2021/08/14 | 0 | 5824
القيم بين الانهيار و البناء سماحة الشيخ أمجد الاحمد
محاضرة الليلة الثانية، 1443 هـ، -فريق صدى المنبر
قال تعالى ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إنّ الشرك لظلم عظيم).
ما هي القيم؟
بداية لا بد أن نعرف القيم، القيم جمع قيمة، وقد ورد لها في اللغة استعمالات عديدة، فتستعمل بمعنى الثمن المادي للسلعة، وتستعمل في الأمور المعنوية، يقول تعالى ( فيها كتبٌ قيّمة)
أي ذات قيمة معنوية لأنها تحمل الحق، وتأتي بمعنى الاستقامة كقوله تعالى (ذلك الدين القيّم) أي المستقيم الذي لا عوج فيه، وجاءت بمعنى الثبات والاستمرار، في قوله تعالى (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)، أي الثابت في نفس الإنسان.
أما في الاصطلاح فقد عرّف علم الاجتماع والتربية القيم بأنها مجموعة من الأفكار والمفاهيم المعيارية لمقايسة لسلوك الإنسان. لكي نحكم على سلوك الإنسان بأنه جيد أو سيء نحتاج مجموعة من الأفكار والمعتقدات نحتكم إليها وتسمى قيم.
▪️مثلا قيمة العدل، إذا اقتنع الإنسان بها فإذا نازعته نفسه بأخذ شيء من حقوق الآخرين يرفض ذلك لتناقضه مع قيمة العدل، فالعدل هو المعيار، وإذا رأى بأن للآخرين حق سعى لبذله وتقديمه لهم.
منابع القيم
ما هو المصدر الذي نستنبط منه القيم التي نؤمن بها ثم نجعل سلوكنا على ضوئها؟
هذه المسألة تمثل محطة افتراق بين المنظومة الفكرية الإسلامية وبين المنظومة الفكرية الغربية، لأننا نختلف معهم في مصدر القيم، نحن كمسلمين نعتقد بأن مصدر القيم هو الله تبارك وتعالى، من خلال القرآن الكريم وما جاء عن الرسول محمد (ص) وأهل بيته الأطهار (ص)،
أما في الغرب فقد جعلوا مصدر القيم الإنسان وتعاملوا مع الإنسان على أنه أصيل في هذا الكون ولم يتعاملوا معه على أنه وكيل،
أما الإسلام فيرى أن الإنسان مستخلف وليس أصيلا، ونحن نأخذ القيم ممن استخلفه وهو الله تعالى.
حينما رأوا بأن الإنسان له الأصالة وهو مصدر القيم، فقد رأت المنظومة الرأسمالية أن كل ما يحقق كسبا وربحا يكون قيمة، ويرى الاتجاه المادي أن كل ما يحقق مصلحة قيمة،
ولذلك يتحول التبرج والسفور إلى قيمة حين تستخدم المرأة للدعاية والإعلان والإغراء، بينما نحن كمسلمين نرى أن هذا سلوك سيء ومشين لأننا نعتقد بالقرآن الذي أمر بالستر والعفاف والحياء والحشمة والحجاب،
لذا فإن من الضروري اليوم ومع هذا العالم المنفتح الذي تقدم فيه مختلف المفاهيم على أنها قيم يجب أن نعرض كل ما يقدم لنا على معيار الدين لنرى إذا كان يتناسب مع الدين أو لا.
مثلا لدينا قيم مشتركة عند كل العقلاء مثل قيم الحرية والصدق والعدل والأمانة فهي قيم عند كل المجتمعات، و لكن في تفاصيلها يجب الرجوع إلى الدين، فحين يقدم لنا الغرب الحرية كقيمة عليا ولكنه يقدم الحرية المطلقة دون ضوابط فيسّوق شرب الخمر والسفور على أنه حرية
أما في الإسلام فهذا أمر مرفوض لأن الحرية في الإسلام مقيدة بالشرع والقانون والعرف، لأن الحرية بلا قيد تلغي الفرق بين الإنسان والبهيمة،
ونعود إلى العقل لتقييد الحرية أيضا، و في مثال العدل نحتاج إلى الشرع أحيانا لنعرف إذا ما كان هذا الأمر هو من العدل أم ليس من العدل، فالمنبع الأصيل للقيم هو الدين ( ذلك الدين القيّم).
