ملخصات عاشورائية
2011/12/01 | 1 | 720
سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد :الحسين عليه السلام في الضمير الشعبي العام والخاص (1)
يقول الإمام الحسين عليه السلام ((أنا قتيل العبرة ما ذكرت عند مؤمن ولا مؤمنة إلا استعبرا وبكيا)).
نوافذ الموضوع :
1- الحقيقة العامة والخاصة للشعبية.
2- الحياتان الموجودتان في شعبية الإمام الحسين عليه السلام.
3- إعطاء المبررات والتفسيرات للجاذبية عند الإمام الحسين عليه السلام.
-
أولاً:
الحقيقة العامة لمعنى كلمة الشعبية (الشعبي) : هي كلمة لها معاني كثيرة تستخدم حسب العلم والمجال الذي يستخدمها مثل : القانون والسياسة والاجتماع والتاريخ وغيرها ... كقولنا : حياة شعبية وحي شعبي وقائد شعبي ونصر شعبي وهكذا ...
وأما الحقيقة الخاصة في شعبية الإمام الحسين عليه السلام فهي لا ترجع لأي علم أو مجال. لأن الإمام الحسين هو أصل العلوم والعلم بكافة مجالاته فهو المصحح الحقيقي لمعنى الشعبية.
ثانياً:
1- حياة الأعمار: وهي حياة الإمام الحسين عليه السلام التي تنتهي بشهادته عليه السلام.
2- حياة الأدوار: وهذه مربوطة بالضمائر.
فأعداء الإمام الحسين عليه السلام عندما رأوا شعبيته النافذة والعميقة في المجتمع وعند الناس وقفوا عاجزين عن أي عمل سياسي فلم يكن ذلك في حسبانهم وعلى ذلك شواهد تاريخيه.
1- الحسن والحسين يحجان ماشيان :
روى إبراهيم الرافعي ، عن أبيه ، عن جده قال : رأيت الحسن والحسين عليهما السلام يمشيان إلى الحج فلم يمرا برجل راكب إلا نزل يمشي فثقل ذلك على بعضهم ، فقالوا لسعد بن أبي وقاص : قد ثقل علينا المشي ، ولا نستحسن أن نركب وهذان السيدان يمشيان .
فقال سعد للحسن : يا أبا محمد إن المشي قد ثقل على جماعة ممن معك ، والناس إذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم أن يركبوا فلو ركبتما .
فقال الحسن عليه السلام : لا نركب قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا ، ولكنا نتنكب عن الطريق ، فأخذا جانبا من الناس .
الشيخ المفيد في الإرشاد 280.
2- والحديث : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا محمد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا علي بن محمد - يعني المدائني - عن محمد ابن عمر العبدى : عن أبي سعيد الكلبي قال : قال معاوية لرجل من قريش : إذا دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيت حلقة فيها قوم كأن على رؤوسهم الطير ، فتلك حلقة أبي عبد الله مؤتزرا على أنصاف ساقيه ليس فيها من الهزيلى شئ). [1]
3- والحديث: وأنبأنا ابن سعد ، أنبأنا كثير بن هشام ، أنبأنا حماد بن سلمة : عن أبي المهزم ، قال : كنا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة فجئ بجنازة رجل فجعله بينه وبين المرأة فصلى عليهما ( 1 ) فلما أقبلنا أعيا الحسين فقعد في الطريق ، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه فقال الحسين : يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا ؟ قال أبو هريرة : دعني فو الله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم . [2]
فكانت للحسين عليه السلام شعبية كبيرة من جميع الناس مع اختلافهم.
ثالثاً:
عجز جميع المتخصصين عن معرفة الجاذبية عند الإمام الحسين عليه السلام فشخصية الإمام الحسين عليه السلام تحمل صفة تواضع القائد والاستقامة والإنجاز وتحمل المسؤولية وكلها أسرار صغيرة .
وللحسين عليه السلام سر كبير بشعار (اعملوا كما رأيتموني أعمل لا كما أقول).
