2013/04/05 | 0 | 2346
حين يذبح المعبد بيد سدنته
يشترط التغيير وتصحيح مسيرة وطنية كانت تائهة بين لهاث البحث عن لقمة العيش والعفوية الغافية في اليأس من الإصلاح الجمعي, فقد كانت العقيدة السائدة هي في الانتظار وتجنح إلى منصة الترقب السلبي وعدم المشاركة في حراك مصيره المتوقع هو الانحراف عن أبجديات الثوابت وكان المشروع لم يزل راسخ في الذهنية النخبوية الكلاسيكية على ألأقل غير شامل للتهيئة الاجتماعية بل منكفئ على تزكية الذات وصيانة النفس استعدادا لنداء رباني معصوم ومنزه عن الخطأ كضمانة صلدة بدون احتمالية النقص أو ارتكاب الخطأ في ألأموال والأنفس .
ولكن بعد أن عصفت التغيرات السياسية واهتزت ثوابت الواقع في الجوار وأصبحت المنطقة تحت عدسات الاهتمام العالمي وترددت أسماء قرى ومدن الوطن عبر وكالات الأنباء العالمية وخرجت عواصم المنطقة من ظل الصفوف الخلفية إلى واجهة الاهتمام كل ذلك طوى صفحة الزمن الراكد ليبدله بصفيح ساخن متحرك يرسخ أهمية الدور في المشاركة وفي الحراك ويوجب المساهمة في طرح الرأي والعمل المختار ورفض الفرض والتسيير المتبع من قبل المسؤليين والذي ثبت تأخره إن لم نقل خطأه عن قدرة النهوض باهتمامات الأمة وتحقيق تطلعها نحو ألأفضل والأحسن.
فكانت تحركات 1979ميلادية أو 1400هجرية وهي حركة عفوية وصادقة لم يجري لها إعداد او تنسيق مسبق كانت ردود أفعال لواقع مرير وإحساس ثقيل بالتأخر عن ركب الأمم الناهضة ومطالبة بالسير نحو استحقاقات التغيير والفورية الحتمية للبدء وعدم التأجيل طبعا لم تحل الأزمة في حينها بل كبتت التطلعات بالحل الأمني واستخدم اللغط الطائفي والاتهام الجاهز بالعمالة مما دفع الناشطين دفعا نحو الخارج لتكوين ضغط يساعد في حلحلة العقدة الوطنية وفك الذهنية القائمة في التفرد بالقرار على تواجد شخصيات ومراكز قوة قادرة على تغير الخلطة الفكرية الراكدة إلى حراك متغير التوجه والقدرات .
ولكن التجربة في الخارج اصطدمت بمحيط احتوائي مشروط بالتبعية والانصهار في الإرادة الخارجية مسيرة للمصالح القومية الخارجية بعيدة عن الاهتمام الكامل بشخصية الحراكيين اللاجئين من وراء الحدود ولم تكن وحدة المذهب تميز او تعطي خصوصية لصالح الطرف المستجير, لذلك تساوت عند البعض خسارة الحرية بل رجحت كفة خسارة الحرية وذاتية القرار في الوطن على فقدها في خارجه لاسيما أنه قد وجهت لهم الوعود من قبل السلطات في الوطن بضمانة الإصلاح التدريجي بدل العيش في الغربة بالتنازل والتسليم للإرادة في الخارج. وكانت الرجعة إلى الوطن بعد هذه الوعود خطوات نحو الحل ولكنها تمثلت بتسليم لمقاعد المعارضة وتركها مهجورة بعد ان كانت يحسب لها ألف حساب وكانت خسارة لم تعوض بكل ما تحقق من بعض التسهيلات في الوطن ولم تتجلى هذه الخسارة كتجليها بعد هذه المدة بعد أن رجعت حليمة لحالتها القديمة من الهروب من الأزمات بصناعة القصص الخرافية عن العملاء والخلايا الأجنبية وزج الوطن في رفع وتيرة التباغض المذهبي والأثني مرة أخرى ومحاولة تشتيت المطالبات وبخس الاستحقاقات والحقوق الوطنية للمواطن والسكوت على الفساد المستشري في مفاصل الإدارات والدوائر , لقد تحققت التكهنات بأن مسيرة السلم الاجتماعي ماهية إلى شعار عار من المصداقية فعالم اليوم لا يفهم غير التدافع ولا يصغي لغير الأصوات الهادرة وحين غيرت السلطة شروطها فارضة مقاييسها وأوزانها على المرحلة فهي في الوهلة الأولى سوف تغير من العلقة حيث تشرب نخب الطاعة إلى عمق القدح من البعض الذي قد حرق سفنه في البحر بعد أن رجع للوطن ولكن معامل الطاعة والقبول قد يتغير من زمان إلى أخر ومن مكان إلى أخر صحيح سوف تشغل الجماهير بالأخبار المفبركة إلى حين ما وسوف تتحول المماحكات بعيد عن المطالبة بالحقوق إلى الهجوم على الأقلية المتهمة بشر التهم ولكن هذا الوضع له مداه وبعد فترة فسترجع قوى المعارضة وتستشعر ألمها الحقيقي ونواقصها المؤذية واحتياجاتها المؤجلة بل الممنوعة في كثير من الأحيان حين ما تفيق من خدر الحقنة الطائفية ما يعني أن المناورة الحكومية حل مؤقت يستدعي