
2025/09/22 | 0 | 60
الهوية الوطنية والذاكرة التراثية في شعر شباب عكاظ: دراسة تحليلية لنصوص الشعراء الفائزين.
مدخل الدراسة:
يشكل الشعر المعاصر نافذة حيوية لفهم الهوية الوطنية والذاكرة التراثية في المجتمع العربي، ويمثل شعراء شباب عكاظ حالة نموذجية لهذا التفاعل بين الفرد والوطن، حيث الحنين إلى الجذور والانتماء للأرض. تأتي هذه الدراسة لتسبر أغوار نصوص سبعة من أبرز شعراء الشباب، مستكشفة كيف تتحول الكلمات إلى وسيلة لإحياء التراث، والتعبير عن الانتماء، ومقاومة الغربة، وتعزيز شعور الانتماء الجماعي.
أسئلة الدراسة:
كيف يعكس شعر شباب عكاظ الهوية الوطنية والذاكرة التراثية في نصوصهم؟
وما الأساليب الفنية والرمزية التي يستخدمونها لاستدعاء الانتماء وإحياء التراث الشعري؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى تحليل نصوص الشعراء السبعة لفهم تمثلات الهوية الوطنية
واستدعاء الذاكرة التراثية، مع التركيز على دور الشعر في التعبير عن الحب المتجذر للأرض، والغربة والانتماء، والتواصل بين الذاكرة الفردية والجمعية.
سبب اختيار النماذج:
تم اختيار الشعراء بناءً على فوزهم بجائزة شاعر شباب عكاظ خلال الفترة 2009–2016، مما يعكس تنوع التجربة الشعرية واتساع نطاق الهوية الثقافية في المملكة العربية السعودية:
• أحمد القيسي: “وتسألني” (2009)
• ناجي حرابة: “عناقيد من خابية الوطن” (2010)
• إياد الحكمي: “عتبات وبوابة مشرعة” (2012)
• حيدر جواد العبدالله: “رملة تغسل الماء” (2013)
• علي الدندن: “حناء من سراب” (2014)
• حسن طواشي: “وحي من سدة الغيم (خبر الأمس)” (2015)
• خليف غالب الشمري: “حزن صعلوك متأخر! رسالة إلى الشنفرى” (2016)
النتائج المتوقعة:
من المتوقع أن تكشف الدراسة عن أنماط متكررة في تمثلات الهوية الوطنية، وتبرز دور الشعر كملاذ لمقاومة الغربة، وتعميق الانتماء للأرض، واستحضار التراث الثقافي.
كما ستوضح كيف يتحول الشعر إلى مساحة تلتقي فيها الذاكرة الفردية والجمعية، ويُجسّد فيها التفاعل بين الماضي والحاضر، ليصبح مرآة للوعي الوطني والأصالة الثقافية
تمهيد:-
تشكّل جائزة شاعر شباب عكاظ فضاءً شعريًا يجمع الأصوات الجديدة في المملكة العربية السعودية، لتكون نصوصهم مرآة للواقع والهوية، وجسرًا بين الماضي والحاضر. ومن خلال هذا الملتقى الثقافي، تتبدّى أهمية البحث في نصوص هؤلاء الشعراء، للكشف عن حضور الهوية الوطنية والذاكرة التراثية، ورصد كيفية تحوّل الشعر إلى خطاب يزاوج بين التجربة الفردية والذاكرة الجمعية.
مقدمة الدراسة:-
تسعى هذه الدراسة إلى تحليل نصوص سبعة من الفائزين بجائزة شاعر شباب عكاظ (2009–2016) بوصفها نماذج شعرية تعبّر عن تلاقي الوطن والتراث في سياق معاصر. فقد عبّر الشعراء عن حبهم المتجذر للأرض، وعن ارتباطهم بالتاريخ والذاكرة الجماعية، واستدعوا شخصيات وأماكن ورموزًا تراثية لصياغة صورة شعرية تتسع لتشمل الفرد والمجتمع معًا.
محاور الدراسة:
سوف تتناول هذه الدراسة محورين أساسيين:
1. الهوية الوطنية
ويتفرع إلى ركيزتين:
• الغربة والانتماء
• الحب المتجذر للأرض
2. الثراء التراثي
ويتفرع إلى ثلاث ركائز:
• الشخصيات
• الأماكن
• سوق عكاظ
المحور الأول: الهوية الوطنية
مقدمة المحور الأول:-
يتجلّى محور الهوية الوطنية في شعر شباب عكاظ عبر تلازم عنصرَي الغربة والانتماء مع الحب المتجذر للأرض. فالشعراء يواجهون شعور الفقد والاغتراب داخل الواقع أو داخل الذات، فيلجأون إلى الشعر ملاذًا لاستعادة الانتماء، ويستحضرون الذاكرة الفردية والجمعية لتأكيد روابطهم بالأرض وبالمجتمع. بهذا يكتسب النص الشعري بعدًا وجدانيًا وجماعيًا يعكس الصراع والتوازن بين الحنين للوطن والتمسك بالهوية الوطنية.
