إليكي سيدتي

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5). السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ان الطهر والنظافة من شيم الانبياء والصالحين بل وكل ومن شيمة كل انسان سوي فبطبيعته ان يكون نظيفا في ملبسه ومسكنه ، ومن العقد بين الازواج ان تلتزم الزوجة في ادارة نظافة منزلها عقدا ضمنيا غير مكتوب ولكنه من العقود التي تقع تحت العرف الاسرى والتعايش بالمعروف ، ولو نظرنا الى صيغة وتقرير زواج الزهراء البتول صلوات الله عليها انها كانت ملتزمة بخدمة بيتها برغم مشاغلها في تعليم وتثقيف نساء المسلمين ووقت عبادتها الطويل الا انها كانت تمارس شؤون البيت وكانت تطحن الحنطة حتى مجلت يديها الشريفتين بابي هي وامي وتقم تراب فناء بيتها، هذه سيدة نساء المسلمين ونساء العالمين وكانت تمثل في حسابات يومنا الراهن السلطانة بنت السلطان قائد الامة الاعلى ، وهي تمارس النظافة في بيتها والطبخ والتمريض جنب الى جنب مع سهر العبادة والتبتل ومع جهاد التعليم والتربية وتثقيف نساء المسلمين ورواية الحديث عن الرسول الاكرم صلوات الله عليهما وممارسة الشؤن السياسية ومعارضة المنافقين في الأمة ، ان الزهراء تضع رسما وتصنع ملامح الوفاق العائلي وتبين مكانة المرأة في بيتها وانها قطب الرحى وعمود ادارة بيتها وصانعة النجاح ومؤسسة بناء مجتمعا قويما عبر تحملها جهد تربية ابنائها تربية صالحة طاهرة، فنجاح عائلتها والصعود بأبنائها الى الدرجات السامقة من العلو والكمال هو هدفها ومهمتها الاولى التي لا تتوانا في بذل قصارى جهادها وطاقتها في القيام به ، حد ان هذا العقد الضمني صار ثابتا لا يحتاج الى بيان في عقد الزواج حيث انه تحصيل حاصل ومن قصرت عن فعله تعد ممن تقصر في حق الزوجية وتعتبر في درجة من درجات النشوز الذي يحتاج الى تطبيق العقوبات المنصوصة في القرآن الكريم المتدرجة من فعضوهن واهجروهن الى درجة الضرب لا سمح الله، ان التقصير من ناحية الزوجين مدمر للحياة الاسرية وخالق للشقاق وقد يؤدي الى انفصام عرى المودة وجاعل الاسرة مبعث انحطاط ومصدر تفشي خلل مجتمعي ونفسي وسلوكي مشين، ان اثار وتجلي الطهر في النفس والروح على البدن ان تكون النظافة في الجسد والسكن والبيت ومايتصل بالحياة والسلوك والنظام المعيشي ، فمن اتسخ بيته دل على ان روحه ملوثة بالرجس والقذارة ، فالقذارة الظاهرية دليل على فذارة الروح وسماجة النفس، والمرأة الصالحة تنأى بنفسها إلا ان تكون هاجرة للرجس متطهرة ، مهتمة بتأديب ابنائها عبر تصرفها السوي وسلوكها القويم وامرها القولي والعملي في ترسيخ معالم الطهر والنظافة والقوامة البيتية الحميدة، ان علامة القبول من الله ان توفق الزوجة في ان تكون دارها مقر للملائكة لا للشياطين، فالملائكة تتنزل على بيوت الطهر والنظافة والصلاح ، بينما الشياطين تتنزل على بيوت النجاسة والقذارة والاوساخ ، لذلك ترون اهل الايمان والتقوى في طهارة ونظافة دائمة بعكس السحرة والكفرة واهل المعاصي فهم في قذارة روحية وجسدية ومكانية، اعاذكم الله من النجاسة والقذارة ووفقكم للطهر الظاهري والباطني بجاه فاطمة وابيها وبعلها وبنيا والسر المستودع فيها