تكويم المشاكل وحشرها في مجهول المستقبل ما يكاد يغيب حتى تفقس أزمته مرة أخرى , وأما جماعة الحراك السلمي الهادئ فقد دفعوا الثمن غاليا بعد ان تبدت وظهرت نوايا السلطة وما فعلته بالشيخ العامر ثم الشيخ النمر والتي أثارت التوجس لدى الطائفة بما تبطنه السلطات في الوطن من أمر قد يكون بشكل مغامرة أو مجازفة جديدة بالأمن والسلام الوطنيين وقد تعودت الطائفة بأنها الفداء والقربان المرشح في كل جولة أو لعبة سياسية جديدة لاستنفاذ الغيظ الوطني وتنفيس الضغط المتزايد بين متطلبات الأمة ونقص القدرة أوفي حالة انعدام النية الصادقة في الحل الصحيح العادل, القربان الشيعي كان ولازال هو المهرب الأول بدل أي إصلاح حقيقي وذلك لقابلية الساحة للاشتعال الطائفي بما يسجره مشايخ ووعاظ المصالح وما يشعر به الفرد المشحون بالكراهية البينية ومما ينظر ويفلسف به دجالوا الطائفية حلفاء إبليس اللعين في مسارب الإعلام ومنابر الخداع والاستقطاع وعشاق المزايدات والظهور السلبي والعنتريات المجنونة , فمهما نشط الشيخ الصفار وعمل معه الكثير من عشاق الوطن الحقيقيون ومهما تواصلت النجاحات في التلاقي فما هي إلا سفينة(سفينة الحراك السلمي المتقارب) في بحر متلاطم وليل بهيم من المزايدات بالنقيض من الرسالة السلمية للصفار فكل ما قرب المشروع الوحدوي أنملة ابتعد التيار التسلطي ميل وصنع له مذابح لقرابين الشذوذ الفكري وانزل في شرايين الوطن أطنان من ترياق الفرقة والاحتراب والاحتقان ومارس البتر والقطع في أنسجة المجتمع بعيدا عن هم التطور المدني والتحدي في الرقي والسباق في مدارج التحضر والمدنية وخاصة حينما ينجح الظلاميون في اختطاف وجهة الوطن ويحورونه إلى منبع لاضطرام الفتن والإحن بأسم الدين والإنسانية المذبوحين بيد سدنة المعبد.
اما بالنسبة للشخصيات صاحبة نهج الاهتمام البالغ بمصير الوطن والحانية على مكوناته فهذه تجربة توجت كافة تجاربهم السابقة لعلهم توجسوا في يوم من الأيام ان يكونوا قد اختاروا التعامل مع شريك له خط دائري مفرغ ما يفتأ يسير حتى يصل نقطة انطلاقة فهو لا يستشعر غير ما يريد ان يستشعره من معاناة الوطن قد انتهج مكانة اليد العليا بحسب قدرته المبسوطة نوعا ما في الوطن يراقب أهمية لطرف معين تفوق طرفكم وانتم أعطيتموه كلكم وهو لم يعطكم بعضه وقفتم بدون تحفظ معه في أموره فلم يتحفظ أن لا يقف ضدكم في أمركم ولا شارككم هدفكم وقد حدث ما توجستم منه وصدق الرهان الفرس .أفلا تراجعوا تصليه وشائجكم مع الثوابت ؟
حيث عناوينكم ذهبت بعيدا عن قول الزهراء في أمر حقيقة وحدة الأمة حين روي عنها سلام الله عليه (طاعتنا نظاماً للملة و إمامتنا أمانا من الفرقة) فتكلل مجهودكم رهقا لدخولكم باب الوحدة من أبواب متفرقة البعض دخل من باب المصلحية المادية المؤقتة فما ان تتغير المعطيات عنده حتى ينقلب الوقت وتحدث الفرقة وما بعد الفرقة , فالشريك الأخر لم يكن يأتم بالعدل وبحقيقة أعطاء الحقوق بغير قوة الندية وتوازن القوى وهواه مقدم على تعقلكم ومصالحة فوق الجميع , فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
جديد الموقع
- 2025-01-14 أسرة المهناء بالمطيرفي تحتفي بزفاف ابناء الحاج "جواد " تهانينا
- 2025-01-14 " المؤرخ وتدوين تاريخ الأحساء الموسوعي "
- 2025-01-14 أسباب الإخفاق في الإلتزام بقرارات العام الجديد
- 2025-01-14 هل بإمكان الجزر أن ينظم نسبة السكر في الدم؟
- 2025-01-14 محتوى الكلمات ينشط العمليات الدماغية التي تجري في اللاوعي وتشكل انفعالاتنا وقراراتنا وسلوكنا
- 2025-01-13 تنظيم علاقة الإنسان بريه
- 2025-01-12 إل جي تطلق متجرها الرائد في المملكة العربية السعودية بحفل افتتاح كبير
- 2025-01-12 البلادي يشدو بشدة القافلة في أمسية غناء البادية في ختام "معرض الإبل عبر العصور"
- 2025-01-12 7 شعراء يؤثّثون سادس أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي
- 2025-01-12 تحت شعار تمرنا من خير واحتنا سمو أمير الشرقية يرعى انطلاقة النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء المصنّعة