وأما سره الأكبر فهو سر لاهوتي (إلهي) وهو أن الله عز وجل رزق الحسين صداقة القلوب وخفض للحسين أجنحة الذل من النفوس فهوت قلوب المؤمنين عليه فهي محبة لا شعورية ولا إرادية فكسب الإمام الحسين عليه السلام كل هذه الشعبية العارمة ولأنه جسد فيهم شخصية جده وأبيه وأمه وأخيه صلوات الله عليهم أجمعين.
وهذه يوجهنا لسؤال: لما لم تتخلص الدولة الأموية من الإمام كما فعلت بأمير المؤمنين والإمام الحسن عليهما السلام ؟
والجواب يأتي من المحقق الشيخ محمد جواد الطبسي في كتابه وقائع الطريق من مكة إلى العراق يقول: (أن في الدولة الأموية تيارين).
التيار الأول: لا يحب المواجهة مع الحسين عليه السلام خوفاً على الدولة. ويمثله معاوية بن أبي سفيان و الوليد ابن عتبة وجماعة.
فيكتب معاوية إلى واليه سعيد بن العاص في المدينة : أما الحسين فلا تنل منه فأن له قدر وعظمة ومكانه لا ينكره كل مسلم ومسلمة.
وكذا الوليد ابن عتبة كتب إلى عبيد الله بن زياد بعد خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكة : أعلم أن الحسين خرج إلى العراق واحذر أن ترسل إليه رسول فينفتح عليك ما لا تختار من العام والخاص.
والسؤال عن قلة من خرج مع الإمام الحسين عليه السلام ؟؟
لأنه هناك تدابير أمنية أحبطت كل المحاولات وعزلت الناس عن الحسين عليه السلام فلم يستطيعوا اللحاق بالركب ومنهم أهل البصرة وغيرهم. ويكفي ما حدث من ثورات بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام.
التيار الثاني: التيار الأرعن ويمثله يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد. ويبينه كتاب الوليد إلى عبيد الله بن زياد الذي لم يعمل به.
والجواب الآخر: أن معاوية ممن سمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (أن أبني هذا تقتله أمتي وقاتله أما في الآخرة ففي النار وأما في الدنيا فأنه يكتب نهايته بيد الحسين).
وخبر قتل الإمام الحسين عليه السلام هو ما اقعد معاوية عن قتله فقد انتشر عند جميع الناس خبر مقتله وللتاريخ شواهد كثيره منها:
- قول وصيفة عائشة لما سمعت بنبأ خروج الامام الحسين كتبت إليه: (والله لحدثتني عائشة حدثها رسول الله أن ولدي الحسين يقتل بأرض يقال لها بابل.
- وفي الرواية « عندما سمع عبد الله بن عمر بخروج الامام من مكة فقدم راحلته وخرج خلفه مسرعاً فأدركه في بعض المنازل ، فقال له : أين تريد يا بن رسول الله ؟ قال : العراق . قال : مهلاً ارجع الى حرم جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأبى الحسين عليه السلام فلما رأى ابن عمر إباءه فقال : يا أبا عبد الله اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله يقبله منك ، فكشف الحسين عليه السلام عن سرته ، فقبلها ابن عمر ثلاثاً وبكى ، وقال : استودعك الله يا أبا عبد الله فانك مقتول في وجهتك هذه ... » .
- وحديث ابن عباس للإمام الحسين عليه السلام. وغيرها ...
وللإمام الحسين عليه السلام تخطيط لأهداف قريبة المدى وبعيدة المدى وهي من مثلة ضمائر المؤمنين في حياة الأدوار.
الأهداف قريبة المدى موجودة في قوله عليه السلام : إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
اما الأهداف بعيدة المدى فهي المجالس الحسينية القائمة ليومنا هذا وحتى يوم القيامة.
تعليقات
القدس
2011-12-02جزاك الله كل خير مأجورين