أهمية التربية القيمية
من الضروريّ أن نربي أبناءنا على القيم قبل أن نربيهم على السلوك الخارجي الظاهري علينا أن نغرس القيم في الأبناء، وحين نستخدم مفردة ( الغرس) التي يستخدمها المزارعون فلأن غرس القيم تشبه عمل المزارع تماما، فالمزارع يضع البذرة و يثبتها في الأرض ويتعاهدها بالسقاية والرعاية فكذلك القيمة، ⚡والقيم أيضا نحتاج إلى أن نزرعها في الأبناء ثم نثبتها ونعززها ونرعاها ونعتني بها، حتى ينشأ الإبن على قيم الصدق والإيمان والتوحيد وحب الله و احترام الآخرين والتواضع والعدل فكل هذه قيم، فكل سلوك الإنسان هو ترجمان لقيمه، السلوك أثر من آثار وجود القيم.
القيم والتغيير
القيم هي المنطلق لسلوك الإنسان، ولذا حينما تريد أن تعدل أي سلوك لأي إنسان أو لأي مجتمع لا بد أن تعدّل الفكر، وهذا مما نستفيده من قوله تعالى ( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم).
إذا لم تتعدل القيم لتصبح سليمة و نزيهة فلا يمكن أن يتعدّل السلوك، لأن السلوك تبعٌ للقيم.
لهذا ندرك سبب عناء المربين في المؤسسات التربوية،
فحين نرى الجهد الذي يبذله المدير والموجه والمرشد في وضع العقوبات لضبط سلوك الطلاب ولكن تستمر الشكوى من الفوضى والمشاغبة وعدم احترام المعلم وهنا تدرك أن هذه الإجراءات التي تمارسها الإدارة لا تؤتي ثمارها لأن الخلل في القيم، فلو أن هذا الطالب تربى على القيم منذ طفولته، تربى على قيمة احترام النظام واحترام المعلم والمدرسة، فتكونت في داخله قداسة للنظام والمعلم والمدرسة لانعكس هذا على سلوكه،
ولكن إذا نشأ الطفل في بيئة تسخر بالمعلم فهو يسمع النكات التي تطلق يوميا على المعلم ويسمع طرف عن المدرسة وسخرية بالنظام التعليمي بالنظام العام فكيف تتوقع أن يصبح سلوكه؟!
لذا حين نرى طفلا يطأطئ برأسه احتراما للمعلم فلأن قيمة احترام المعلم قد غرست فيه فيما لم تغرس في داخل طالب آخر، ولهذا كل هذا الصراخ و التهديد لن يؤثر شيئا على سلوك الطلاب ما لم تعدّل القيمة.
القيم و تقدير الذات
و حين نرى بعض المثقفين يحاول أن ينشر ثقافة القراءة في المجتمع فيهيؤ الكتاب ويوفره بسعر زهيد ومع ذلك لا تجد من يقبل عليه، لأن المشكلة ليست في عدم توفر الكتب أو سعرها.
ولكن المشكلة في عدم غرس قيمة القراءة و محبة العلم وقيمة النزوع إلى الكمال، وغياب قيمة تقدير الذات التي تدفع الإنسان إلى التكامل بذاته والسعي بتربيتها وتثقيفها وترقيتها في سلم الكمال. لذا من الضروري أن نربي على القيم قبل أن نربي السلوك،
القيم أولا ثم السلوك، لأن القيم هي التي تصيغ سلوك الإنسان و تجعله سلوكا صحيحا.
◾ متى نبدأ في غرس القيم في الطفل؟
تبدأ التربية على القيم منذ الولادة، بل قبل ذلك، لذا تجد في الإسلام آداب قبل الزواج (اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس)، هذه تهيئة الأرضية لغرس القيم، و في أيام الحمل مثلا تكثر الأم من تلاوة القرآن وذكر الله، وبعد الولادة نجد استحباب الأذان في أذن المولود، لكي يبدأ التعلق بالله تعالى.
لقمان الحكيم ونموذج قواعد التربية القيمية
يمكن أن نستفيد قواعد التربية على القيم من خلال الآيات القرآنية التي حكت الصورة التي عرضت للقمان الحكيم رضوان الله عليه وهو يعظ ابنه، من خلال شخصية لقمان والأساليب والقيم التي استخدمها في موعظته.
◾ هناك قواعد وفوائد عديدة يمكن أن نستفيدها من هذه الآيات ومنها:
القاعدة الأولى
أن غرس القيم هي مسؤولية ملقاة على عاتق الوالدين في الدرجة الأولى، نعم غرس القيم هي مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة والملعب والمسجد، ولكن المسؤولية الأولى هي على الأسرة و الوالدين والأب، و ليست مسؤولية الأب منحصرة في الإنفاق والإطعام والإلباس.
القاعدة الثانية
لا بد لهذا الأب أن يكون متمثلا بهذه القيم التي يريد زرعها لأن أهم أداة للغرس هي القدوة. لذلك حين عرض القرآن الكريم شخصية المربي عرض شخصية عبد صالح وحكيم و هو لقمان ولم يعرض شخصية عادية غير ملتزمة بما تحث عليه، بل هي شخصية تربي بسلوكها قبل أن تربي بكلامها.
القاعدة الثالثة
أن على الأب الذي يريد أن يغرس قيما تربوية أن يمتلك وعيا تربويا ولا يكفي أن يكون إنسانا مؤمنا صالحا بل لا بد أن يكون واعيا بأساليب التربية المطلوبة، ولهذا قبل أن يسرد القرآن الحكم التي قالها لقمان ذكر ( ولقد آتينا لقمان الحكمة)،
والحكمة وضع الأمور في مواضعها، والحكمة تقتضي تعيين الأسلوب المناسب لغرس القيمة لدى الإبن، هل هو أسلوب القصة أم الأسلوب المباشر أم الأسلوب الغير مباشر أم أسلوب ضرب المثل؟ كيف أتعامل مع الفروقات بين هذا الولد وذاك وكيف أتعامل مع هذه البنت؟ وكيف أراعي التغيرات التي تحدث في البيئة ؟ فتربية طفل قبل عشر سنوات قد تختلف عن تربية طفل اليوم. وتربية الماضي تختلف عن زمن الميديا، ولذا قد يكون الإخوة متماثلين في الماضي أما اليوم لا يمكن الحكم على شاب أو فتاة من خلال عائلته أو من خلال أخواتها باعتبار التماثل فالتماثل ليس واقعيا اليوم في ظل تعدد القنوات التربوية المؤثرة في داخل البيت الواحد.
ولقد أصبح امتلاك الوعي التربوي اليوم متاحا في ظل توافر وسهولة الوصول إلى المعلومة و توفر المستشارين التربويين.
القاعدة الرابعة
المبادرة إلى غرس القيم، لا تنتظر أن يصدر سلوك خاطئ من الطفل لكي تتحرك لتعديله بل بادر لغرس القيم قبل ذلك، ولا تنتظر أن يسألك ابنك لكي تقوم بتوجيهه، لا تنتظر أن يقع في مشكلة لكي تنتشله، القرآن يخبرنا أن لقمان لم ينتظر أن يسأله ولده بل هو من بادر بالتثقيف وغرس القيم ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه).
