
2009/01/02 | 0 | 552
الليلة الرابعة : الشخصية الدينية الفاتنة
1/ جعل أهل البيت محوراً لتحركها في حياتها الدينية والدنيوية .
مثل أصحاب النبي الأعظم المخلصين ، وأصحاب الأئمة عليهم السلام كأبي ذر وسلمان وعمار والكميت ومسلم وغيرهم ممن ذابوا واستهاموا في حب أهل بيت الطاهرة وهكذا نزولاً إلى المرجعية الذين هم الواسطة بيننا وبين الإمام الحجة كما ذكرنا في الحديث سابقاً . والعلامة لهذا العشق له مواصفات منها خفة في الروح ، وتعلق بالمحبوب من حث لا تشعر . لذا يُخاطب عابس حينما نزل المعركة مستقبلاً القوم بصدره : ( أجننت يا عابس ؟!! ) . فقال : ( حب الحسين أجنني ).
وافتتان الروح هي سجايا وملامح إذا وجدتها في شخص ألقت في نفسك أمانا واطمئنانا ، وتشعر بالحاجة إليها ، وتلجأ لها بعقلك الباطن فتفتتن بها .
وهؤلاء محمد وآل محمد ومن يحمل حب محمد من الفقهاء الذين نذروا أنفسهم في خدمة الدين والعقيدة .
2- هناك منظومة فقهية في التشريع الإسلامي لمن يلقى عليه زمام المرجعية الدينية أو القضائية ، ومن يتولى الإفتاء .
إن التشريع جاء ليحدد لنا مسؤولية تربوية جسيمة لها ملامح عامة واضحة لذوي البصيرة والنظر والخبرة وقد حددها لنا الإمام العسكري عليه السلام ( فقيهاً وحافظاً لدينه مطيعاً لمولاه ، ومخالفاً لهوى ) .فهذه عناصر عامة تتسع وتضيق كلما قرب الإنسان من ربه وتنكر لذاته ، وذاب في حب أهل بيت الطهارة ، وكان محوره الدين وأهل البيت عليهم السلام .
ومن شروط اختيار مرجع التقليد العدالة ، وهي ملكة تقديرية على النفس والقدرة على التحكم في النفس تطوعها لما يخدم الدين .
وهنا فرق بين ملكة مادية التي يقصد منها الحكم على رقاب الناس ، وملكة تقديرية التي تكون ملكة على النفس في تحقيق الأوامر الإلهية والذوبان في حب الله سبحانه وأهل بيت الطهارة .فالسيد الخوئي (قدس ) وهو على خط المرجعية كان ينادي لمرجعية السيد القمي ولم يكتفِ بذلك بل جمع معه عددا من الفقهاء كي يكسروا إرادة السيد القمي لقبول المرجعية وقد ألزموه بذلك في نهاية المطاف لما رأوا فيه من العدالة بعد عدة جلسات وكان لقاؤهم الأخير في الصحن الحيدري لقطع النزاع ، فقام السيد القمي خطيبا فيهم قائلاً: " لم تتركوا مجالاً لي للكلام بعد هذا فأقول لكم قبولي للمرجعية فيها حتفي أي موتي " .ًوبعد ست أشهر من المرجعية توفي السيد القمي. ومن العدالة التواضع والخضوع إلى من هم أقل منه شأناً منه .
كذلك يجب على الفقيه أن يدرك أسرار وجواهر حفظ القيم ، ومن ضمنها الصبر على المكارة ونوائب الدهر . فهذا السيد محمود الشهرودي وهو يمسح على كتف ابنه الصغيرً في وقتها ويقول له ) بني إنك لم تبتلَ بالذنوب ، فادعُ الله أن يرزقنا شيئا نأكله ). فهو يدرك أنه وصلة العقد بين العباد والمعصوم ، وهذه المسؤولية العظيمة التي تحتاج إلى صبر منقطع النظير .
