2023/11/16 | 0 | 1726
قراءة في كتاب (شخصيات عاصرتها وعرفتها)
كتاب (شخصيات عاصرتها وعرفتها) للاستاذ الكاتب عبدالله الجاسم في مولوده الثاني الابداعي الذي احتوى على ٧٤٦ صفحة سلط الاضواء على شخصيات صادقها وتعرف عليها من خلال ثقافتها وكتاباتها ونشاطاتها، كتب في مقدمة الكتاب " فما أجمل الذكريات لأنها هي الجنة الروحية التي تبهرنا وتدوم لفترة طويلة".
الإنسان يعتمد على ذاكرته في حفظ الاسماء ومواقف الأخوة والاصدقاء ولكل شخص بصماته التي لا تنسى في مسيرة أي إنسان.
كتاب مثل شخصيات عاصرتها وعرفتها من الصعب تحديد سمة دائمة في هذه الشخصيات لكن من يحدد خصائصها هو المرافق لها، كذلك من الصعب الحكم على الفرد بمحطة واحدة أو بصفة معينة في تحديد ملامح الشخصية لأنها تمر بعدة محطات عمرية ولكل مرحلة من مراحل العمر خصائص مرتبطة بالسن وبالظروف التي تعيشها الأفراد لكن ممكن التعرف على الشخصية من محصلة تراكم محطات حياته وعلاقاته في محيطه بصورة عامة ومع هذا ممكن تكوين انطباع نسبي عنه.
الاستاذ عبدالله الجاسم في هذا الكتاب يوثق علاقاته وصداقاته بنظرة إيجابية مع كل من عرفهم في مدينته وفي مدرسته وعمله وفي نشاطاته الاجتماعية والثقافية، كما قال المؤلف "لهم مكان في قلبه وعناوين الشخصيات الأخلاق".
استهل الكتاب بفئة رجال الاعمال تنوعت الشخصيات منهم من تخصص في العقار وآخر في الصناعة والتجارة لهم سماتهم الخاصة بالاعمال وتجاربهم في عالم التجارة، آثارهم في الاحساء ملموسة وباقية وبعضهم رحلوا من هذه الدنيا لكنهم تركوا اثرا ايجابيا في شخصية الكاتب ابومحسن.
في القسم الثاني كتب المؤلف عن شعراء وادباء وكتاب ومثقفين اعتقد هذه الفئة كانت لها النصيب الاكبر في الحضور النفسي للكاتب لأن هؤلاء لديهم قواسم واهتمامات مشتركة مع المؤلف، لهذه الشريحة مناخهم الثقافي وفعالياتهم بحيث يكونوا منتشرين ومشاركين في المناسبات الثقافية والادبية خصوصا أن الاحساء معروفة بإقامة امسيات شعرية وندوات ادبية نقدية.
كذلك لهذه المجموعة المعروفة بنشاطاتها الثقافية حضورا اجتماعيا، هذا ما اكدته احدى الشخصيات الثقافية المعروفة بمؤلفاتها حين قال الثقافة حلقة وصل بين المثقفين والثقافة اهم حلقات التواصل والاتصال والتعارف، المثقف وأن عاش عزلة التي هي سمة العلماء والكتاب والمفكرين لكنها اختيارية وينطبق الأمر على الشعراء والادباء والكتاب في الاحساء، يتواصلون بإنتاجهم الإبداعي والفكري لكن فئة قليلة تؤثر صداقة الكلمة قراءة وكتابة.
الكتاب يكشف عن جوانب جميلة لم تكن معروفة في حياة الشعراء والأدباء عند القراء بل بعضهم تواروا عن الأنظار وعزفوا عن المشاركات الثقافية، الكتاب اشار لهم.
في القسم الثالث خصصه عن شخصيات الملتقيات والمنتديات الثقافية والاجتماعية، معروف الاحساء اشتهرت بالملتقيات والمنتديات الثقافية بل لا ابالغ إذا قلت أن الاحساء لا تخلو ليلة من فعالية ثقافية أو رياضية وهي مواقع ومناسبات للتعارف بين المثقفين والنشطاء الاجتماعيين، في ظل هيمنة الوسائط الرقمية تحولت بعض المنتديات إلى مجموعات في ادوات التواصل الاجتماعي يتواصلوا الاعضاء بالمعلومة والمعرفة وتبادل الأفكار والآراء ولها مناخها الثقافي الخاص.
ومن صفحة ٥١٤ بدأ الكاتب في سرد شخصيات ربطته علاقات وطيدة وتبادل معها المعارف والتجارب الحياتية.
لان علاقات المؤلف واسعة وممتدة بالوطن العربي خصص الكاتب الجاسم نماذج ثقافية وشعرية من خارج الوطن لهم بصماتهم في الكتابة والثقافة والشعر في علاقاته الشخصية معهم.
ايضا كان لأرحام واقارب وابناء مدينته نصيب في كتاب وفاء لهم، اكتسب منهم خبرات حياتية وتبادل معهم الافكار والاراء وجمعته مناسبات عديدة اكتنزت ذاكرة المؤلف بشخصيات عديدة ومتنوعة ذات تأثير اجتماعي إيجابي.
ولأصدقاء العمل سهم كبير في شخصية المؤلف خصص لهم صفحات، تعرّف على شخصيات متنوعة من كل مناطق المملكة، وبما أن الكاتب موظف ارامكو التي تفرض طبيعة عمله الانتقال من موقع إلى آخر تعرف على زملاء في دورات مهنية حتى جمعته علاقات اخوية مع موظفي وفنيي شركة سكيكو شركة الكهرباء السعودية في مواقع متنوعة من المنطقة الشرقية، كذلك خصص المؤلف صفحات عن شخصيات عرفها بجامع الحسين بالمبرز ولم ينس ذكر بعض جيرانه في توثيق علاقته بهم.
مسقط رأسه مدينة المطيرفي لها نصيب في كتابه الأول (المطيرفي في الذاكرة ) والثاني شخصيات عاصرتها وعرفتها من شيوخ ووجهاء ونشطاء امتلأت ذاكرته بذكريات جميلة معهم، ذكر اسماء من عائلته بعينها وشخصيات من بعض العوائل التي عاصرها، وتضم هذه العوائل اطباء ومهندسين ورجال اعمال وكتاب ومثقفين.
وفي صفحة ٧٢٨ كتب خاتمة جميلة اوجز فيها ما اراده الكاتب من توثيق هذه الذكريات وعلاقته بالشخصيات.
كتاب شخصيات عاصرتها وعرفتها وثيقة لحقبة زمنية تمتد اكثر نصف قرن انطبعت بشخصيات مختلفة في مستوى تعليمها ومناصبها الوظيفية والمهنية ومتنوعة الثقافة، أهم اهداف الإنسان التعارف والتواصل مع الناس وما قام به المؤلف عبدالله الجاسم في كتابه الثاني جهد مميز ووفاء منه لمن عاش معهم وعاصرهم اكتسبوا منه واكتسب منهم.
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب