تحالف الأسودان ، خلاص الحسا وسكري القصيم

سنة من السنين كنت منكبا على تصنيع أدوات قسطرة القلب ( القلب وما ادراك ) ونقل التقنية الحيوية ، وكان علي ان اذرع مراكز امراض القلب في هذا الوطن العظيم انا والفريق الذي معي ، نجمع البيانات والتوصيات واوامر الشراء ، تدفعنا آمال عظام وروح وثابة ومافي شك دراهم الوظيفة .
فخلال فترة قياسية من البحث والتطوير التي اقتضت سفرا للعديد من الدول والتنسيق مع صفوة المشافي لدينا وفقنا الحمدلله من أنتاج طقم قسطرة قلبية ( عبارة عن صينية تحتوي على كل يلزم من أدوات طبية تستخدم لمرة واحده في كل عملية )، الى ان اعتمدتها وزارة الصحة في مشافيها في حينه ، منتج يضاهي مثيلاته في بلاد العم سام ، معقله وموطنه ، كان لدي فريق يفل الحديد يعمل بشغف وصمت وصفاء سريره في أحد المصانع الوطنية الواقعه في عاصمة المعرفة والارادة ، الرياض . إستراتيجية العمل كانت ترتكز على الصمت والمتابعه والاصغاء للجميع من طبقة الأطباء حتى عمال الصيانة وأن نقوم بزيارات ميدانية ودورية طوال العام لكل مشفى معني برعاية أمراض القلب والأوعية الدموية لمعرفه أدق تفاصيل التفاصيل ( نجيب العلوم ) والاحاطة بكل شارده ووارده ،

المهم مالكم بالطويلة .

كانت بريدة المحطة الأصعب ، أعترف والاعتراف برهان وفضيلة. مدينة جميلة وافرة الحكايا يطوقها التلال والنخيل في محافظة تشبه الفسيفساء بثقافاتها المتنوعه وتاريخ أهلها الضارب في التجاره، خالد مسوؤل هناك ونقطه التواصل بيننا، يقطن شرق المدينه ، ذو شخصية صارمة يعلم متى يتحدث ومتى ينصت ( حريف ماشاء الله عليه ) متطلب وراسه يابس وإذا أراد شيئا يزن زن (الزن يعمل عمل السحر على قولة إخوانا المصريين ).

وبعد عده محاولات من الإخفاق والنجاح استمرت أشهرا من اتصالات وزيارات وإرسال عينات تجريبيه تم إعتماد منتجاتنا فنيا (واخيرا اقتنعو اطبا القلب )، فريق الأستاذ خالد هالقصيمي بما قدمه الرجل القادم من الاحسا وفريقه ( قال شغلكم عدل بيض الله وجيهكم فما يحتاج نستورد من الخارج من اليوم وطالع وش لنا بزيادة المخاسير دهنا في دقيقنا قلت عطني اعتماد خطي موقع قال تم وابشر بسعدك ) بعدها ربطتني به صحبة لسنوات مديدة تلت وكلانا يفتخر بما يقدمه لاهل ديرته وكأن كلانا يظفر لها بشيء.

يا ربي لك الحمد توفقنا ، القصيم الحين بوابه لمناطق الشمال وسائر المحافظات، الله يسر الامور ،

صرت أحزم أمتعتي للعودة الى الرياض حتى وجدت نفسي محاصرا من اداريي مركز القلب ، ناس زقرت طلتهم بهية وجوه نظرة ضاحكة مستبشره انهالوا علي بالثناء والتقدير على التعاون في تلبية متطلبات المركز ( الله يجزاك خير الله يجزاك خير ) وكان علي ان أبادلهم بالمثل ولم يدر في خلدي ان معركة كلامية ستنطلق بعد ان شرعو بضيافتنا وعبق البخور يسبقهم ، نخبة من التمور اشكال والوان ( سكري جالكسي ومجروش وخلاص وكليجا ومعمول ولا اروع ) واذا باحدهم جاي مدرعم وبلا مقدمات قال ، شفت كم وصل سعر (من ) سكري القصيم مقابل (من ) خلاص الحسا ( من وحده قياس تعادل ٢٠ كيلو ) ، كان وقتها الفرق كبير ، لكن ما باليد حيلة، انا في معقل السكري والمثل يقول اذا كنت في دارهم دارهم ولم ارغب ان يفسد احد فرحه الانجاز ، صمتت لوهلة حتى الهمني الله اجابة فلابد ان ارد عليه بما يحفظ ماء الوجه ، (نعم المعين الجواب الحاضر ) ، فقلت ان مفردة الخلاص اشارة الى صفة انسانية حسنه تقترن بالوفاء والاخلاص سورة في القران ، وكان الاولين يقدمون الخلاص حيث تعد اكلة الشيوخ ( وش عندك بعد اخلص ) واسهبت . ان المفرود منه والمكنوز يمتلك قيمة غذائية واحده سيان ، حتى قاطعني، قال خبرك عتيق يا ابو احمد طارت الطيور بارزاقها ، الخلاص طلع من الحسا خلاص ، فسايل نخلة الخلاص انتقلت من الحسا الى القصيم والخرج والحوطة والحريق وسدير تراك ماشفت خلاص وشيقر ( خلك في قسطراتك وطبك الله يجزاك خير ) ، قلت هذا باب ما جاء في اشاعه العلم وهي صفة يمتاز بها اهل الحسا لتعتلي الضحكات ( ماله حل راعي الحسا ذا ) ودعتهم على عجلة من امري لتفادي اي خصومه محتملًا فالحرب مبدؤها كلام.

كان وقتها ديربي بين الخلاص والسكري مستمر وتشتد المنافسه في المدن الكبرى مدفوعه بقوى السوق وثقافه المستهلك والتفضيل السعري كما يقول الاقتصاديون . الى ان انتقلنا الى عصر الصناعات التحويلية في التمور فكادت سوق التمور تفقد هويتها الاولية او اصالتها .

 منذ قرون الاحساء والقصيم ولادة للخير من رجال محفوره أسمائهم في الذاكره شأنهم شأن سائر مناطق المملكة. والأمر يسري على المحاصيل الزراعية التي لا حصر لها .

كانت النوايا ان نعمل سويا انا وخالد في مشروع طبي يغطي المملكة ودول الخليج ورسمنا له طريقا ومنهجا دونتها ايدينا بامال كبار ( دماغ حساوي ودهاء قصيمي ) عزة الله بنكسر الدنيا ، لكن القدر كان له رأي اخر .