ويندرج تحت هذا المحور ركيزتان:
1. بين الغربة والانتماء
2. الحب المتجذر للأرض
⸻
الركيزة الأولى: الهوية الوطنية بين الغربة والانتماء
مدخل:
يُعَدّ مفهوم الهوية الوطنية أحد أبرز المحاور التي تنعكس في تجربة شعراء شباب عكاظ، حيث تتداخل ثنائية الغربة والانتماء في نصوصهم لتكشف عن صراع داخلي بين الفقد والبحث عن مأوى، وبين الحنين إلى الوطن والتمسك به كجذر أصيل في الذاكرة الفردية والجمعية. وتتعدد تمثلات هذا البُعد من خلال ثلاثة مستويات رئيسية: الغربة الداخلية والانتماء الوطني، ثم الشعر كملاذ لاستعادة الانتماء، وصولًا إلى مقاومة الغربة وتأكيد الهوية.
العناوين الفرعية:
1- الغربة الداخلية والانتماء الوطني:
يطرح أحمد القيسي، فكرة أن الإنسان بلا حبٍ حقيقي لأرضه أو جذوره يعيش كأنه في منفى، وكأن غياب الانتماء يحول الحياة إلى فوضى وتشوش داخلي، فتصبح المسارات مقطوعة والمتاهات بلا جدوى.
فحينما سألته معذبته وكأن الإنسان بلا حب يعيش في منفى:
وتــســــألــــنــي :
حيــــاتُكَ كُلُّهَا فوضـى
سِمَاتُـــــكَ كُلُّهَا فوضى
دروبُكَ نِصْفُهَا مَقْطُوعْ
وأخرَى فِي متاهاتٍ بلا جَدْوَى
وتـــســألــــــنـــــــي :
لمـاذا فـي ديـاري عـشـتُ مَنفِيًّا ؟
وكيف تكونُ أوطاني لِيَ المنفى ؟
وَكَيْف أَعِيش كُلّ الْعُمْر مغـترباً
بِلَا زمنٍ ولا وَطَنٍ
وَلَا عنوانَ يَحمِلُنِي
في هذه الأبيات، يُظهر القيسي أن الغربة الداخلية ليست مجرد بعد جغرافي، بل هي فقدان للانتماء الحقيقي؛ فالهوية الوطنية وجذور الإنسان تشكل أساسًا لسلامه النفسي وإحساسه بالانتماء. الغربة هنا تطرح السؤال عن معنى الوطن، وتكشف أن الحياة بلا انتماء تصبح ضائعة وفوضوية، مما يبرز ضرورة الولاء والارتباط العميق بالأرض والجذور
ثم يأتي خليف الشمري ليؤكد على التمسك بالماضي والتاريخ الوطني رغم الألم والغربة:
«ضاقتْ دوربٌ من الأحلام نعرفها
وأسفرَ الموتُ في هزلى مطايانا
«قد كان ما كان إن صدقاً وإن كذِباً»
لن يتعبَ القلبُ في تفسير ما كانا!
مُشرّدونَ على الماضي، بطولتُنا:
أحزانُـنَـا..
وبقايانـا: بقايـانا!»
من خلال هذا الوعي بالتاريخ والبطولات السابقة، نجد أن الولاء الوطني ليس مجرد شعور عابر، بل هو صلة حية بين الماضي والحاضر والمستقبل. الغربة المؤلمة تتحول إلى دافع للحفاظ على الهوية والانتماء، ويصبح الماضي مرجعًا يزود الحاضر بالقوة والإصرار على البقاء والوفاء للوطن
⸻
2- الشعر كملاذ واستعادة للانتماء:
يلجأ الشعراء إلى الكلمة الشعرية كبديلٍ عن الوطن المفقود، ومجالٍ لتعويض غياب الانتماء الواقعي.
فقد جعل القيسي الشعر وطنًا آخر يحمله في ذاته:
«فإن الشعر لي وطنٌ / وإن الشعر لي نجوى»
وقد استعمل ناجي حرابة الشعر أداةً لمقاومة القحط الروحي والغياب، فجعل منه قوة حياة تُروي وتُشبع:
«هُنَا الشِّعْرُ إِنْ جَاعَتْ صَحَارى وَأُظْمئتْ / تَهَادَى فَأَرْوَى ثُمَّ جَادَ فَأَشْبَعَا»
وربط حيدر جواد العبدالله بين الإبداع الفني والهوية الوطنية، مُبرزًا دور الفن في إحياء الانتماء والرسالة:
«ها هُوَ الرملُ يُرينَا أنَّ فِي / عبثِ الكُثبانِ فنٌّ وَرِسالَة»
⸻
3- مقاومة الغربة والتأكيد على الهوية:
لم يكتف الشعراء باستدعاء الشعر كملاذ، بل حوّلوه إلى سلاحٍ لمواجهة الغربة والفراغ.