وللمرجع سعة جماهير حوله . ولا أقصد الجماهير التي تصفق لكل أحد ، لا بل الجماهير التي تحتاج إلى علمه وفقه و تتعطش لعطائه ، وخدمته لمجتمعه . فالمرجع بقدر ما لديه من علم ورع وتقوى وذوبان في حب الله وأهل بيت الطهارة ، يكون الناس حوله ليأخذوا معالم دينهم منه ، وتجد أن بعض الأقلام الحرة كالخليل بن أحمد الفراهيدي لما سُئل عن أمير المؤمنين قال : ( استغناؤه عن الكل ،وحاجة الكل إليه ) .
3 / شدة الانصهار والذوبان في إقامة المبادئ والقيم التي حث عليها أهل البيت عليهم السلام .
ومسلم بن عقيل مثال لذلك ، فلما جاء ابن زياد إلى بيت هاني ، سنحت له فرصة قتله ، والقضاء عليه ، وأنه مستحقاً لها لكن من يحمل قيم ومبادئ أهل البيت عليهم السلام لا يفعل الغدر ، فسئل مسلم لماذا لم تقتل ابن زياد قال : ( لأني سمعت مولاي يقول : الإيمان قيد الفتك ) .
ولذا تجد أهل البيت عليهم السلام أضافوا أنفسهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتجد أمير المؤمنين علي عليه السلام لما شعر أن أحدهم يريد أن يقرنه برسول الله صلى عليه وآله قال : ( إنما أنا عبد من عبيد محمد ) فذابوا في نبي الرحمة ، وافتتن الناس بهم وجعلوهم الامتداد الطبيعي للرسالة .
ولذا الفقهاء لما أضافوا أنفسهم لأهل البيت عليهم السلام افتتن الناس بهم ، ولا أقول أن الفقهاء فوق الخطأ لأن المراجع أنفسهم يرفضون ذلك ، ولكنهم فوق الشبهات . والمراجع لا يسكنون الكهوف ، ويعلمون ما يدور حولهم ، فهذه العراق كلما ضاقت الظروف عليهم من النوائب والمكاره أصبحوا كالنحل على بيت المرجع السستاني دام ظله ليرفع عنهم حاجتهم فهو أمان لهم في المنعطفات الخطيرة التي تمر على الشعب العراقي ، والكل يشهد كيف أن المرجعية بفضل حنكتها ماذا صنعت في تغيير منهجية الأعداء وقلب الموازيين وحفظ دماء الأمة وغيرها . فعلينا الحذر من الماكينة الإعلامية التي تريد فصل المؤمنين عن المرجعية وتشويهها بالشبهات والوقوع فريسة لهذه الحركة .
للاستماع للمحاضرة تجدها هنـــــــــــا
خادمكم / زاهر العبد الله
جديد الموقع
- 2025-04-23 مجرد تفكيرك في أنك جائع قد يغير جهازك المناعي
- 2025-04-23 29 شاعرًا وشاعرة يتنافسون على لقب "شاعر الجامعة" في التصفيات النهائية بجامعة الملك عبدالعزيز
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يفتتح "قرية النخيل" كوجهة ثقافية وسياحية لتعزيز التنمية الزراعية والسياحة الوطنية
- 2025-04-23 أمانة الاحساء تُصدر ٣٩١٤ " شهادة صحية " وتُجري ٥١٠ فحص ميكروبيولجي
- 2025-04-23 الاعتذار .. سهل ممتنع تتهاوى عند أعتابه الرجال
- 2025-04-23 تساؤل عظيم اللغز: ماذا لو وُلدت من جديد؟!
- 2025-04-23 ( قصيدةُ نثرٍ فيها ما ليس فيها )
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا
- 2025-04-21 الأميرة سما بنت فيصل: نتطلع إلى مضاعفة ساعات العمل والمشاريع في "رسل السلام" من خلال المشاركة والمشاريع النوعية للشباب
- 2025-04-21 بيئة الاحساء تدشن اسبوع البيئة 2025م