
مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2017/11/04 | 0 | 1529
لشيخ حسين العباد : من تراث الإمام السجاد (ع) التحذير من مصاحبة الفاسق
( موقع المطيرفي )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾.(طه: 25 ـ 28).
لا زال الحديث أيها الإخوة المؤمنون في وصية الإمام زين العابدين (ع) لولده الإمام الباقر (ع) وكنا قد توقفنا عند النقطة الثانية، بعد أنهينا الكلام في الأولى.
يقول (ع) في وصيته تلك: «يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم، ولا تحادثهم، ولا ترافقهم في طريق. فقلت: يا أبه، من هم؟ قال: إياك ومصاحبة الكذاب، فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويباعد لك القريب. وإياك ومصاحبة الفاسق، فإنه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك...». (الكافي، الكليني 2: 376).
من هو الفاسق؟:
في هذه الجمعة نتحدث عن الصنف الثاني من الأصناف التي حذر منها الإمام السجاد (ع) وهو الفاسق. فالإمام (ع) يحذر أفراد المجتمع الإسلامي من مصاحبة الفاسق، والفاسق هو المتجاوز لحدود الله جل وعلا، ولا يراعي له حرمة، فلا ينزجر بالزواجر ولا ينتهي بالنواهي.
وقد وردت آيات كثيرة وأحاديث وروايات عن النبي (ص) والأئمة الأطهار (ع) تحذر من بلوغ هذه المرحلة والعياذ بالله، وهي مرحلة الفسق. فالفاسق لا يراعي حرمة لله عز وجل، فلا يعتني بصلاة ولا صوم ولا بأيّ عبادة أخرى. فهو لا يراعي المشروع المتكامل الذي رسمه لنا رسول الله (ص).
فليس للفاسق ورع يحجزه ويردعه عن محارم الله على الإطلاق. إلا أن الكثير من الفساق قد لا يرتكب ما يوجب الفسق، لا لأنه يراعي حدود ما أنزل الله تعالى، ولكن لأنه يخشى العقوبة أو الفضيحة أو أن يفقد الاحترام في المجتمع. وبعضهم لا يُقدم على بعض المعاصي، فيما يتجرأ على المعاصي الأخرى. فمثلاً لا يُقدم البعض على شرب الخمر، لا لأنها حرام، ولكن لأن المجتمع لا يتقبل شارب الخمر ولا يحترمه، لكنه في المعاصي الأخرى كاستماع الغناء أو غيره مما لا يكلفه شيئاً لا يجد تحرجاً في ذلك. فمن يستمع الأغاني فاسق، كما أن شارب الخمر فاسق، لكن شرب الخمر فيه تبعات اجتماعية أو قانونية، أما استماع الغناء فليس فيه شيء من تلك التبعات.
فالفاسق لا يخاف الله، إنما يخشى الفضيحة أو العقوبة.
علامات الفاسق:
أما عن علامات الفاسق فقد بينتها الشريعة بشكل واضح وصريح، بالإضافة إلى التعريف العام، وهو عدم رعاية حرمات الله تعالى. فعن رسول الله (ص) أنه قال: «وأما علامة الفاسق فأربعة: اللهو، واللغو، والعدوان، والبهتان». ]تحف العقول، ابن شعبة الحراني: 22[. فلو وجدت واحدة من هذه الأربعة في أحدٍ فهو فاسق.
فاللهو معروف، ومنه الغناء، فكل من استمع أو روّج وأيد هذه الظاهرة، أو رضي بها فهو فاسق، وهذا أحد عناوين الفسق.
ومن مصاديق اللهو أيضاً الحضور في تلك المجالس، فلعل البعض لا يستمع بنفسه للغناء مثلاً، إلا أنه يحضر المجالس التي فيها غناء. فهؤلاء لا يستمعون الغناء بينهم وبين أنفسهم، إنما يستمعونه بحضوره، وهو يستمع مثلهم، ولا يردع ولا ينهى عن ذلك، ولا ينسحب من المجلس، فهذا العمل عنوان من عناوين الفسق.