فقد جعل القيسي من الشعر خريطةً بديلة تعيد إليه المأوى:
«أصوغُ الحلمَ قافيةً / تشقُ سمايَ لا تخشى / فأبني منه خارطتي / إلى طرقٍ بها المأوى»
وصوّر حرابة نفسه مقاوماً للنشاز الذي يحاول إبعاده عن وطنه، مؤكدًا إخلاصه لسماع الوطن وحده:
«يُسَاوِمُنِيْ فِيْكَ (النَّشَازُ) وَإِنَّنِيْ / بِغَيْرِكَ لَمْ أَطْرَبْ وَمَا خُنْتُ مَسْمَعَا»
وعبّر حسن طواشي عن التحدي الوطني في مواجهة الإخفاقات، مستندًا إلى قوة الحلم الذي يسمو فوق الفشل:
«فكيْفَ نُخْضِعُ للأيامِ خَيلَ نُهَىً / والحُلْمُ أجمَلُ مِنْ أضْغَاثِ مَنْ فَشِلوا»
وأخيرًا، قدّم الشمري الشعرَ بوصفه عصيانًا وتمردًا على واقع الاغتراب، ليبقى وسيلةً لصون الهوية:
«يا سيّدَ الأزْد.. شِعري لا يطاوعني / أفِق! نريدُ لهذا الشِـعر عِصياناً..»
⸻
خلاصة الركيزة الأولى:
ثنائية الغربة والانتماء شكّلت مركزًا حيويًا في هوية النص الشعري لدى هؤلاء الشعراء. فهي غربة لم تستسلم لليأس، بل تحولت إلى دافعٍ لإعادة بناء هوية وطنية متجددة، جعلت من الشعر مأوىً، ومن الحلم سلاحًا، ومن التمرد طريقًا للحفاظ على الانتماء.
⸻
الركيزة الثانية: الهوية الوطنية للحب المتجذر في الأرض:
مدخل:
يتجلّى الحب المتجذر للأرض لدى شعراء شباب عكاظ من خلال بعدين متكاملين:
1. الذاكرة الفردية: تجربة الشاعر الشخصية مع الأرض
2. الذاكرة الجمعية: استحضار التاريخ والتراث والعلاقات الاجتماعية
⸻
أولاً: الذاكرة الفردية:
عبّر ناجي حرابة عن استجابة القلب للأرض والحنين إلى حضورها في ذاكرته:
«(أَنَا)كَ (أَنَا)ي المُسْتَهَامَةُ إِنَّهُ
إذا مَا دَعَاكَ القَلْبُ لَبَّيْتُ مَنْ دَعَا
أَرَاكَ إِذَا فَتَّحْتُ عَيْنِيْ مَعَالماً
مِن الحُسْنِ لَمْ يَبْرَح بِهَا الجِيْدُ مُتْلَعَا
و إِنْ أَنَا أَرْخَيْتُ الجُفُونَ تَزَاحَمَتْ
طُيُوفُكَ في عَيْنِيْ لِتَهْطِلَ مَدْمَعَا»
وقدّم إياد الحكمي تجربته الفردية عبر لغة الحروف والأبجدية، مستحضراً الصحراء والأفق:
«فأبجديتُنا في أبجديتِهِ
يدٌ تحاولُ لكن هدَّها القِصَرُ
لم نبتكر في مدى صحرائه أَلِفاً
إلا وياءاتهُ في الغيمِ تُبتكَرُ»
وربط حيدر العبدالله بين الأرض والذاكرة العائلية كامتداد للهوية:
«بِعِيالِي وأبِي، هَذا الذي
مُنذُ أَنْ أصْبَحَ، أَصْبَحْنا عِيالَهْ
مَا انْتَحَلْنَاهُ، وهَلْ ينْتَحِلُ الـ
ـطّفْلُ أهْلِيهِ, لِكَيْ نرجُو انْتِحَالَهْ؟
نحنُ أحْرزنا لهُ (جِينَاتِنَا)،
حِينَ عَايَشْنَا رَخَاهُ وهُزَالَهْ»
ثم جسّد علي الدندن علاقة الأرض بالأبوة والارتباط بالجيل:
«أرى وطناً، أعني أبًـا، لا أبوّةٌ
تليقُ بمجدِ الرملِ غيرُ أبوَّتِــهْ
أبٌ لجمالِ الوعدِ، كلُّ كريمةٍ
تعودُ إلى جذرٍ، تعودُ لنُطْفَتِهْ»
وأبرز حسن طواشي انتماءه الفردي للأرض بلغة رمزية:
«مُتْ يا أنايَ صَهيلاً دوْنَ قَافيةٍ
حتى تَرى الأرْضَ يَغفوْ فَوقَها الأمَلُ
وانْزَحْ بِرُوْحيْ إلى آفَاقِ قُبَّتِهَا
فدُوْنهَا شَمْعةُ التَأْريخِ تَشتعِلُ
كيْ أُقْنِعَ النَّجمَ أنّ السُّحْبَ ساجدةٌ
ليْ فيْ سَمائِي وأنَّيْ بعْضُ مَنْ غَزَلُوا»
⸻
ثانياً: الذاكرة الجمعية:
أشار ناجي حرابة إلى الأجداد ودورهم في تشكيل التراث المقاوم:
«فَقَدْ صَنَعَ الأَجْدَادُ مِنْ أَضْلُعِ الهَوَى
مَزَامِيْرَهُمْ كَيْ يَقْرَؤُكَ مُوَقَّعَا
كَمَا سَلَّةِ السَّيْفِ الصَّقِيْلِ وَجَدْتُهُمْ
يُنَاجُوْنَ تُرْباً بالإبَاءِ مُمَنَّعَا»
وأبرز إياد الحكمي دور الأجيال في بناء الوطن ودور الذين بذلوا مهجهم في بناء الوطن، مستحضراً التضحية والتاريخ الجماعي:
«نبوءةٌ في ضميرِ الشمسِ مذ صَدَعَتْ
بها السماءُ وألقى سمعَه السَّحرُ
هنا مشى ملأٌ أعلى أَمارَتُهُم
قالوا فلم يذروا ماتوا فما اندثروا
هم قد أحاطوا بكُنهِ الطينِ هم عرفوا
معنى جلالتِهِم إذ إنهم بشرُ»
وقد كرَّر الحكمي فكرة العودة إلى الجذور:
«عُدْ منك مصطحباً إياك إنَّ لنا
مثلَ الغريبِ حنيناً ليس يُغتَفَرُ
عُدْ كي تعودَ لبحرِ الماءِ زُرقَتُهُ
إذن تعودَ إلى بحر الرُؤى الدُّررُ
عُدْ بالدماءِ إلى أوراقِ أفئدةٍ
كتابها مذ محوتَ اللحنَ يَحتضِرُ»
وجعل حيدر العبدالله الناس أنفسهم امتداداً للأرض:
«الأناسِيُّ هُمُ الأرضُ إذَنْ،
إِذْ هُمُ مَنْ يَمْنحُونَ الأرضَ هالَة
حيثُما ألْقَوْا ضُحاهُمْ، أوْقَدُوا
جَذوةَ المعنى، وفانُوسَ الدَّلالَة»
وأبرز الدندن تواصل الأجيال مع الإرث:
«بنو الحكمةِ الأولى بنوهُ، وحسبُهُمْ
من الأرضِ أَنْ كانوا حروفاً لكُـنْيَـتِـهْ
إذا أزمعوا السُّكنى على ظهرِ حقبةٍ
من الدهرِ.. عادَ الدهرُ يشقى بحَدْبَتِهْ»
ثم عزّز الدندن العلاقة الجماعية بين الأرض والوجود:
«وما خلعتنا الأرضُ عن نسجِ لحْمِها
فلا نَـهَـرٌ يقوى على خلعِ زُرْقـتِـهْ..
لنا فيهِ أن نُنمى لأُسرةِ حُبّـنا
وللشهدِ أن يُنمى لأُسرةِ نحْلَـتِـهْ»
واستحضر طواشي إرث الأجداد كقوة ملهمة:
«على رِيَاحِ الأمَانيْ يُبحِرُ الأمَلُ
في كَفِّهِ لِغدٍ من أمْسِهِ رُسُلُ
مِجدَافُهُ آيَةُ الأجدَادِ تَحمِلُهُ
فَجْرٌ تَراقَصَ في أحدَاقهِ الأزَلُ
أدِرْ بطرفِكَ تُبْصِرْ هالَتَيْ قمرٍ
وعَبقراً منْ مَرايَا الضَّوْءِ يُخْتَزَلُ
فاقْبِضْ مِنَ الرَّمْلِ أنْغَاماً وذَاكرةً
مِمَّنْ على الصَّخْرة الأبْهَى رؤىً نُسِلُوا»
وجسّد الشمري تجربة الصعلوكية في ارتباطها بالتاريخ والأرض:
«مُسافرون .. بلا بابٍ يودّعـنا..
نودُّ أن نجعل التاريخَ مأوانا
لا أرضَ في الأرضِ.. تسقينا وتحضُنـنَا
لا قلب لـلقلب.. كي تسمو خطايانا..
نمضي على العهـد علّ الموت ينـقذُنا
في صُحبة الليل.. نُذكي نار نجوانـا..
«نسـتفُّ تُربةَ أرضٍ» أنبتَـتْ وطناً
كي يُنبِـتَ الجسدُ الصعلوكُ: أوطانا»
خلاصة الركيزة الثانية :
يبرز شعراء شباب عكاظ حبّهم المتجذر للأرض عبر الذاكرة الفردية والجمعية، حيث يعكسون الحنين والانتماء الشخصي، ويستحضرون الجذور والأجيال والتاريخ الجماعي، فتتحول الأرض رمزًا للهوية والإبداع والشعور الوطني
⸻
خاتمة المحور الأول:-
يبيّن هذا المحور كيف أن تجربة شعراء شباب عكاظ تشكّل لوحة متكاملة لهويتهم الوطنية، حيث تتحول الغربة إلى دافع شعري، ويصبح الشعر وطنًا وملاذًا، وتتمازج الذاكرة الفردية بالذاكرة الجمعية لتعكس وحدة الإنسان بالأرض والمجتمع. فالهوية الوطنية عند هؤلاء الشعراء ليست مجرد فكرة نظرية، بل تجربة حية يعبّر عنها الشعر كقوة للإحساس والانتماء، وللمحافظة على الجذور وإحياء التراث والوعي الجماعي. كما يظهر الحب المتجذر للأرض كجذر وطني وروحي يُلهم الأجيال المتعاقبة ويؤسس لرؤية شعرية تُزاوج بين الماضي والحاضر والمستقبل.
_____
المحور الثاني: الثراء التراثي
ويحتوي على ثلاث ركائز:-
الشخصيات – الأماكن – سوق عكاظ (ملتقى ثقافي)
مقدمة المحور الثاني:
يمثل التراث العربي ثراءً متعدد الأبعاد، يتجلّى في شخصياته، وأماكنه، وملتقياته الثقافية، حيث تصبح النصوص الشعرية بمثابة مرآة تعكس التاريخ والهوية والفكر الجمالي. الشعراء في نصوصهم لا يقتصرون على ذكر الماضي، بل يحركونه ويعيدون استدعاء أفعاله، ويستحضرون رموزه، ويحيون مساحاته، فيصورون التراث كطاقة حية تتفاعل مع الحاضر
الركيزة الأولى: الشخصيات في الثراء التراثي
مدخل:
استدعت النصوص الشعرية الشخصيات لتروي التاريخ وتؤطر الهوية؛ من النبي ﷺ وسام إلى هابيل وقابيل والفلاح، ومن الغزل إلى صعاليك العصر، حيث جسدت القدوة والرمز والإلهام والفعل المقاوم، وحولت أفعالها وروحها ومكانها إلى نسيج حيّ من الذاكرة التراثية والشعرية.
استحضر حيدر العبدالله النبي محمد ﷺ، مؤكدًا على القدوة الإلهية والاختيار الإلهي:
حسْبُنا أَنَّ لَدَيْنا المُصْطفى،
ولنا الأرضُ التي اللهُ اصطفى لَهْ
ثم استدعى حيدر العبدالله سام، رمز الفعل البشري والجلال الإنساني:
منذُ (سامَ) الأبِ والناسُ هُنا،
يبْذُرونَ المجدَ، يجْنُونَ الجلالَة
وبع ذلك جسَّد العبدالله صراع الحب والخطيئة الإنسانية بين هابيل وقابيل:
فِكرةُ الحُبِّ التي أبْدَعَها
قلْبُ هابيلَ، حَرسْناها هُنَا لَهْ!
فِي دِمانَا وطنُ الكلِّ الذي
لَمْ ولَنْ يرضَى لِقابيلَ اخْتِزالَهْ
وقد وظَّف حسن طواشي الغزل، مجسّدًا الرقة والانسجام العاطفي:
لَيْلايَ سِرْبُ عبيرٍ بتَّ تُقْرِئُها
مِنْ نَاي حِبْرِكَ ما لا يُتْقِنُ الغَزَلُ
واستحضر خليف الشمري الصعاليك وسيد الأزد، مجسّدًا التمرد الشعري والمواجهة الرمزية للسلطة التاريخية:
إنا صعاليكُ هذا العصرِ يا أبتي
أجسامنا ذبُـلَـتْ.. شَحّـتْ عطايانا!
نُصادق الورقَ المحمومَ..
نسرقُـهُ .. همّاً
ونُهـديهِ.. ما أقسى هدايانا!
يا سيّدَ الأزْد.. شِعري لا يطاوعني
أفِق! نريدُ لهذا الشِـعر عِصياناً..
أفِقْ.. فقلبُ الليالي راجفٌ..
وأنا طفلٌ
وصِدقي غدا زُوراً وبهـتانا
وجعل حيدر العبدالله من الفلاح، رمز البذل والإبداع المرتبط بالأرض:
كَمْ زَرعْناهُ بِأحْلامِ النَّدَى،
وشَرِبْنا مِنْ سَواقِيهِ زُلالَهْ
وَطَنٌ كالقمحِ، إِنْ أعْطَيتَهُ
نِيّةَ الفلاحِ، أعْطاكَ غِلالَهْ
واستدعى علي الدندن الفلاح، مضيفًا بعدًا إنسانيًا وعاطفيًا للبذل والانتماء:
سيفنى -ليبقى الحبُّ- كلُّ مدجَّجٍ
بقامةِ ليلاهُ، وأعطافِ خوْلَتِهْ
إذا عشقوا أنثى.. تطولُ نخيلُـهمْ
فلا يعشقُ الفلاحُ من دونِ نخْلَـتِـهْ..
وأبرز إياد الحكمي الأبطال الوطنيين، مجسّدًا الفخر بالوطن والارتباط بالماضي المجيد:
هنا مشى ملأٌ أعلى أَمارَتُهُم
قالوا فلم يذروا ماتوا فما اندثروا
هم قد أحاطوا بكُنهِ الطينِ هم عرفوا
معنى جلالتِهِم إذ إنهم بشرُ
واستدعى حسن طواشي المارقين، مجسّدًا التهديد الفكري والعداء للوطن:
الحقدُ يَغزو بِقَيحِ الفكرِ شُرفَتَنا
و المَارِقُونَ على أفْكَارِهمْ حَبلُوا
أغْبَى البَرَايا أُناسٌ يَدْفعونَ إلى
أعدائهمْ تُرْبَةَ الفِرْدَوْسِ إنْ بَخلُوا
خلاصة الركيزة الأولى:
تتجلّى الشخصيات في النصوص الشعرية كقوى فاعلة، قديمة أو أسطورية أو رمزية، مستدعَاة لتجسيد التاريخ والهوية والشعر، حيث يحوّل الفعل الشعري—استحضارًا وتمثيلًا وتمجيدًا وتمردًا—هذه الشخصيات إلى طاقة إبداعية ملموسة على مستوى الزمان والمكان والرمزية
....
الركيزة الثانية: الأماكن في الثراء التراثي:
مدخل:
الأماكن في التراث ليست مجرد مواقع، بل رموز حية تفاعلت مع الإبداع الشعري والذاكرة الثقافية، حيث استحضر الشعراء مكة والحراء والطائف ووادي عبقر وذي قار لتمثيل القداسة والجمال والطبيعة والإلهام الشعري في بوتقة واحدة
استحضر حيدر جواد العبدالله مناطق المملكة العربية السعودية، مجسّدًا سحر الأرض وبهجة المكان، مستدعيًا الأفق والجنوب والشمال، مجسّدًا الموسيقى واللون والإبداع في الطبيعة:
مِنْ خليجِ اللُّؤلُؤِ الغَضِّ إلى
أحمرِ المرجانِ هُدْبٌ وَاكْتِحالَة
وَكَأَنَّ الأُفْقَ عُرسٌ، فابْتَهِجْ
يَا جَنوبَ الحبِّ، وافْرَحْ يا شَمَالَهْ
أَلْهِمينَا يَا حِجَازَ اللهِ، يَا
هَجَرَ النَّخْلَةِ، يَا نَجْدَ الغَزَالَة
من لَذِيذِ اللّحْنِ (مُوسِيقى)، مِنَ الْـ
ـلَونِ سِحْرًا، ومِنَ الإِبْداعِ حَالَة
واستدعى ناجي حرابة مكة وزمزم والكعبة وحجر إسماعيل، مضيفًا بعدًا مقدسًا للأماكن، ومجسّدًا سموها الروحي وموروثها الشعري:
تَفِيْضُ عَلى جَنْبَيْكَ مِنْ (زَمْزَمِ) التُّقَى
جَدَاوِلُ مِنْ قَلْبٍ (بِمَكَّةَ) أُتْرِعَا
لِقَامَتِكَ الفَرْعَاءِ هَامٌ مُقَدَّسٌ
تَخُرُّ لَهُ الهَامَاتُ هَيْمَا وخُشَّعَا
فَتَاجُكَ - شَاءَ اللهُ - أَضْلاعُ ( كَعْبَةٍ )
وبـ( الحَجَرِ ) الأَسْنَى اسْتَطَالَ مُرَصَّعَا
واسترسل ناجي حرابة بعد ذلك ذاكراً غار حراء، مركز الوحي والإلهام، ليجسد البداية الروحية للرسالة الثقافية:
هُنَا ذَاتَ وَحْيٍ فَوْقَ ثَغْرِ (حِرَائِنَا)
تَفَتَّقَ آيٌ فَجَّرَ الحَرْفَ مَنْبَعَا
سَقَى وَطَنِيْ مَاءَ الهُدَى صَافياً فَمَا
عَلا سَعَفٌ فَوْقَ النَّخِيْلِ سِوَى دُعَا
واستحضر ناجي حرابة وادي عبقر، مؤكدًا رمزية المكان في الشعر وصور الخيال:
هُوَ الشِّعْرُ نَبْعُ البِيْدِ، رَاحِلَةُ الهَوَى
كِنَانَةُ صَدْرٍ، (عَبْقَرٌ)، رَاحَتَا دُعَا
وذكر حسن طواشي وادي عبقر، مجسّدًا جمال المشهد وربطه بالذاكرة الموسيقية والشعرية:
أدِرْ بطرفِكَ تُبْصِرْ هالَتَيْ قمرٍ
وعَبقراً منْ مَرايَا الضَّوْءِ يُخْتَزَلُ
فاقْبِضْ مِنَ الرَّمْلِ أنْغَاماً وذَاكرةً
مِمَّنْ على الصَّخرة الأبْهَى رؤىً نُسِلُوا
واستدعى علي الدندن ذي قار، موثقًا حضور المكان في الشعر وربطه بالصحارى والحقول:
خُـزامى حقولِ الشعرِ طعمُ شفاههِ
تودُّ الصحارى لو تفوزُ بقُبْلَتِـهْ
يسيرُ.. ضلوعُ الرملِ تحرسُ خطوَهُ
وأصداءُ “ذي قارٍ” تـرُنُّ برُكْبَتِـهْ
خلاصة الركيزة الثانية :
تجسّد النصوص المكان كحامل للمعاني والذكريات والإبداع، حيث تلتقي القداسة والجمال والإلهام الشعري ليصبح جزءًا من الهوية الثقافية والتراثية
...
الركيزة الثالثة : سوق عكاظ
مدخل:
يُعدّ سوق عكاظ من أبرز معالم التراث العربي قبل الإسلام، فقد كان ملتقى للتجارة والسياسة، لكن الشعر تصدّر مشهده، فصار رمزًا للهوية الثقافية وذاكرة للإبداع. عُرف بكونه حاضنة للمعلقات، ومنبرًا للنابغة وزهير وعنترة، وموطنًا للخطب الحكيمة مثل خطب قس الإيادي. جغرافيًا، ارتبط عكاظ بالطائف، فغدا المكانان معًا شاهدين على تمازج المكان والطبيعة والشعر. كما ارتبطت به رموز مثل الخيمة الحمراء (موضع التحكيم الشعري).
استحضر حسن طواشي (الطائف)، مجسّدًا خصوبة المكان وطعمه الشعري، ومظهّرًا انسجام الطبيعة مع الإبداع:
ها طائفَ الشِّعْرِ قَلبي تَاجُ سَوْسنةٍ
للنَحْلِ يُرْشَفُ من أعْمَاقهِ العَسَلُ
نما القَريْضُ على إكْلِيلهِ كَحَلاً
فجَاءَ يَهْمسُ مَا أوْحَى بهِ الكَحلُ
واستدعى إياد الحكمي ( الطائف)
، مبرزًا دوره في الإلهام الشعري والحضور الثقافي:
أو أنهُ الطائفُ الغربي مبتدراً
أخرى الجهاتِ ولا ينفكُّ يَبتدِرُ
وقد أبرز حيدر العبدالله شخصية قس الإيادي، خطيب العرب في عكاظ، رابطًا بين التجديد الفني والأصالة التراثية:
يَا عُكَاظَ الفنِّ، أشْرِبْنَا مِنَ الْـ
ـفَنِّ تَجْديدًا، وأطْعِمْنا أصَالَة
لَمْ يَزَلْ (قِسُّ الإِيَادِيُّ) هُنَا،
طَيْفُهُ يَكْشِفُ للريحِ سِلالَهْ
واستدعى ناجي حرابة (عكاظ) مقرونًا بالخيمة الحمراء وجبل المشقر بالأحساء، كاشفًا عن تاريخٍ مشبع بالشعر والبطولات:
هُنَا الشِّعْرُ إِنْ أَوْرَتْ (عُكَاظٌ) نُجُومَهُ
يَتِيْهُ مَسَاءٌ في (المُشَقَّرِ) شَعْشَعَا
هُنَا (طَرْفَةٌ) في الشِّعْرِ يَدْفُنُ سِرَّهُ
فَيَحْفِرُ مِنْ (ذُبْيَانَ) شَيْخٌ لِيَطْلَعَا
وَمَا(الخَيْمَةُ الحَمْرَاءُ) في أُفْقِ دَارِنَا
سِوَى هَزَجِ التَّارِيْخِ بَاحَ فَأَسْمَعَا
وأعاد إياد الحكمي إلى عكاظ بهاءه، مستحضرًا صور النشوة والخصب والتجدد وكأنه خمرةً ثقافية تُسكر وتُنعش :
أدِرْ عُكاظَكَ نثملْ قدرَ شاهقةٍ
تُراقِصُ الغيمةَ الأشهى وتَعتَصِرُ
مما رحيلِكَ أَنفاسٌ لنا هُزِمَتْ
أمَا وقد عُدْتَ فالأنفاسُ والظَّفَرُ
وغاص علي الدندن في ذاكرة عكاظ الشعرية ليستدعي رموزها الكبرى:
أرى في عكاظِ البدءِ “نابغةَ” الذي
أحالَ رموشَ الحرفِ سقْفاً لخيْمَتِهْ
إذا مسَّت الرؤيا “زهيرَ” ببؤسِها
وراءَ تخومِ النفسِ يخلو بحِكْمَتِهْ
وبانتْ سعادُ الروحِ عن عينِ “كعبِــ”ها
فدانتْ سعادُ الشعرِ في نسجِ بُرْدَتِهْ
“وعنترةٌ” لم يحتَكِرْ قطّ حبَّهُ
فعبلةُ مُلكُ الأرضِ.. ليستْ بِعَبْلَتِهْ
أرى “مالكَ ابن الرّيب” يصقُلُ حرفَهُ
ليصطادَ عند الموتِ ظبيةَ مَوْتَتِهْ
خلاصة الركيزة الثالثة:
يمثل عكاظ في النصوص الشعرية الحديثة ذاكرة حية للتراث، مركزًا للشعر والحوار الثقافي، وميدانًا للبطولة والهوية العربية. أحيا استدعاء قس الإيادي البعد الخطابي والفلسفي، وجسّدت الخيمة الحمراء وظيفة النقد والإبداع، بينما أعادت استدعاءات كبار الشعراء حضورهم، فصار عكاظ جسرًا بين الماضي والحاضر وملتقى أبديًا للشعراء والأفكار
خاتمة المحور الثاني:
تؤكد النصوص أن الثراء التراثي ينبع من تداخل الشخصيات، والأماكن، والملتقيات الثقافية كعكاظ. الشخصيات تمنح التاريخ الوجه الإنساني والرمزي، والأماكن تجسّد القداسة والجمال والذكريات، بينما توفر الملتقيات الثقافية مسرحًا للإبداع والحوار الشعري. ويبرز الفعل الشعري هنا كعامل ديناميكي يحيي التراث، ويحوّله من مجرد ذكر إلى حضور حي يساهم في تكوين الهوية الثقافية العربية.
نتائج البحث:-
1. جسّد الشعراء العلاقة مع الوطن من خلال الذاكرة الفردية التي تعكس تجربة ذاتية مشحونة بالحنين والانتماء، والذاكرة الجمعية التي تستحضر الأجداد والتاريخ والإرث المشترك
2. وظّفوا الشخصيات التراثية والدينية والأسطورية كرموز حية تستحضر القيم البطولية والمعاني الأخلاقية، وتعيد ربط الحاضر بامتداده التاريخي والرمزي
3. جعل الشعراء من المكان بعدًا دلاليًا يزاوج بين القداسة (مكة، الحراء) والجمال (الطائف، الجنوب) والإلهام (وادي عبقر، ذي قار، عكاظ)، فصار المكان مرآة للتاريخ والهوية.
4. مثَّل سوق عكاظ رمزًا ثقافيًا جامعًا في النصوص، فهو حاضنة للشعر والخطابة والحوار، واستدعاءه منح القصائد بعدًا تاريخيًا وحضاريًا يعيد وصل الماضي بالحاضر.
5. برزت ثنائية الغربة والانتماء بوضوح، حيث عبّر الشعراء عن ألم المنفى والاغتراب الروحي مقابل الحنين للأرض والتجذّر فيها.
6. أظهرت النصوص أن شعر شباب عكاظ لا يكتفي بالتعبير العاطفي، بل يتجاوز ذلك إلى بناء وعي شعري معاصر، يوازن بين الحس الوطني والبعد التراثي في إطار فني حديث.
خاتمة الدراسة:-
تكشف هذه الدراسة أن شعر شباب عكاظ يمثّل تجربة شعرية واعدة تعكس التحولات الثقافية والفكرية في المملكة العربية السعودية. فمن خلال استدعاء التراث واستحضار الشخصيات والأماكن، وصياغة خطاب شعري يجمع بين الذاكرة الفردية والجماعية، نجح الشعراء في رسم صورة للوطن بوصفه فضاءً للانتماء والإبداع معًا. ويؤكد البحث أن نصوصهم لا تحافظ على الهوية الوطنية فحسب، بل تسهم في إعادة إنتاجها شعريًا، بما يجعل من الشعر أداة للوعي الجمعي ومجالًا للتعبير عن الذاكرة والهوية في آن واحد.
جديد الموقع
- 2025-09-22 رئيس العدالة: الفوز على الهلال هدفنا
- 2025-09-22 ادارة المساجد بالاحساء تحتفي باليوم الوطني السعودي 95 تحت شعار عزنا بطبعنا
- 2025-09-22 إطلاق حملة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية في الأحساء
- 2025-09-22 "فن النحت على الخشب" ورشة تدريبية لمستفيدات ضمان الأحساء
- 2025-09-22 سمو محافظ الأحساء يزور مستشفى الصحة النفسية ويكرّم منسوبيه
- 2025-09-22 كــل عـام ٍ فـي بـلادي مـجد
- 2025-09-22 الإنطلاق بعد الستين إلى رحاب حياة جديدة يحدث فرقًا لك وللآخرين
- 2025-09-22 هديرُ الصمتِ: رحلةٌ عبر البوذيّة
- 2025-09-21 المرأة الريفية في الأحساء: نموذج للتمكين والمشاركة الفاعلة
- 2025-09-21 "دار الرحمة" توقع شراكة مجتمعية مع 4 مؤسسات