القاعدة الخامسة
أن يكون غرس القيم بأسلوب الإحترام والتقدير، بالتي هي أحسن، الأسلوب الخشن والفظ لا يناسب غرس القيم بل ينفر الأبناء ويدفعهم ولهذا استخدم معه تعبير ( يا بني) وهذا التعبير فيه إشعار بالحنو والعاطفة الأبوية، يشعره بأنه هذا الأب حريص عليك وينصحك لأنك تعنيه وتنسب إليه، فالإبن إذا نودي بألفاظ نابية و وجد خارج المنزل من يقدره و يناديه بأجمل العبارات فسيجد ذاته خارج المنزل، في حين أن البيت أولى بأن يحترمه ويحتظنه حتى وإن أخطأ فلا يرفضه فيستقبله الشارع، ولهذا نجد لقمان الحكيم يكرر في مواعظه هذه العبارة التي توحي بالاحترام ( يا بنيّ).
القاعدة السادسة
التنوّع في الأسلوب، فتارة يستخدم الأسلوب المباشر: ( لا تشرك بالله)، وأخرى يستخدم أسلوب ضرب المثل: ( يا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).
فحين يريد المربي غرس قيمة الصدق في الطفل فعليه أن ينوع في الأساليب فتارة يعرض الفكرة بشكل مباشر و مرة من خلال قصة وثالثة من خلال مشهد تمثيلي، ورابعة يستخدم ضرب المثل، وهكذا، فالتنوع في الأساليب أمر مطلوب.
القاعدة السابعة
ترتيب جدول القيم بحسب الأولوية والأهمية، فحين تخصص شهرا لغرس قيمة معينة وشهر آخر لقيمة ثانية فعليك أن تبدأ بالأكثر أهمية.
وأول قيمة بدأ بها لقمان هي قيمة التوحيد: ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلمٌ عظيم)،
وفيها إشارة إلى أنك حين تنهى ابنك عن أمر ما فينبغي أن توضح له العلة والفلسفة وراء نهيك لأنه سيتساءل عن سبب نهيك له، من الخطأ أن تقول له: افعل ما أقوله ولا تسأل عن السبب.
الظلم قبيح وأقبح الظلم حين يكون في علاقتك بالله تبارك وتعالى، وهنا هو يركز لدى ولده التوحيد لأن كل انحراف فكري أو سلوكي أو أخلاقي سببه البعد عن الله والشرك بالله، الشرك العملي، عبادة الطاغوت أو الهوى أو عبادة الذات أو عبادة الدنيا و الأموال، كل القيم تتفرع من التوحيد، ومن أسباب انهيار القيم الابتعاد عن طريق الله وضعف العلاقة بالله تبارك وتعالى،
وكما تقدم بأن منبع القيم الصافية هو الدين فإذا ابتعد الإنسان وأعرض فسيأخذ القيم من مصادر أخرى غير المصدر الذي يريده الله تعالى ولذا لا بد من تركيز قيمة التوحيد ومحبة الله، تحدّث مع ولدك عن الله تعالى وعن عظمته ونعمه وعن وجوب شكر المنعم حتى ينطلق في عباداته السلوكية من حبه لله، من الخطأ أن نربي أبناءنا على الصلاة مباشرة فقبل ذلك لا بد أن نغرس الارتباط بالله تعالى ولهذا نعاني من صعوبة في التدريب على الصلاة لأننا لم نخلق قيمة التعلق بالله وقيمة التوحيد في سنوات الطفولة، ثم قيمة استشعار حضور الله تعالى واطلاعه وأن الله يراه، لأن الإنسان يعصي لأنه يغفل عن حضور الله ويراقب الناس ويختبيء منهم و يغفل عن حضور الله،
و لهذا لقمان يقول: ( يا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).
فلا تظن أنك وحدك حين يشاهد في جوالك أو حين تكون مع صديقك لوحدكما، ولا تضمر في قلبك سوء وتظن أن الله لا يعلمه! إن الله أقرب من حبل الوريد، ( أيحسب أن لم يره أحد؟! ألم نجعل له عينين؟! ) هل الله الذي منحك هاتين العينين التي تبصر بهما لا يراك؟! (هو السميع البصير).
الحسين (ع) في ظلال التربية القيمية
حين أتى شاب إلى الإمام الحسين (ع) واشتكى له تعلقه بالمعصية قال له اصنع خمسا واعص الله ما شئت،
فقال: ما هي؟! قال: لا تأكل من رزق الله واعص الله ما شئت، قال: من أين آكل والرزق كله من الله، قال: أما تستحي أن تأكل من رزقه وتعصيه؟! قال: لا تمش في أرض الله واعص الله ما شئت، قال أين أذهب و الأرض كلها لله؟! قال: أما تستحي أن تمشي على أرضه وتعصيه؟! قال: اذهب إلى مكان لا يراك الله فيه واعص الله ما شئت، قال: لا يوجد مكان لا يراني فيه الله! قال: أما تستحي أن تعصيه وهو ينظر إليك؟! قال: الرابعة إذا جاءك ملك الموت فادفعه عن نفسك، والخامسة إذا جاءك زبانية جهنم ليأخذوك إلى النار فخلص نفسك منهم. فقام الشاب تائبا بعد أن أيقظ الإمام الحسين (ع) فيه الشعور بحضور الله ومراقبة الله وغرس فيه قيمة شكر المنعم. فمن الخطأ أن نربي أبناءنا على مراقبة الناس بدلا من مراقبة الله.
فلقمان الحكيم بدأ بتوحيد الله تعالى ثم قال ( يا بني أقم الصلاة) لأن الصلاة سلوك يأتي بعد العلاقة بالله وبعد استشعار حضور الله،
وهو يربي ابنه على تحمل المسؤولية في المجتمع من خلال حثه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو يصارحه بأنه سيلاقي المصاعب في طريق إصلاح المجتمع الذي سيتعارض إصلاحك مع ما يريده الكثير منهم، ولذا ينصحه بالصبر على ما يصيبه في هذا الطريق ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور).
وبعد أن تعامل لقمان مع القيم الدينية تعرض إلى القيم الاجتماعية (ولا تصعر خدك للناس) اغترارا بأبيك وبمكانة أسرتك ( ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور)،
فحين أراد غرس قيمة التواضع ربطها بمحبة الله تعالى لأنه كان قد بنى جميع قواعده القيمية على محبة الله وتوحيده والإخلاص له، ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير).
▪️وهكذا كان الإمام الحسين (ع) نتاج التربية القيمية الواعية التي تلقاها من جده محمد (ص)،
ولذا كان أساس هذا المجد والعزة التي نقرأها في يوم عاشوراء هو البيئة وهذه الأسرة التي تربى فيها الإمام الحسين (ع) تعلم الإيمان من رسول الله (ص) وغرس فيه تحمل المسؤولية في حادثة مباهلة نصارى نجران وجعله شاهدا من الشهود على معاهدة الطائف، وغرس فيه قيمة العزة والكرامة (هيهات منّا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسولُه، والمؤمنون، وحجورٌ طابت وطهرت).
وغرست في نفسه فاطمة (ع) حبّ الناس حين سألها الحسن (ع): لم تدعين لغيرك ولا تدعين لنفسك ▪️فقالت: (الجار ثمّ الدار).
جديد الموقع
- 2024-12-03 الحضور الأدبي في فكر الأديب
- 2024-12-03 إيلون ماسك والقراءة
- 2024-12-03 قراءة في كتاب (مزاج الكتابة، الكتابةمفهوما، ومزالق، ومقومات)
- 2024-12-02 بر الفيصلية وحي الملك فهد ومسجد الإمام الصادق في رحلة بحرية.
- 2024-12-02 كيف يتعامل الأطفال مع الشائعات وماذا نستفيد من ذلك؟
- 2024-12-02 حُب الحسا أجنني إلى كل مسؤولٍ رسميٍ، وناشطٍ اجتماعيٍ وتفاعلي بالتأثير..
- 2024-11-30 ثلاثة يجب الحذر منها
- 2024-11-30 "جمع من شيعتنا ومحبينا".. إيمان وأُنس
- 2024-11-30 هل نبحر نحو الهلاك؟
- 2024-11-30 إلى أمين الأحساء مع التحية سعادة المهندس: عصام الملا (سلمه الله)