2012/10/13 | 2 | 2107
الوحدة الإسلامية صحوة عقائدية
وأكبر مثال لهذا الفهم المغلوط تلك العبارة التي يلهج بها بعض من يدعي العلم و التي مفادها ( نعم للوحدة السياسية ولا للوحدة العقائدية ).
وحقيقة الأمر أن هذه العبارة لا يمكن أن تصدر إلا من شخص يجهل حقيقة العقيدة كما يجهل أيضا حقيقة السياسية و ألاعيبها القذرة .
و إلا فهل يعقل أن السياسة التي من أجل مصالحهم الخاصة مزقت جسد الأمة و التي لم تتوانى في تلميع الوجه الماكر للباطل وتشويه الوجه الجميل للحق تكون هي التي توحدنا وتجمع كلمتنا على التقوى ؟
وهل يعقل أيضا أن العقيدة التي تربطنا برب واحد ، ودين واحد ونبي واحد وكتاب واحد و قبلة واحدة هي التي تفرقنا وتمزق شملنا ؟
هل يعقل أن كلمة التقوى هي التي تفرق بين المتقين ؟
هل يعقل أن الإيمان بالله هو الذي يورث العداوة و البغضاء بين المؤمنين ؟
هل يعقل أن العقيدة التي تحمل بين ثناياها الحب و العشق الإلهي هي التي تعلمنا الحقد و الكراهية ؟
أليس للحب علامات ؟
أفهل يعقل أن شخصا امتلأ قلبه حبا لله لا يمتلئ قلبه حبا للرسول وحبا لكل شيء جاء به الرسول و أمر به ؟
ألم يقل رسول الله (وهل الدين إلا الحب ) ؟
و لا أدري هل الذين يكررون هذه العبارة المغلوطة و يتفانون في الدفاع عنها هل قرؤوا في القرآن آية لم نقرأها نحن تقول لهم إنما المؤمنون أعداء أو آية تقول لهم اعتصموا بحبل السياسية القصير أم لا ؟
بالطبع لم يقرؤوا في القرآن أمثال هذه الترهات ولكنهم لإثباتها حشدوا الآيات المتشابهات وجمعوا الروايات الضعيفات ليثبتوا لبسطاء الناس أن العقيدة هي التي تربينا على الحقد و الكراهية لمن خالفنا و أن شاركنا في الارتباط بنفس الرب .
هذه اللغة من الخطاب أعرفها جيدا فهي لا تصدر إلا من حماقة الجهال أو من ألاعيب الساسة .
وأقسم بربي إنها السياسة التي تسوس الجهال لتحقيق أهدافها وهم يتصورون أنهم يخدمون الدين ، نعم يسوسونهم كما يسوس الفارس خيله أينما يريد.
وكأني بالساسة قد علا صراخهم و ارتفعت وتيرته يريدون أن يبثوا الفرقة بين أبناء الأمة .
وكأني بالأمة ترد عليهم بكل فئاتها وتقول قد افتضح الأمر و انتهت اللعبة وهذه المرة ليست كسابقتها.
الأمة استيقظت وفهمت ووعت لتلك الأساليب الآثمة ولن تسمح لأحد أن يتاجر باسم الدين و لن تسمح لأحد أن يمزقها باسم الدين مرة أخرى.
قد فهمت الأمة ألاعيب السياسة منذ تلك اللحظة التي قال فيها الشيخ محمد عبده (لعن الله السياسة ما دخلت في شيء إلا أفسدته ).
وفهمت أن عزتها و كرامتها في كلمة التوحيد منذ أن نطق بها الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ( بني الإسلام على دعامتين كلمة التوحيد و توحيد الكلمة ).
فطالما حاول الساسة و التجار باسم الدين أن يفصلوا بين هاتين الدعامتين مستخدمين كل الطرق و الأساليب وطالما حاولوا أن يستغلوا كلمة التوحيد في تفريق كلمة المسلمين.
