيئا لك هذا الكتاب الذي حُقّ لك أن تمده لملائكة ربك وأنت تقول متباهيا : ( هاؤُمُ اقرؤوا كتابِيـَه ).
تعريف :
هو مكي بن عبدالله بن أحمد الشومري , من مواليد قرية ( أبو ثور ) بمدينة العمران في الأحساء لعام 1383هـ , شاعر شعبي ذائع الصيت متمسك بالكتابة باللهجة الأحسائية الخالصة وكاتب , له حضور واضح ومشاركات مميزة في الإحتفالات والأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها ومن خلال العديد من الفضائيات , فاز بالمركز الأول في مسابقة المهرجان الثقافي الثالث الشعرية بالعمران عام 1413هـ كما فاز بحثه عن الشيخ عمران السليم بالمركز الأول في ذات المهرجان عام 1415هـ . له مجموعة شعرية مطبوعة بعنوان ( شماريخ ) و مجموعة تحت الطبع ، تُرجم له في ( معجم شعراء منتدى الينابيع الهَجَرية ) وهوعضو بالمنتدى منذ عام 1418هـ .
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية