
2025/09/09 | 0 | 233
رجز الطف وأغراضه
بقلم :علي البحراني - تاروت
أميري حسين ونعم الأمير
سرور فؤاد البشير النذير
وأنا أتصفح الكتاب تذكرت الأيام الجميلة، كنا أطفال نتبارز بأعواد جريد النخل، بعد أن نستمع الى الخطيب الحسيني وهو يتلوا ابيات الرجز الحماسية، كل واحد من الأطفال كان يمثل شخصية من شخصيات أبطال كربلاء، ونبدأ في تكرار الابيات ونحن نمثل مشاهد المعركة في كربلاء.
يعتبر الرجز الحسيني في ملحمة كربلاء المقدسة من أشرف الرجز وأقدسه وأكثر دلالة على انتماء أنصار الامام الحسين عليه السلام إلى سيد شباب أهل الجنة وذوبانهم فيه بما اظهره من العشق الإلهي من خلال اراجيزهم وبطولاتهم ومواقفهم.
ينطلق المهندس إبراهيم ابوخمسين في كتابه (رجز الطف وأغراضه) الصادر عن (دار الانتشار العربي، 271 صفحة من القطع الكبير، الطبعة الأولى 1446هـ - 2025م)، من شرح لكيفية الرجز عند العرب وبالخصوص في رجز الحرب حيث يكون الحماس عند المحارب كبيرا في تعريف نفسه ومن هو ابيه وقبيلته.
الكتاب يعتبر إضافة جميلة إلى الكتاب الحسيني والمكتبة العربية، لأنه يمثل دراسة شاملة حول رجز الطف واغراضه ويعتبر الكاتب من القلائل اللذين كتبوا في هذا المجال.
يوضح الكاتب بان شعر الحرب قد راج عند العرب قديماً حيث يرتجز بطلهم في حومة الحرب بأبيات من الرجز وعادة لا يزيد على خمسة أو ستة ابيات، ولعل ابتداع الرجز وزناً واستعمالا جاء من مشية الناقة، وكان أول ما ابتدعوه من أوزان الشعر على ما رواه لنا الأدب القديم، وفي لغتهم الناقة الرجزاء هي التي تمشي الرجز فهو سهل على اللسان فلذلك تناولوه في الحروب حين المبارزة والمناجزة، فكان على شبا السيوف وأطراف الأسنة فلم تشغلهم عنه فجائع القتال ولا مواجهة الهلاك، فكانوا اذا هجموا على العدو ارتجلوا والخيل تهوي بهم نحوه وهم يهدهدون جراحهم بلحونه.
تاريخ الرجز وتطوّره:
ذهب أكثر المتحدثين عن الشعر أنه بدأ بالرجز، فعلى هذا يكون تاريخه من تاريخ الشعر، وإذا قلنا إن الشعر بدوي الأصل كما قالوا عنه وأنه مرتبط بالغريزة الإنسانية فلعل تاريخه يعود إلى تاريخ اللغة العربية، هذا إن لم نقل أنه أقدم منه باعتباره مرتبطاً بالإنسان لا بلغته كما ادعى بعضهم أنه هو الوزن اليوناني المعروف باسم «أيامبي» والذي يتألف المصراع فيه من أوتاد.
هذا وقد ذهب الجاحظ إلى أن تاريخ ظهور الشعر يعود إلى مائتي عام قبل الإسلام ويعتبره حديث الميلاد صغير السن ويستدل على ذلك بقول امرئ القيس بن حجر:
إن بني عـوف ابتنوا حسنا**ضبعـه الـداخلون إذ غـدوا
أدّوا إلى جارهـم خفارتـه**ولم يضع بالمغيب من نصروا
كما يؤكد الكاتب: أنه من خلال تتبعنا للأراجيز وجدناها تشير الى اثني عشر (12) غرضاً وبالطبع هي داخلة ضمن اراجيز الحرب الذي هو أحد أغراض الرجز وهذه بعض الأغراض:
1- التعريف بالنفس وقد يكون بالاسم واسم الاب أو الآباء الكرام او اسم القبيلة او بهم جميعا.
2- التعريف بالمفدى عنه (القيادة الربانية) والولاء له.
3- التعريف بالعدو، والبراءة منه.
4- الهدف من القتال والجهاد/ كحماية الدين والمبادئ والثواب والذب عن القيادة الربانية المهمة التي من أجلها يشن الهجمة.
5- اثبات الولاء.
ونستعرض هنا بعض ابطال كربلاء في هذا المضمار حيث يقول خالد بن عمرو الأزدي حينما طلب إذن القتال من الامام الحسين:
صبراً على الموتِ بني قحطانِ**كيما تكونوا في رضا الرحمانِ
ذي المجدِ والعزةِ والبرهانِ**وذي العُلا والطَّولِ والإحسانِ
يا أبتا قد صرت في الجنانِ** في قصرِ در حًسَن البنيانِ
فهذا الفارس يخاطب أباه الشهيد الذي سبقه بدقائق إلى الشهادة بأنه رأى في قصر من در حسن البنيان.
بينما يرتجز آخر من ابطال كربلاء مدافعا عن الامام الحسين عليه السلام:
أقدم حسين اليوم تلقى أحمدا**وشيخك الحبر علياً ذا الندى
وحسناً كالبدر وافى الأسعدا**وعمك القرم الهمام الأرشدا
حمزة ليث الله يدعى أسداً**وذا الجناحين تبوا مقعدا
هذا هو سويد بن ابي المطاع الذي وقف امام الامام الحسين ليوثق للتاريخ صدق الاقدام على طريق ذات الشوكة من شهدا أهل البيت.
اما مؤذن الامام الحسين الحجاج بن مسروق الجعفي يقول في ارجوزته:
فدتك نفسي هادياً مهديا**اليوم ألقى جدك النبيا
ثم أباك ذا الندى عليا**ذاك الذي نعرفه الوصيا
ويقول نافع بن هلال بن نافع الجملي المرادي في ابياته الجميلة وهو رامي النبال في جيش الامام الحسين حيث كتب اسمه على النبال وقال:
ان تنكروني فأنا ابن الجملي**دين على دين حسين بن علي
اما عبدالرحمن بن عبدالله اليزني وهو من اوفده اهل الكوفة مع قيس بن مسهر ومعهما نحو مائة وخمسون كتابا الى الحسين عليه السلام:
أنا ابن عبدالله من آل يزن**ديني على دين حسين حسن
اضربكم ضرب فتى من اليمن**أرجو بذاك الفوز عند المؤتمن
ونشير أيضا على ان الكتاب مليء بالأسماء التي ناصرت الامام الحسين عليه السلام من الاصحاب وكل واحدا منهم قد نعى نفسه في حومة الميدان ومن أراد التوسع فليراجع الكتاب المذكور.
الخلاصة:
أشار الكاتب ابوخمسين الى ان الكتاب يقوم بتعريف الرجز مستعينا بما قاله النقاد القدماء مثل (ابن رشيق القيرواني) و(الأغلب العجلي) واضرابهم في تعريف الرجز هل هو من الشعر ام لا، وسرد تطوره عند العرب.
وفي الأخير أشار الكاتب الى ابطال كربلاء كل واحد باسمه وشعره المنسوب له من الرجز والفخر بالنسب والحسب.
جديد الموقع
- 2025-09-22 رئيس العدالة: الفوز على الهلال هدفنا
- 2025-09-22 ادارة المساجد بالاحساء تحتفي باليوم الوطني السعودي 95 تحت شعار عزنا بطبعنا
- 2025-09-22 إطلاق حملة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية في الأحساء
- 2025-09-22 "فن النحت على الخشب" ورشة تدريبية لمستفيدات ضمان الأحساء
- 2025-09-22 سمو محافظ الأحساء يزور مستشفى الصحة النفسية ويكرّم منسوبيه
- 2025-09-22 كــل عـام ٍ فـي بـلادي مـجد
- 2025-09-22 الهوية الوطنية والذاكرة التراثية في شعر شباب عكاظ: دراسة تحليلية لنصوص الشعراء الفائزين.
- 2025-09-22 الإنطلاق بعد الستين إلى رحاب حياة جديدة يحدث فرقًا لك وللآخرين
- 2025-09-22 هديرُ الصمتِ: رحلةٌ عبر البوذيّة
- 2025-09-21 المرأة الريفية في الأحساء: نموذج للتمكين والمشاركة الفاعلة