أرادوا أن يفرغوا التوحيد عن معانيه السامية ليجعلوه مجرد أفكار و نظريات جافة يتصارع عليها المتكلمون بعيدا عن كل تلك المبادئ و القيم السامية التي تنتظم في داخل الفطرة الإنسانية .
ولكن الفطرة تأبى كل ما يدعونها إليه و ترفضه وتبحث عن عشقها الأبدي وصبغتها الأولى التي صبغها الله بها ألا وهي عقيدة التوحيد.
والتي تعني أن يرتبط العبد بالله سبحانه وتعالى بكل مشاعره و أحاسيسه و أفكاره ولا يفكر إلا في رضا الله و كيف يحصله .
وعيه فكل المسلمون بشتى مذاهبهم يبحثون عن شيء واحد وهو رضا الله وفي بحثهم هذا قد تختلف اجتهاداتهم وأفكارهم و أساليبهم و لكن يبقى هدفهم واحد لا يختلفون عليه إطلاقا وهو رضا الله .
و المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يدعى أنه يملك الحقيقة المطلقة و أنه قد أدرك كل الحقائق بل المؤمن هو الذي يبحث عن الحقيقة دائما بل هو مصداق لقوله تعالى ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسن ).
فمن نحن كي نحاكم أفكار الآخرين ونصنفهم إلى كفار ومؤمنين ؟
وهل ذلك بمجرد اختلافنا معهم في الرأي ؟
وهل أطلعنا الله على الغيب دون العالمين كي نرمي كل من خالفنا الرأي بالعناد والمكابرة والجحود؟
من نحن كي نحاكم نوايا الآخرين ونتهمهم بالخبث وسوء السريرة ؟
وهل يصدر هذا السلوك من مؤمن عاقل سوي ؟
أم أنها مرة أخرى ألاعيب السياسة وحماقات الجهال ؟
جديد الموقع
- 2025-01-14 أسرة المهناء بالمطيرفي تحتفي بزفاف ابناء الحاج "جواد " تهانينا
- 2025-01-14 " المؤرخ وتدوين تاريخ الأحساء الموسوعي "
- 2025-01-14 أسباب الإخفاق في الإلتزام بقرارات العام الجديد
- 2025-01-14 هل بإمكان الجزر أن ينظم نسبة السكر في الدم؟
- 2025-01-14 محتوى الكلمات ينشط العمليات الدماغية التي تجري في اللاوعي وتشكل انفعالاتنا وقراراتنا وسلوكنا
- 2025-01-13 تنظيم علاقة الإنسان بريه
- 2025-01-12 إل جي تطلق متجرها الرائد في المملكة العربية السعودية بحفل افتتاح كبير
- 2025-01-12 البلادي يشدو بشدة القافلة في أمسية غناء البادية في ختام "معرض الإبل عبر العصور"
- 2025-01-12 7 شعراء يؤثّثون سادس أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي
- 2025-01-12 تحت شعار تمرنا من خير واحتنا سمو أمير الشرقية يرعى انطلاقة النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء المصنّعة
تعليقات
متفائل
2012-10-14كأني اقرأ مقالات الشيخ الراضي عالِم التشكيكات والشبهات الإنحرافية نفس المنهج ونفس الأسلوب تغير الأسم وبقى الفكر هكذا المفلسون دائماً يريدون إبراز شخصياتهم بشبهاتهم لخلوهم من العلم الصافي النقي هداك الله
ياسر بن عمار
2012-10-20كالعادة وبإسم الوحدة البطيخية نقدم التنازلات والتنازلات بإسم البحوث العلمية إلى أن ندخل النار !!! ولو أن المشركون موجودون في هذا الزمن لعرضنا عليهم الوحدة وترضينا وترحمنا على أبوجهل وابولهب والوليد وغيرهم من أرضى الناس بسخط الخالق الله يجعل الناس أول من يسخطون عليه ماأقول إلا الله ينتقم من علماء الدنيا