والدين الحنيف يطلب منا عدم مصاحبة الفسّاق المحاربين لله جل وعلا. فالفاسق شهر سيفه لمحاربة الله عز وجل بارتكابه المعصية جهاراً نهاراً، ولذلك أعلن الإمام زين العابدين (ع) عليه الحرب أيضاً، بقوله في الأصناف الخمسة: فلا تصاحبهم، ولا تحادثهم، ولا ترافقهم في طريق. وهذه معاملة بالمثل. فكما أن الفاسق حارب الله تعالى فلا بد للمؤمن من محاربته إن لم يستطع ردعه. وهذه في الوقت نفسه واحدة من طرق الإصلاح، لأن الفاسق إذا عاش المحاربة الاجتماعية، من خلال عدم الجلوس معه وعدم المحادثة وعدم المرافقة في طريق فإنه يستوحش، وقد يحاسب نفسه ويرتدع ويمتنع ويكف عن هذه الظاهرة السيئة وأمثالها.
ومن اللهو أيضاً مجالس القمار، فلعل الفاسق الذي يستمع الغناء إذا حضر مجالس القمار فإنه لا يرتدع ولا يمتنع، فمن يتجرأ على الله في جزئية لا يؤمن منه أن يتجرأ في غيرها. وقد لا يلعب القمار لأن القمار ينبذه المجتمع أكثر من الغناء، وينظر إليه نظرة ريبة واحتقار. فلهذا تجد الفاسق يُقدم على المعصية التي لا يرى فيها موقفاً حازماً من المجتمع. ولو أنه رأى أن المجتمع يتقبل القمار وشرب الخمر والزنا فلا مانع لديه من الإقدام على تلك المعاصي.
وهنالك الكثير من مفردات اللهو، كالشطرنج والنرد والورق، سواء كان برهان أم لا. فما دام أن اللعبة صنعت للقمار فلا يجوز اللعب بها في جميع الأحوال.
والعلامة الثانية من علامات الفاسق اللغو: وهو الكلام الذي ينتهي للمعصية، كالغيبة مثلاً، فالغيبة من علامات الفاسق، بل هي من الكبائر، والمغتاب كشارب الخمر، والزاني وآكل السحت والربا وغيرها. وقد حذرت الكثير من الآيات والروايات من الغيبة، بل ورد فيها من التحذير ما لم يرد في غيرها، لأن المجتمع مبتلىً بهذه الظاهرة ابتلاءً شديداً، وجميعنا يعلم أنها من الكبائر المحرمة، لكنه لا يبالي، أو يتجاهل ويتساهل.
وكذلك أغلب المعاصي المتعلقة باللسان من الفحش والنميمة والكلام بما لا يرضي الله تعالى، كلها تندرج تحت عنوان اللهو.
والأمر الثالث من علامات الفاسق العدوان، وهو تجاوز الإنسان على حقوق الآخرين، الجار على جاره، والأخ على أخيه، والقوي على الضعيف.
يقول الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره): من منا يمتلك ثروة هارون الرشيد وسلطته، ثم لا يكون مثل هارون الرشيد؟
فلا ينبغي للإنسان أن يأمن على نفسه أن يكون ظالماً إذا ما توفرت لديه أسباب القوة، فمن يدري أنه لا يظلم إذا تمكن من الظلم؟ فما دام الإنسان ضعيفاً تراه في حال، أما إذا أصبحت لديه قوة من الثراء والسلطة والجاه فالوضع يختلف كثيراً، وكثيراً ما يظلم غيره ويعتدي عليه ويبطش به. وهذا العدوان من مصاديق الفسق.
وأما البهتان فهو من العدوان أيضاً، إلا أن النبي (ص) أفرده لبيان أهميته. فالبهتان أن تتهم أخاك المؤمن بما ليس فيه، لغرض من الأغراض، كأن تريد إنقاص قدره وإسقاطه في أعين الآخرين. وهذه من المساوئ التي ابتلي بها المجتمع والعياذ بالله. وهو غيبة أيضاً، لكنه أسوأ منها من جهة أنه يشتمل على الكذب، فالغيبة أن تذكره بما هو فيه فعلاً وصدقاً، أما البهتان فأن تذكره بما ليس فيه، وبذلك تكون قد اغتبته من جهة وكذبت عليه من جهة أخرى.
