
2019/09/12 | 0 | 8438
الشيخ أمجد الأحمد : لنحمي ثقافتنا ..
بدأ الشيخ أمجد محاضرته لليلة السابعة من عاشوراء الحسين عليه السلام بالآية الكريمة.
قال تعالى :" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ "
▪ و أوضح قائلاً :
الإنسان في حياته اليومية يستقبل معلومات كثيرة و متنوعة من خلال قراءته و مطالعته أو من خلال الإستماع للبرامج و الحوارات و هذه المعلومات فيها الغث و السمين و الصحيح و السقيم .
فلابد أن يفحص الإنسان هذه المعلومات و هذه المقالات و الأفكار التي يطلع عليها لكي لا يكون فريسة للخادعين و المغالطين و هذا ما يدعو إليه العقل و الدين لأن هناك من يلبس الباطل لبوس الحق فيقدم الفكرة الباطلة بصورة جذابة مما يجعل الإنسان يستقبلها بشكل طبيعي .
يقول أمير المؤمنين عليه السلام " إنّما سميت الشبهة شبهة لأنّها تشبه الحق "
ولهذا يدمن المجتمع على طريقة تفكير خاطئة إذا راجت مثل هذه المغالطات .
و لقد دوّن أرسطو المنطق و جمع قوانينه لأنه أراد ان يواجه حالة السفسطة و المغالطات التي أنتشرت في العهد اليوناني سابقاً .
ثم أشار الشيخ أنّ السبب الرئيسي لانتشار المغالطات في المجتمع هو شيوع ظاهرة الجدل .
ولهذا من الضروري أن يتعرف الإنسان على طرق الإستدلال الصحيحة لكي لا يقع في المغالطة ولا يكون ضحية لمغالطات الآخرين .
نماذج من تلك المغالطات
1- مغالطة المصادرة على المطلوب .
يفترض المغالط قضية مسلمة وهي في الأساس ليست كذلك و يجعلها مقدمة في الاستدلال للوصول إلى النتيجة التي يريدها .
2- مغالطة المنشأ و المصدر .
أي فكرة هي بنت الدليل و عندما نريد معرفة إذا ما كانت صحيحة أو باطلة فعلينا أن نرجع إلى دليلها . أمّا المغالطين فلا يرجعون لدليل الفكرة بل يرجعوا إلى منشأها فإذا كان يرتضيه أخذ بها و إذا لم يكن يرتضيه رفضها و إن كانت صحيحة . قال أمير المؤمنين عليه السلام " لا تنظر إلى من قال ، وانظر إلى ما قال "
3- مغالطة الثنائيات ( الإحراج الزائف ) .
وهو وضع خيارين فقط في أي مسألة فكرية مما يضع الآخر في إطار معين إما الحق أو الباطل إما معي أو ضدي .
4- مغالطة تسميم البئر .
يسمم فكرة معينة بأن يضع حولها سم لكي لا يقول بها أحد و مثالاً على ذلك من يقول هذا الرأي ليس فقيه أو محارب للشعائر أو محارب للعقيدة أو من يقول بهذا الكلام يكون ضد الحسين عليه السلام .
5- مغالطة القديم و الجديد .
في جماعة عندهم مقياس أن صوابية الفكرة أن تكون جديدة و يستأنس بأي قول جديد أو فكرة جديدة ( أسير لكل جديد ) و هناك من يكون أسير لكل ماهو قديم و أنّه ينبغي أن نبقى على التراث .
قال تعالى :" وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ "
6- مغالطة المساواة بين الإمكان و الوقوع .
يساوي بين الإمكان و الوقوع و تكون هذه المغالطة عادة في الغيبيات و الأمور المعنوية . كقضية الكرامات و المعاجز بأن يتحدث أحدهم عن كرامة أو مقام لإمام أو ولي و تسأله أين دليلك ؟ فيجيبك : وهل هناك ما يمنع ذلك؟ أليس هذا ممكن؟ .
7- مغالطة الخلط بين السبب و الدليل .
يأتي إلى سبب من الأسباب التي دعت النّاس للإيمان بفكره معينة ويستدل بذلك لنفي الفكرة الأساس . كمن يستدل على نفي وجود الخالق بأن سبب إيمان الناس بالله خوفهم من الكوارث و غيرها .
8- مغالطة التعميم .
مثلاً معلم يضرب طالب و تقول كل المعلمين قساة . و مثال آخر معمم ليس لديه أخلاق و يعمم ذلك على كل المعممين . وهذه مغالطة و فيها إسقاط لنوعية المجتمع و يعرضك للمحاسبة أمام الله .
9- مغالطة الإحتكام إلى الكثرة .
بأن يستدل على صوابية فكرة لكون أكثر النّاس يقولون بها و هذا ليس دليل كافي على حجية الفكرة . و لننظر إلى تعامل القرآن الكريم مع الكثرة " و ما أكثر النّاس ولو حرصت بمؤمنين " " أكثرهم للحق كارهون " " و قليل من عبادي الشكور " .
ولو كانت الكثرة دليل صحيح لكان عمل قوم نبي الله لوط صحيح !!
ولو جئنا إلى حركة الإمام الحسين عليه السلام لوجدنا أنّ أكثر الناّس ضد الحسين عليه السلام .
و الذين مع الإمام عليه السلام قلة وقفوا الموقف المناسب في الوقت المناسب في الزمن المناسب مع الشخص المناسب و قد أحدثوا التغير في الأمة لأنهم يملكوا البصيرة و في طليعتهم أبو الفضل العباس عليه السلام .
جديد الموقع
- 2025-04-27 أقوى تلسكوب في العالم لاستكشاف أسرار الكون
- 2025-04-27 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يدشّن النسخة الخامسة من مبادرة "امش 30"
- 2025-04-27 سمو محافظ الأحساء يرعى الحفل الختامي لميدان الفروسية بالأحساء لعام 2025 ويتوج الفائزين
- 2025-04-27 زوار معرض الرباط الدولي يشيدون بركن وزارة الشؤون الإسلامية: تجربة معرفية وتقنية تبرز ريادة المملكة في خدمة الإسلام
- 2025-04-27 زواج ثنائي سادة الهاشم (( الدكتور علي والمهندس حسين )) بالاحساء
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة