رسائل الواتس أب وأزمة كورونا المستجد

في الحروب يوظف الاعلام لغايات واهداف لتضليل وارباك الخصم واغراقه بالمعلومات الصحيحة والملفقة في آن معا ، ومع وفرة التفاصيل والنشرات الموجهه والتي تاتي كالمطر في الازمات على مسمع ومرأى العامة، تتشكل وتشاع مفاهيم وصور ظاهرها صحيح ولكنها غير مكتمله ومجتزأه يعتقد بعض أتباع الخصم أنهم على دراية بما يحدث فيفقد حالة الحذر والتأهب وهذا هو المطلوب .

أضحت وسيلة رسائل برنامج التواصل العالمي الواتس أب من البرامج الابداعية المتجددة والحديثة في تناقل ونقل المعارف والرسائل الاعلامية والاتصال الإنساني انها قناة أثبتت نجاحها لإنجاز الأعمال والخدمات بجدارة وفاعلية في حياتنا .

الملفت في أزمة وباء كورونا المستجد التي لازالت تعصف بالعالم ، تصدر الواتس أب المشهد فهو قناة الاتصال المتفق عليها للعامة وبلا إستثناء ، رسائل غزيرة تم استلامها على شكل جرعات كبيرة ذات محتوى علمي وفهم شعبي ايضا ، تم تداولها منذ باكورة الأزمة، وخصوصا المجهولة المصدر او من شخصيات مثقفه وإجتماعية ليست من الحقل الطبي ولا تعبر عن جهة معترف بها او مسؤولة، تلك الرسائل كانت ولازالت تاتي على شكل نصائح وتوجيهات ومستجدات متعلقة بالوباء وهي بدافع الحرص بلاشك، تنتقل وتنتشر بعفوية وفي وقت قياسي بين العامة من خلال مجاميع الجروبات او الرسائل الخاصة وسائر وسائل التواصل الاجتماعي، تؤدي لدى البعض الى حالة من الشعور بالاكتفاء وربما الارتخاء وفقدان حالة التأهب والحذر المطلوبة للوقاية، فيعتقد الفرد الذي تم تلقيه لها واشباعه بالتفاصيل العلمية الدقيقه وبشكل يومي ، انه على دراية وعلم بما يجري حوله محدثا نوع من اللا إكتراث والعزم على العودة للحياة الطبيعية بصورة كاملة وبلا محاذير ومنحنى الوباء في صعود وفي عز نشاطه .

العالم المتحضر من أدناه الى اقصاه في حالة إصرار غير مسبوقة في تطوير الادوية واللقاحات واجهزة التشخيص المخبرية السريعة ومستلزمات الحماية ، جهود لن توقف ماكينة البحث الانسانية ولن تهدأ حتى تجد فهما معمقا يجمع عليه، بحلول مبتكرة للوباء ومضاعفاته ففي كل يوم ولادة تفاصيل جديدة بخصوص الفهم العلمي لهذا الوباء الحديث، فما نشر وعرف في الفترة الماضية زهيد وينتظره كم كبير من الاكتشافات القادمة والصادمة فالحدث كبير والأضرار جسام.

ينبغي إيقاف تلك الرسائل ما دامت من غير جهات الاختصاص وذلك بعدم إعادة نشرها والتفاعل معها.
والإ فالكل ناصح وخبير والكل طبيب فلا تتعجب ان تزداد الاصابات ونفجع كل يوم بفقدعزيز ولا نحرك ساكنا