عواقب مصاحبة الفاسق:
إننا عندما نصاحب الفاسق الذي اتصف بواحدة أو أكثر من تلك العناوين الأربعة نكون قد هيأنا له الأجواء الملائمة للتمادي في فسقه، وأعطيناه الدفع المعنوي في الاستمرار. فمصاحبة الفاسق تعني الاهتمام به وتأييده وتفقّده في حال غيبته، وهذا ما يجعله في مأمن من المحاصرة الاجتماعية، وهو ما حذر منه النبي (ص) والأئمة (ع). فلا بد من المقاطعة الصريحة الواضحة لمن يتجاهر بالفسق، لأن التجاهر بالفسق حرب على الله والرسول (ص). ومن هنا لا بد أن يكون لنا موقف واضح وصريح ممن يتجاهر ويعلن الحرب على الله والرسول.
وقفة مع تلاميذ المدارس:
أيها الإخوة: أنهى أبناؤنا الأعزاء الفصل الأولى من الاختبارات . ونسأل الله لهم التوفيق جميعاً. لكن لا بد أن أشير هنا إلى أن المعلمين والأساتذة يشكون من بعض الأمور التي لا بد من تأكيدها ومعالجتها قبل فوات الأوان .
فهنالك لجنة من منتسبي التعليم ـ جزاهم الله خيراً ـ في تخصيص دروس للتقوية في كل سنه . ولكن مما يؤسف له أنهم بالسنة الماضيه أعلنوا عن تلك الدروس للمرحلتين المتوسطة والثانوية فلم يحضر للتسجيل حتى طالب واحد!!. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أحد أمرين : إما أن الطلبة الأعزاء في المرحلتين قد وصلوا إلى مستوىً عالٍ في الدراسة بحيث لن يحتاجوا بعدها للتقوية، وهذا ما نأمله، وإما أن هناك شيئاً آخر.
إلا أن الواقع يشهد أنهم لا زالوا بحاجة للكثير، فما ينقله لنا المعلمون وإدارات المدارس خلاف ذلك تماماً.
إن الأبناء يمكن أن لا يفصحوا عن ضعفهم في بعض المواد، فعلى الآباء والأقارب أن يسعوا إلى عدم تفويت هذه الفرصة بالتسجيل لمرحلة التقوية في الدراسة المتوسطة والثانوية في هذه السنة . ومن ليس لديه ولد في المدرسة لا بد أن يكون لديه أحد أقاربه، فينبغي أن يسأل عنه ويسعى لإعانته في حضور دروس التقوية، وهذه فرصة ذهبية .
ومن وجهة نظري أن الطالب في مرحلة المتوسطة والثانوية حتى لو كان متفوقاً وحصل على معدل جيد جداً، أو ممتاز، فينبغي أن يحضر من أجل أن يشجع الآخرين على الحضور، فهذه ظاهرة صحية، إذ سخر الأساتذة من أبناء هذه القرية أنفسهم لهذه المهمة لكي ينتفع الجميع.
أتمنى أن يستجيب أبناؤنا لهذا الأمر، وأن يحثّ الأولياء أبناءهم على التسجيل والحضور ان جدد هذا الإعلان في هذه السنه .
نسأل الله تعالى لنا ولكم المغفرة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جديد الموقع
- 2025-05-21 محاضرة "أخلاقيات السرد " للدكتور كميل الحرز وسط حضور نخبوي
- 2025-05-21 من المتوقع أن يتحلل الكون في 1078 سنة، أي قبل وقت أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا
- 2025-05-21 بيئة الأحساء تُفعّل اليوم العالمي للنحل في لولو مول
- 2025-05-21 الجامعة الأهلية بالبحرين تتوسع في استقطاب الطلبة السعوديين المتميزين وتطلق حملتها من "الأحساء مول"
- 2025-05-21 برعاية سمو المحافظ : انطلاق منتدى ( الاحساء صديقة الطفل ) 25 مايو
- 2025-05-21 وفد الجامعة العالمية يلتقي الملحق الثقافي العراقي في لندن
- 2025-05-21 تخرج احفادي من الابتدائية فرحة اعادت لي ذكرياتي الاولى
- 2025-05-20 سمو محافظ الأحساء يُقلّد مدير الدفاع المدني بالمحافظة رتبته الجديدة
- 2025-05-20 "قرع الطبول في زيارة إسطنبول" للكاتب منير المنيري
- 2025-05-20 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يشهد حفل تخريج طلاب أكاديمية الكفاح المتوسطة تحت شعار طموح